التتار أون لاين| بقلم عبد الرحمن الصياد
في فيلم ” وا إسلاماه” وقف ” كتبغا” قائد جيوش التتار أمام ” محمود” الذي أصبح السلطان ” قطز” لاحقا.. وقف قائلا ” أكلم مين أما أحب أكلّم مصر؟!” … وفاجئنا ” محمود” وقتها بأنه اتخذ القرار و تقدم و تناول الخطاب من كتبغا و قطعه بالسيف .
و على الرغم من أن الحقيقة التاريخية تثبت أن معركة عين جالوت التي انتصرت فيها مصر على التتار كان التحضير يتم لها منذ عدة شهور، إلا أن التتار كما في ذلك الفيلم كانوا وراء خداع الشعب بزرع الفتن بينهم، و تحريك القلاقل بينهم .
في الحقيقة لم يكن غزو التتار بالجيش و الأسلحة بقدر ما كان غزواً بالفتن و المكائد لتقويض قوى الخصم من الداخل… فكانوا بارعين في تجنيد الضعفاء و الطامعين و زرعهم كالسوس لنخر الهيكل من الداخل قبل الغزو الفعلي ..
اتذكر ذلك الفيلم و أردد ” ما أشبه الليلة بالبارحة”، التتار مازالوا حولنا و بيننا يزرعون الفتن .
فما كادت مصر أن تنهض بعد رابعة و أحداثها، حتى توالت هجمات الإرهاب في أنحاء مصر لتستهدف السياحة و تزرع الفتن الدينية بين أفراد الشعب!، و حينما لم ينفع ذلك لتكاتف كل أطياف الشعب حيث أدركوا أنهم في مواجه عدو واحد يسعى للخراب لنا جميعا، عاد التتار إلى الخطة القديمة في استخدام السلاح الرئيسي في اشعال الفتن و هو خلق أيقونة على وسائل التواصل الإجتماعي .
فكما أشعلوا بخالد سعيد فتيل فتنة الخريف العربي .. اعتقد التتار أن في إمكان ” محمد علي” إشعال فتنة جديدة تقضي على بوادر الإصلاح التي بدأت في الظهور .
أيها التتار أون لاين .. ” قديمة أوي اللعبة دي و مكشوفة”!
من يقرأ التاريخ يعرف جيداً، أن نهاية التتار كانت هنا في أرض مصر ..
من يقرأ التاريخ يعرف أن شعبنا المصري من الشعوب الواعية التي لا يمكن خداعها بأقوال شخص موتور، تتأرجح فيها أقواله ما بين ” معايا كل الأدلة!” و بين “بس ما عنديش و لا مستند!” .
يا أيها الكومبارس الفاشل: إن ” البينة على من ادعّى، و اليمين على من أنكر!” .
أنا على يقين أنك لم تعلم أن التتار خائنون لمن يواليهم.. و ما أن تنتهي مهمتك مع من استأجرك سينتهي الأمر بقتلك ليكون دمك سلاح آخر يتم فيه اتهام مصر، و مصر أذكى من أن تخلق منك ما لا تستحق أن تكون .. فـ العملاء يدفنون في مزبلة التاريخ