أخبار عربيةعاجل

الاحتلال يغلق مدرسة جنوب القدس بزعم نيتها الترويج لأفكار تحريضية

“لماذا أغلقوا مدرستي .. أريد أن أتعلم .. هذا ظلم” بهذه الكلمات المختصرة لخص الطفل محمد أحمد حمادة، ذو التسعة أعوام، أزمة مدرسته التي أغلقها الاحتلال منذ قرابة الأسبوعين بزعم “نيتها” تعليم التلاميذ أمورا تحريضية وأفكار حركات إسلامية.

ويجلس محمد مع أكثر من 20 تلميذا كانوا يمثلون فصل أولى أول ليتلقوا العلم على الرصيف، بعد أن رأى الاحتلال في مدرسة النخبة في قرية تقع جنوب مدينة القدس خطرا على العملية التعليمية.

ولم يختلف حال باقي فصول المدرسة وطلابها الذين افترشوا الأرض رافضين الاستسلام لقرار الاحتلال ومصرين على تلقي التعليم حتى لو كان في الشارع بغض النظر عن الأجواء الماطرة.

والد الطفل محمد بالصف الرابع الابتدائي يقول “صباح كل يوم يستيقظ ابني ويسألني “بابا مدرستي فتحت أم ما زالت مغلقة” ولا أجد إجابة.

ويتابع والده “كان متأثرا جدا لإغلاق المدرسة خصوصا أول يوم في الإغلاق، حيث ظل يبكي طوال اليوم متسائلا “لماذا أغلقوها؟”.
وبسؤال طفل آخر عن سبب الإغلاق، رد بكل براءة “لأن مدرستي تقوم بالتعليم بشكل جيد”، متسائلا “ما ذنبنا أن ندرس نحن في الشارع وبقية الطلبة على مقاعدهم الدراسية.”

ومدرسة النخبة هي مدرسة روضة وابتدائي مشتركة تقع في قرية اسمها صور باهر – يقطنها 27 ألف نسمة – جنوب مدينة القدس.

وقال المسؤول العام لمجلس أولياء الأمور السيد أحمد حمادة إن هذه المدرسة تقوم بتعليم المنهج الذي يتم تدريسه في كل مدارس القدس بلا استثناء، أما ادعاؤهم، فهو أن المدرسة تنوي تدريس أمور تحريضية ضد الاحتلال الإسرائيلي وسيكون لها رؤى مستقبلية لحركات إسلامية غير مرغوب فيها.

وأكد أن هذا القرار ظالم وجائر ونحن كأولياء أمور نرفضه رفضا قاطعا، مشيرا إلى أنه في البداية جاء إلى المدرسة مفتشون من وزارة المعارف الإسرائيلية في 15 فبراير المنصرم واطلعت على المنهج المدرس ودفاتر تحضير المعلمين وكان تقريرها إيجابيا عن المدرسة، وتوقعنا أن الأمور تسير على ما يرام إلا أننا تفاجأنا بالعكس، حيث انقبلت الأمور رأسا على عقب وتم الإغلاق.
وأضاف “أولياء أمور المدارس المجاورة على مستوى القرية، بل وعلى مستوى مدينة القدس متضامنون معنا وعلى استعداد للقيام بأي قرار تصعيدي نتخذه من أجل إعادة فتح المدرسة.

وتمتاز هذه المدرسة بتعليم نوعي متميز حسب وصف عدد من أولياء الأمور، وهو ما انعكس على التلاميذ وحبهم للدراسة وارتباطهم بالمدرسة ارتباطا وثيقا.

وقال أحد أولياء الأمور “إغلاق المدرسة، جاء بسبب أن التعليم فيها كان مميزا والعلاقة بين الطلاب والمعلمين كانت مختلفة .. وهذا هو سبب الإغلاق لأن الاحتلال لا يريد أي شيء به تميز.. بعكس مدارس أخرى تابعة لإشراف وزارة المعارف الإسرائيلية، والتي تعاني من رداءة التعليم وسوء الأوضاع وتدني نسبة النجاح.

من جانبه، شدد مدير المدرسة الأستاذ لؤي بكيرات على ضرورة عودة الدراسة إلى المدرسة، مؤكدا أنه لا بديل عن هذا المطلب، وقال إننا اتخذنا الإجراءات القانونية المناسبة لإثبات عدم صحة الادعاءات الإسرائيلية، ومشيرا إلى أن المدرسة مكان للتعليم فقط ولن ولم نقحم السياسة في التعليم.

وقال “الآن هناك 230 طالبا يدرسون في الشارع على الرصيف أمام بوابة المدرسة، وسط رفض كامل من الطلاب وأهاليهم نقل أولادهم لأي مكان آخر، مشيرا إلى أن “الاحتلال يهدف إلى محاربة نجاح المدرسة وتدريس الطلاب بشكل جيد بعيدا عن السياسة نهائيا.. ربما هذا ما يثير حفيظتهم”.

وأضاف “الهدف الرئيسي هو إغلاق المدرسة.. أما الحجة الواهية وهي نية المدرسة المستقبلية فهذا غير منطقي، متسائلا ما أدراكم بنوايا الناس؟!! هل أصبحوا يعلمون النوايا المستقبلية؟”.

واستطرد “نحن على هذا الحال منذ 11 يوما إلى الآن وسنبقى هكذا إلى أن يتم تشكيل لجنة من الوزارة الاسرائيلية لبحث الملف وإنهائه، وهم يماطلون في هذه الجزئية علما بأننا طالبنا بتشكيل لجنة منذ أول يوم للأزمة”.

ولفت إلى أن ما يحدث يأتي ضمن حملة شرسة على المنهج الفلسطيني في محاولة لإبداله بالمنهج الإسرائيلي عنوة وهذا مرفوض بالنسبة لنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى