البنتاجون يتبني ضوابط صارمة لتطبقيات الذكاء الاصطناعي العسكرية
في الوقت الذى بات فيه الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته محورا لتطوير وتشغيل كافة مجالات الحياة الإنسانية في الولايات المتحدة والعالم المتقدم، يؤكد الخبراء أنه ما لم توضع ضوابط لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية والدفاعية قد يكون هي الغباء بعينه الذي يحول الذكاء الاصطناعي إلى آلة قتل منفلتة.
وفى هذا الصدد.. كشفت دورية /ديفنس وان/ الأمريكية عن اتجاه قيادات البنتاجون إلى العمل بالتوصيات الاستشارية الصادرة عن الهيئة العليا للمخترعات والأفكار المستحدثة في وزارة الدفاع الأمريكية والخاصة “بالذكاء الاصطناعى وتطبيقاته العسكرية”، والتي تضمنتها وثيقة صدرت نهاية العام الماضي عن كبار مستشارى البنتاجون وخضعت للتقييم والدراسة من جانب الكادر العسكرى في وزارة الدفاع الأمريكية.
وبحسب الدورية الأمريكية فإن وثيقة مستشارى البنتاجون تتمحور حول “ضرورة عدم ترك المجال كاملا للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العسكرية”، و “تغليب الذكاء البشري؛ فيما يتعلق باستخدام وتوظيف أوجه الذكاء الاصطناعي “وتطبيقاته في ميادين القتال والعمل العسكرى بشكل عام في الجيش الأمريكي.
وقالت دورية (ديفنس نيوز) الأمريكية أن رؤية البنتاجون للذكاء الاصطناعى وتطبيقاته في المجال العسكرى تبدو أكثر عمقا والتزاما واتساقا مع الذكاء والعقل الإنساني إذا ما قورنت بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي طورتها مؤسسات تكنولوجية عملاقة في الولايات المتحدة مثل جوجل وفيسبوك و مايكروسوف يبدو فيها الذكاء الاصطناعى سيدا ومسيطرا علي العقل الإنساني ورفاهية حياته.
وبموجب تبني قادة البنتاجون لما احتوته “وثيقة المستشارين” من توصيات سيكون على عاتق “الذكاء البشري” للعسكريين الأمريكيين توجيه “الذكاء الاصطناعي” صوب الوجه الاخلاقية والإنسانية في ميادين القتال، وفي هذا الصدد أكد الكولونيل ارليو ابرامسون الناطق باسم مركز تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في البنتاجون بالقول “إنه من الواجب أن يظل للذكاء البشري قدرة على السيطرة والتحكم في حركة الذكاء الاصطناعى عملياتيا؛ فضلا عن اعطائه الطابع الإنساني لأن الإنسان هو في البداية والنهاية صانع هذا الذكاء ومطوره.
كما أوصى تقرير لجنة الخبراء الاستشاريين في البنتاجون بضوروة تحديد مجالات بعينها لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري وعدم ترك أفاق كافة الأنشطة العسكرية والدفاعية مفتوحة أمام الذكاء الاصطناعي ، واقترح الخبراء فى تقريرهم اعطاء الذكاء الاصطناعى مساحة اكبر فى الانشطة الدفاعية “غير القتالية” للقوات المسلحة الأمريكية، وفى المقابل اعطائه “مساحة اقل وتحت السيطرة البشرية” بالنسبة للانشطة القتالية للجيش الامريكى التى عادة ما يكون الثمن فيها ارواح و دماء.
وبشكل عام فإن خبراء الأمن والدفاع فى الولايات المتحدة يعولون على الذكاء الاصطناعى الشىء الكثير فيما يتعلق بأنشطة التتبع الاستخبارى وجمع المعلومات والاستطلاع وعمليات الرصد، وهو ما شدد عليه وزير الدفاع الامريكى مارك اسبير في رسالته الى القوات المسلحة الأمريكية مع بداية العام الجديد، مشيدا بالتطور الحاصل فى مجال الذكاء الاصطناعى و تطبيقاته ” المفيدة ” للدفاع عن الأمن الوطني للولايات المتحدة و الشعب الأمريكي.