البيان الختامي لقمة مجموعة السبع

أصدر زعماء مجموعة السبع تعهدا مشتركا السبت لمحاربة الحمائية وتخفيف الحواجز التجارية، وذلك إثر اختتامهم قمة في كندا شهدت انقسامات جراء خلاف سببه فرض الولايات المتحدة رسوما على حلفائها.
كذلك تضمن البيان الختامي لقمة السبع التزامات مشتركة لضمان ألا “تسعى إيران مطلقا إلى تطوير أو الحصول على سلاح نووي”، كما طلب من روسيا الكف عن تقويض الديموقراطيات الغربية.
وبعد يومين من تبادل الحجج بين الولايات المتحدة من جهة والاوروبيين وكذلك كندا التي استضافت القمة من جهة ثانية، أصدرت مجموعة السبع بيانا مشتركا حاولت من خلاله تغطية الانقسامات حول التجارة.
لكنّ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قوّض محاولات إظهار الوحدة عندما أكد أنه حذر الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأن كندا ستفرض رسوما جمركية انتقامية على البضائع الاميركية اعتبارا من 1 يوليو.
وبعد ان رفضوا دعوة الرئيس الاميركي لإعادة روسيا الى مجموعة السبع، تبنى قادة المجموعة اتهام بريطانيا لروسيا بالوقوف وراء تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في جنوب غرب المملكة المتحدة.
وجاء في البيان الختامي المشترك للقمة “ندعو روسيا الى الكف عن سلوكها المزعزع للاستقرار، وعن تقويض الأنظمة الديموقراطية، وعن دعمها للنظام السوري”.
وتابع البيان “ندين الهجوم باستخدام غاز للاعصاب من النوع العسكري في سالزبري في المملكة المتحدة. نحن نتفق مع بريطانيا في تقييمها الذي يرجح بشكل كبير ان تكون روسيا مسؤولة عن الهجوم”.
وتعهدت دول مجموعة السبع السبت ضمان “سلمية” البرنامج النووي الايراني.
وقال قادة دول المجموعة “نحن نلتزم بان نضمن على الدوام سلمية البرنامج النووي الايراني، بما يتماشى مع التزامات (ايران) الدولية بعدم السعي مطلقا الى تطوير او امتلاك سلاح نووي”.
وتابع البيان “ندين تمويل الارهاب بكل اشكاله بما في ذلك الجماعات الارهابية التي تمولها ايران. كما ندعو ايران الى لعب دور بناء عبر المساهمة في جهود مكافحة الارهاب والتوصل الى حلول سياسية، ومصالحة، وسلام في المنطقة”.
من جهة ثانية جاء في البيان الختامي للقمة “نؤكد على الدور الحاسم لنظام تجاري دولي مبنيّ على قواعد، ونواصل محاربة الحمائية”.
وأضاف البيان “نحن ملتزمون تحديث منظمة التجارة العالمية بهدف جعلها أكثر إنصافا، في أقرب وقت ممكن. سنبذل قصارى جهدنا لتخفيف الحواجز الجمركية والحواجز غير الجمركية”.
اما في ما يتعلق بالمناخ، فقد فشلت الدول الاعضاء بالمجموعة في التوصل الى اتفاق حول هذا الملف مع الولايات المتحدة.
وفي مؤتمر صحافي عقده اثر القمة، وصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تذرّع ترامب بهواجس الأمن القومي لفرض رسوم على الصلب والالمنيوم بأنه “مهين” للمحاربين الكنديين القدامى الذين قاتلوا الى جانب الحلفاء الاميركيين.
وقال ترودو إنه أبلغ ترامب “بأسف وإنما بمنتهى الوضوح مضيّ بلاده قدما في فرض اجراءات انتقامية اعتبارا من 1 يوليو، بتطبيق رسوم تعادل تلك التي فرضها علينا الاميركيون ظلما”.
بدوره أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن التعريفات الجمركية التي قرر الاتحاد الأوروبي فرضها على الولايات المتحدة ستطبق اعتبارا من يوليو.
وقال الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي “في ما يتعلق بهذا الموضوع، لا يوجد تغيير، والأمر يتوقف على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقرر العودة” عن قرارها.
وغادر ترامب القمة في وقت مبكر استعدادا للقمة التي ستجمعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون الثلاثاء المقبل.
وفي تغريدة بعد إقلاع طائرته من كندا، بدا أن الرئيس الأميركي ليس في وارد المهادنة في أي نزاع تجاري.
وكتب “لن تسمح الولايات المتحدة لبلدان أخرى بفرض تعريفات جمركية وحواجز تجارية ضخمة على مزارعيها وعامليها وشركاتها، بينما تُرسل منتجاتها إلى بلدنا بدون ضرائب”.
وأضاف “لقد تعرضنا للإساءة التجارية على مدى عقود عدة. وهذه مدة طويلة بما فيه الكفاية”.
فيمما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أن مجموعة دول “السبع الكبار” اتفقت على أن تكون مستعدة لاتخاذ تدابير تقييدية جديدة ضد روسيا في حال لزم الأمر.
وقالت ماي، في مؤتمر صحفي عقب نهاية أعمال قمة دول السبع الكبار أمس السبت : “أرحب بتفهم “مجموعة السبع” على ضرورة الحفاظ على العقوبات ضد روسيا فى ضوء حقيقة أن روسيا لم تفي بالتزاماتها بشكل كامل بموجب اتفاقيات مينسك في أوكرانيا.
وأضافت: “اتفقنا على أن نكون مستعدين لاتخاذ تدابير تقييدية جديدة ضد روسيا في حال لزم الأمر”.
يشار إلى أن مجموعة الدول “الثمان الكبار” تحولت في عام 2014 إلى مجموعة “السبع الكبار” بعد أن قررت دول المجموعة عدم المشاركة في قمة سوتشي واجتمعت في بروكسل من دون مشاركة روسيا، وذلك على خلفية أحداث القرم.
وتضم مجموعة “السبع الكبار” حاليا كلا من ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، واليابان، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا.