أخبار عالميةعاجل

الإيكونوميست: أفانجارد الروسي يشعل سباق التسلح بالصواريخ التي تفوق سرعة الصوت

 

حذرت مجلة (الإيكونوميست) البريطانية من سباق تسلح بين أمريكا وروسيا والصين في مضمار الصواريخ التي تفوق في سرعتها سرعة الصوت، معتبرة اختبار صاروخ “أفانجارد” الروسي بمثابة إحدى شرارات إشعال هذا السباق.

وقالت المجلة إن الدول الثلاث تتأهب لدخول عهد جديد لصواريخ أسرع وأذكى وأخفّ، متسائلة عن ماهية القذائف التي تفوق سرعة الصوت وعما إذا كان من شأنها أن تغيّر معادلات الحروب؟

ونوهت الإيكونوميست عن أن تلك الأسلحة الجديدة سرعتها تماثل خمسة أمثال سرعة الصوت، أو حوالي ميل (1.6 كم) في الثانية؛ إنها ببساطة نُسَخ أسرع من تلك الموجودة من أمثال صاروخ “توماهوك”.

ونبهت المجلة إلى أن هذه الصواريخ الجديدة قادرة على التحليق على ارتفاع أكثر انخفاضا من غيرها إلى جانب سرعتها الفائقة وعدم القدرة على توقعها.

وعلى الرغم من أن بعض تلك الصواريخ، كـ “أفانجارد”، منوط به حمل رؤوس نووية، إلا بعضها أيضا يمكنه عبر سرعته ودقته الفائقة أن يدمر أهدافا بفعل تأثير طاقته الحركية وحدها؛ فعند سرعة تماثل 10 أمثال سرعة الصوت، يكون للكيلوجرام من أي مادة طاقة حركية تزيد عن تلك التي يمكن الحصول عليها من تفجير كيلوجرام من مادة الـ “تي إن تي” المتفجرة.

وإذا كانت الصواريخ الباليستية الراهنة بالغة السرعة، إلا أنها لا تمتلك ذات القدرة على المراوغة التي تمتلكها تلك الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت؛ وبالمثل، إذا كانت صواريخ كروز قادرة على المناورة، فهي ليست بذات سرعة تلك الصواريخ الجديدة التي تمزج بين السرعة والخفة التي تمّكنها من القدرة على المرواغة.

ورأت الإيكونوميست أن اختبار روسيا لصاروخ “أفانجارد”، والذي أعقب اختبارها لصاروخ آخر تفوق سرعته سرعة الصوت في مارس الماضي، كفيل بإشعال التنافس بين القوى العالمية المنافسة.

وقد أجرت الصين عددًا من الاختبارات لنماذج أولية في هذا المضمار على مدى سنوات؛ أما الولايات المتحدة فقد زادت الحصة المخصصة من ميزانيتها للصواريخ التي تفوق سرعة الصوت في الفترة بين 2018 و2019 استكمالا لمبادرات سابقة تستهدف تمكينها من ضرب أي مكان على كوكب الأرض في أقل من ساعة زمنية؛ وتأمل أمريكا في نشْر تلك الأسلحة في أواسط عشرينيات القرن الحالي ثم التوسع في إنتاجها على نطاق واسع.

ولفتت المجلة البريطانية إلى أن كلا من: فرنسا والهند واستراليا واليابان تعمل جميعا على تطوير نفسها في التكنولوجيا التي تفوق سرعة الصوت.

ورأت الإيكونوميست أن ظهور أعداد كبيرة من الصواريخ الفائقة لسرعة الصوت يمكن أن يشكل تحديًا هائلا أمام الدفاعات الصاروخية؛ ذلك أن التحليق على ارتفاع منخفض مصحوبا بانحنائية الأرض يساعد تلك الصواريخ في التخفي عن الرادار، كما أن سرعتها الفائقة لا تترك للخصوم وقتا كافيا لمواجهتها، فضلا عن أن قدرتها على المرواغة تصعّب عملية التصدي لها.

وبحسب أحد المسؤولين الفرنسيين، فإن تلك الصواريخ الجديدة “ستغير تماما قيَم المعادلة بين الهجوم والدفاع؛ وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة (راند) البحثية، فإن صاروخا يقطع 1000 كيلومتر بسرعة تماثل عشرة أمثال سرعة الصوت من شأنه تقليص زمن الاستجابة له إلى ست دقائق فقط؛ وربما لا يتجاوز الزمن الفاصل بين تحديد الهدف ولحظة التأثير سوى لحظات، على نحو قد يجد معه القادة المندفعون أنفسهم مضطرين إلى نقل التحكم في الأسلحة إلى قبضة القادة العسكريين أو حتى إلى إطلاق الهجوم عند مجرد الحذر من هجوم وشيك.

وبما أن الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت أكثر صعوبة في تحديد مكانها، فإن ذلك يستلزم نشْر عدد أكبر من الأقمار الاصطناعية على ارتفاعات منخفضة وهذه بدورها تمثل أهدافا ثمينة في أوقات الحروب

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى