كان قديما يتهم هواة حل الكلمات المتقاطعة أنهم “ فاضيين” وأنهم لا يقضون وقتهم كما ينبغي في أداء عمل جاد، لكن يبدو أن هؤلاء “ الفاضيين” أكثر ذكاء وحفاظا على ذاكرتهم في المستقبل من أولئك المشغولين دائما والذين يستنزفون قدراتهم العقلية في تفاصيل العمل والحياة اليومية، دون أن يمنحوا عقولهم لحظات من الاستراحة والهدوء من خلال الكلمات المتقاطعة.
حيث وجد باحثون أن حل الكلمات المتقاطعة أو ألغاز لعبة “سودوكو” طوال حياتك، يبطئ من التدهور العقلي في سن الشيخوخة، وتعزز هذه الأنشطة القدرات العقلية، ولذلك، فعندما يبدأ الدماغ في التدهور، هناك “نقطة معرفية أعلى” يمكن من خلالها التراجع.
هذا ويعتقد الخبراء منذ فترة طويلة أن الأشخاص الذين يقومون بأنشطة معقدة أو يحلون ألغازا فكرية تفرض جهدا أكبر على الدماغ، محميون ضد التدهور العقلي.
كما أوضحت دراسة اسكتلندية جديدة نشر موقع “ ديلي ميل” البريطاني ملخصا لنتائجها أن القيام بأنشطة فكرية بشكل منتظم طوال الحياة قد يعزز القدرة العقلية ويوفر “نقطة معرفية أعلى” يمكن من خلالها التراجع.
وقال العلماء إن هذه النتائج تشير إلى أن الانخراط في حل المشكلات لا يحمي الفرد من التراجع، إلا أنها تدعم نظرية “الاحتياط المعرفي”، وهي القدرة التي يحتاجها بعض الناس للحفاظ على ذاكرتهم وذكائهم على الرغم من تأثير الشيخوخة.
ذلك لأن استخدام الدماغ بانتظام من أجل المهام المعقدة يخلق عددا أكبر من الروابط بين خلايا الدماغ، وبالتالي فإنه عندما تبدأ عملية توصيل الدماغ بالتحلل مع التقدم في العمر، أو إذا بدأ الخرف أو “الزهايمر” في الهجوم، فإن لدى الدماغ شبكات “احتياطية” لاستخدامها كبديل.
في المقابل تؤكد دراسات أخري أن تناول بعض الأغذية له تأثيرات إيجابية على منع الزهايمر مع تقدم العمر، فمع دخول فصل الشتاء يصبح تناول البرتقال عادة يومية لدي الكثيرين نتيجة انتشار تلك الفاكهة المحببة، لكن إذا عرفت الفوائد الصحية التي يحققها لك البرتقال، فإنك ستصر على تناوله يوميا وعلى مدار العام، حيث توصلت دراسة إلى أن شرب كوب من عصير البرتقال كل يوم، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالزهايمر.
وتتبع الباحثون ما يقارب 28 ألف رجل لعقدين من الزمن لبحث كيفية استهلاكهم للفاكهة والخضار على قواهم العقلية، ووجد الباحثون من جامعة هارفارد، أن الرجال الذين شربوا كوبا صغيرا من عصير البرتقال كانوا أقل عرضة بنسبة 47% لصعوبة التذكر أو اتباع الإرشادات أو التنقل في مناطق مألوفة.