«البورصة» تربح 90 مليار جنيه في أسبوع.. ومؤشرها يستهدف مستوى الـ 12 الف نقطة

كتب: أحمد عبد المنعم
استعادت البورصة المصرية، عصرها الذهبي من جديد، بعد القرارات الاقتصادية القوية التي اتخذتها الحكومة مؤخرًا بداية من قرارات المجلس الوطني للاستثمار برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي خرج بـ 17 قرارا وما تبعه من قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه بالإضافة لتخفيض دعم المحروقات، لترتفع البورصة لأعلى مستوياته منذ ثورة 25 يناير وبتداولات لم تشهدها منذ عام 2009 بعد دخول المؤسسات وصنادق الاستثمار بقوة في السوق بالإضافة إلي الأجانب، وذلك رغم حالة الخوف التي انتابت “البورصجية” بعد قرار البنك المركزي برفع العائد على شهادات الإيداع بحوالي 3 نقاط ووصولها في بعض البنوك إلي 20% إلا ان السوق تجاهل شهادات الاستثمار واتجه نحو الارتفاع واستطاع المؤشر الرئيسي تخطي حاجز الـ 10 الآف نقطة مسجلا 10688 نقطة ويربح رأسمالها السوقي حوالي 90 مليار جنيه في أسبوع.
ويرى خبراء سوق المال، ان البورصة استعادت عافيتها من جديد رغم حالة الخوف التي ظهرت في أول ايام تعويم الجنيه بغد قرار البنك المركزي برفع العائدات على شهادات الأستثمار لأعلي مستوي لها على الإطلاق.
وأوضحوا ان مستثمري البورصة لهم طبيعة خاصة، فهم ينظرون إلي مكاسب أكبر بكثير من الـ 20% عائد شهادات الاستثمار، خاصة وانهم تعرضوا لخسائر فادحة خلال الفترة الماضية، وأشاروا إلي انه بعد تعويم سعر صرف الجنيه أصبحت جميع الأسهم أقل من قيمتها الحقيقة بنحو 50% وبالتالي فالأسهم مازالت عند أدنى مستوياتها رغم صعود السوق.
وقالت رانيا يعقوب، المحلل المالي والاقتصادي، ورئيس مجلس إدارة شركة ثري واي لتداول الأوراق مالية، إن البورصة المصرية، استعادت عافيتها من جديد، فقد حققت ارتفاعات قوية منذ بداية الأسبوع، وشهدت بداية تعاملات جلسة الأربعاء الماضي عمليات جني أرباح وتراجع المؤشر بنحو 2.6% ولكنها سرعان ما تحولت للون الأخضر من جديد.
وأضافت “يعقوب”، أنه مع اقتراب استلام مصر للشريحة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي، عادت ثقة المستثمرين الأجانب في الصناديق المصرية، وتزامن معه حركة شراء للمستثمرين، حيث شهدنا عمليات ارتداد مرة أخرى، مؤكدة أن البورصة المصرية تحقق مكاسب بسبب المحفزات الخاصة بالاقتصاد المصري، بعد إجراءات تعويم الجنيه.
وأكدت “يعقوب” أن الاقتصاد المصري يتحرك بمعزل عن الاقتصاد العالمي، وأنه كان هناك توقعات بأنه في حال فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أن تتأثر أغلب البورصات العالمية بعد السياسات التي ألمح لها ترامب خلال فترة الترشح الرئاسية، ولكن ارض الواقع تختلف عن التصريحات الانتخابية.
وأضافت المحلل المالي، إن ترامب أصبح رئيسًا للدولة التي تعد القوى الاقتصادية العظمى في العالم، ومن المتوقع أن تهتم الإارة الجديدة بمصالح امريكا مخففة من حدة الشعارات لتتخذ منحنى آخر يتماشى مع المصالح العليا لامريكا، فالعالم في حالة انتظار وترقب لرؤية اتجاهات الإدارة الجديدة.
وقال إيهاب سعيد، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أصول لتداول الأوراق المالية، إن السوق حقق المستهدف الأول 10 آلاف نقطة، مشيراً إلى أن المستويات الأخيرة ربما تشهد عمليات جنى للأرباح على الأسهم.
وأضاف سعيد أن مؤشرات السوق ستتجه لاستهداف قمته التاريخية عند مستويات 12 ألف نقطة، خلال الشهور القليلة المقبلة، بدعم من قرارات التعويم، مؤكداً أن البورصة انصفت من راهن على الاستثمار متوسط الأجل منذ مطلع العام الحالى.
وأوضح أن فرص الصعود المقبلة فى البورصة تتمثل فى الأسهم القيادية التى تكون هدفا جديدا للمستثمرين الأجانب.
قال وائل النحاس الخبير الاقتصادي، إن الاقتصاد الامريكي سيشهد تغيرات كثيرة بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية.
وأضاف “النحاس”: “أتوقع أن يشهد الدولار ارتفاعًا ملحوظًا في سعر الصرف، خاصة وأن الجمهوريين سيقومون بإجراء إصلاحات اقتصادية عنيفة، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع الذهب أيضًا والمعادن”.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن واشنطن سترفع شعار “من لم يسقط بالسياسة سيسقط بالاقتصاد” وهو ما قد يؤثر على دول الخليج، خاصة مع التقلبات الاقتصادية المقبلة والتي تتضمن ارتفاع سعر النفط.
يذكر أن الجمهوري دونالد ترامب استطاع حسم الانتخابات الأمريكية، بعدما حصد 276 صوتًا متقدمًا على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
من جانبه قال محمد عمران رئيس البورصة ، إن الأداء النشط الذى تشهده البورصة المصرية حاليًا والتواجد المكثف للمستثمرين الأجانب، سيبقى رهينة نجاح جهود الإصلاح الاقتصادى وتدفق الاستثمارات الأجنبية وتخفيض عجز الموازنة والتحقق من معدلات نمو مرتفعة ومستدامة.
وأضاف، أن انتعاشة سوق الأسهم تعبر عن بوادر بناء ثقة بعد ظهور قرارات اقتصادية تستهدف رفع جودة مناخ الاستثمار، ومن ثم تدافعت الاستثمارات الأجنبية نحو البورصة المصرية.