أخبار عالميةعاجل

التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا يتعرض لأقسى ضربات خلال الأشهر الأخيرة

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ، أن قرار الولايات المتحدة بوقف إصدار التأشيرات للأتراك لأسباب أمنية يوضح حقيقة تعرض التحالف بين البلدين- والذي طالما ارتكز على الروابط التجارية والاستخباراتية والعسكرية- لضربات قاسية خلال الأشهر الأخيرة بسبب سلسلة من الخلافات العميقة بشأن مجريات الحرب في سوريا ومصير فتح الله جولن المعارض التركي الذي يعيش داخل الولايات المتحدة وتتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب العسكري .

وقالت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني اليوم الأثنين- إن التحالف المتوتر بشكل متزايد بين واشنطن وأنقرة شهد تدنيا حادا يوم أمس الأحد عندما أعلنت الحكومتان /الأمريكية والتركية/ عزمهما إلغاء إصدار معظم تأشيرات السفر، مما أثار التباسا بين المسافرين وكشف عن اتساع الفجوة بين شركاء الناتو .

وذكرت الصحيفة بأن الأزمة بدأت عندما أعلنت السفارة الأمريكية في أنقرة أنها علقت وبشكل فوري جميع خدمات التأشيرات لغير المهاجرين في تركيا، وهو قرار بدا انتقاميا لا سيما وأنه جاء بعد أيام من إلقاء القبض على موظف بالقنصلية الأمريكية في إسطنبول.

وأشارت إلى أن السفارة أصدرت بيانا أكدت فيه عزمها الحد من زيارات البعثات الأمريكية بينما تجرى في الوقت ذاته “إعادة تقييم” لالتزام أنقرة بأمن الموظفين الأمريكيين- وهو توبيخ استثنائي أكد سرعة تدهور العلاقات بين الحليفتين المقربتين من بعضهما البعض منذ فترة طويلة. وفي غضون ساعات أصدرت السفارة بيانا متطابقا إلى حد كبير أعلنت فيه تعليق إصدار التأشيرات لغير المهاجرين في تركيا.

وأضافت الصحيفة أن هذه التطورات قوضت تعهدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السابق لإصلاح العلاقات الأمريكية مع تركيا، والتي شابتها التوترات خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

فيما جاء التصاعد في التوترات بين الجانبين على الرغم مما قيل بأن هناك علاقات ودية على الصعيد الشخصي بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان تمتد لسنوات سابقة .

وتابعت الصحيفة تقول إن تركيا، التي سعت بحماس ذات يوم لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي، أصبحت منبوذة أيضا من جانب الدول الأوروبية، لا سيما ألمانيا على وجه الخصوص.

وأوضحت أنه في اعقاب القاء القبض على موظف القنصلية الأمريكية متين توبوز، انفجرت التوترات بين الحكومتين بشكل علني، حيث اتهمت السلطات التركية توبوز بالتجسس وبالتواصل مع جولن. بينما ردت السفارة الأمريكية على ذلك في بيانها بأن “أعربت عن قلقها العميق” إزاء الاعتقال واعتبرت هذه التهم “لا جدوى منها”.

كما أبرزت “واشنطن بوست” أن التوترات بين البلدين بدأت تزداد تقريبا مع تولى إدارة ترامب التي تجاهلت اعتراضات تركيا وقامت بتوطيد الشراكة مع الأكراد الذين يحاربون تنظيم داعش في سوريا، وهم نفس الأكراد الذين يشكلون تحالفا مع حزب العمال الكردستاني التركي، والذي تعتبره أنقرة جماعة ارهابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى