الامم المتحدة ترى في مباحثات جنيف حول النزاع اليمني «بارقة أمل»
اعتبر موفد الامم المتحدة الخاص الى اليمن مارتين غريفث اليوم الاربعاء ان المباحثات حول النزاع في هذا البلد التي ستعقد هذا الاسبوع في جنيف تشكل “بارقة امل”، رغم التأخير وتواضع الامال حيالها.
وكان ينتظر ان يصل الاطراف اليمنيون غدًا الخميس الى مقر الامم المتحدة في جنيف، لكن وفد المتمردين الحوثيين لم يتمكن من مغادرة العاصمة صنعاء ما دفع الموفد الاممي مارتن غريفيث الى عدم بدء المشاورات الخميس.
وهذه المباحثات هي الاولى منذ اخفقت في اغسطس 2016 عملية السلام التي استمرت اشهرا عدة في الكويت، فيما حض مجلس الامن الدولي الاربعاء الاطراف اليمنيين على “القيام بخطوة اولى نحو نهاية النزاع”.
وقال غريفيث في مؤتمر صحافي الاربعاء “حان الوقت للبدء بعملية جديدة، لاحياء عملية يؤمل ان تؤدي الى حل هذا النزاع” الذي تسبب باسوأ كارثة انسانية في العالم.
واضاف ان “الشعب اليمني في حاجة ماسة الى مؤشر امل. نود ان نعتقد ان العمل الذي سنقوم به معا في الايام المقبلة سيشكل بداية لنوجه اليهم بارقة امل”.
لكن امال الاطراف اليمنيين متواضعة للغاية حتى ان غريفيث اكد ان الامر لا يعدو كونه “مشاورات” بهدف “وضع اسس المفاوضات الرسمية التي ستبدأ لاحقا”.
وفي مؤشر الى الهوة التي تفصل بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، لن تجري اي لقاءات مباشرة خلال هذه المباحثات التي يجريها موفد الامم المتحدة الجديد الذي عين في فبراير.
وقال المتمردون في بيان نشرته قناة “المسيرة” المتحدثة باسمهم في حسابها بتويتر “الامم المتحدة لم تستطع استخراج ترخيص من دول العدوان بتوفير طائرة عمانية لنقل الوفد والجرحى والعالقين”.
ولم يوضح المتمردون من هم الجرحى والعالقون الذين أرادوا نقلهم، أو عددهم، والى أي بلد كانوا يودون نقلهم على متن طائرة الوفد المشارك في المحادثات.
وذكر المتمردون أيضا انه لا توجد ضمانات بالسماح لهم بالعودة الى صنعاء فور انتهاء المشاورات.
وكتب المتحدث الرسمي باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام الثلاثاء في تغريدة على تويتر أن الأمم المتحدة “تماطل” في وعود “بشأن تسهيل عودة الجرحى والعالقين في الخارج”.
وسئل غريفيث عن هذا الموضوع فاجاب “اننا نعمل في شانه”.
وقال “لا اخذ بالضرورة هذه الامور على محمل الجد. اعتقد ان الامر ستتم معالجته”، موضحا انه سيلتقي الاربعاء في الفندق حيث ينزل وزير الخارجية اليمني خالد اليماني “لعدم تضييع الوقت”.
واضاف “اما بالنسبة الى الشروط (…) بحسب معلوماتي فان ايا من الاطراف لم يطرح شروطا للمشاركة في هذه المباحثات”.
واوضح الموفد الاممي ان احد تحديات هذه المشاورات هو محاولة بناء “اجراءات ثقة” بين الاطراف مثل تلقيح الاطفال وتبادل السجناء، معتبرا ان “ثمة فرصة لتقدم ملموس” على هذا الصعيد.
وراى دبلوماسي اميركي ان هذه العملية الجديدة “قد تؤدي الى امر ما” اذا عمد الوسيط الاممي الى تسهيل “اجراءات الثقة” مثل الافراج عن سجناء واستئناف الرحلات الى صنعاء واقامة تعاون تقني مع المصرف المركزي.
واكد وزير الخارجية اليمني هذه المقاربة لفرانس برس مشيرا خصوصا الى قضية السجناء.
وغريفيث هو الوسيط الثالث الذي يخوض في الملف اليمني الشائك.
ومنذ 2014، يشهد اليمن حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
منذ التدخل السعودي، قتل في اليمن نحو 10 آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين، بينهم أكثر من ألفي طفل لقي 66 منهم مصرعهم في ضربات جوية في أغسطس الماضي وحده. وأغرق النزاع أكثر من ثمانية ملايين شخص في شبه مجاعة وتسبب بـ”أسوأ أزمة إنسانية” في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وانهارت الجولة الأخيرة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة عقب 108 ايام من المفاوضات في الكويت.