أخبار مصر

«الإفتاء»: إباحة «داعش» لنقل أعضاء الأسرى «حرام شرعًا»

ه(9)

رد مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية على فتوى تنظيم «داعش» التي أصدرها مؤخرا بـ«إباحة نقل أعضاء أسراه» بأن ذلك حرام شرعًا.

وكان داعش وصف الأسرى بالمرتدين محللا إباحة نقل أعضاءهم لزراعتها في جسد من يحتاجها من المسلمين.

وشدد المرصد، في رده على فتوى داعش، على حرمة هذا الفعل وعدم جوازه شرعًا، مؤكدًا أن الحكم الشرعي في مسألة أخذ أعضاء الأسير أنها غير جائزة، سواء كان أخذ العضو يعرضه للموت أم لا.

واستدل المرصد على ذلك بعدة أمور، منها: أن الاعتداء على أعضاء الإنسان – مسلمًا كان أو غير مسلم – فيه امتهان له، وهو الذي قد كرمه الله تعالى؛ حيث قال: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» سورة الإسراء آية رقم 70، وأخذ أعضاء الأسرى ينافي تكريم الله تعالى للإنسان.

وأضاف المرصد أن هذا الفعل يعد من التمثيل؛ والمثلة: تشويه الخلقة، لافتا إلى أن المثلة ورد في أحاديث كثيرة، منها ما روى مسلم والترمذي عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله، وبمن معه من المسلمين خيرًا ، ثم قال: «اُغْزُوا عَلَى اسْمِ الله، فِي سَبِيلِ الله، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاَلله، اُغْزُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا»، وعقب الإمام الترمذي على هذا الحديث بقوله: “وَكَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْمُثْلَةَ».

وأشار مرصد الفتاوى التكفيرية إلى ما رواه ابن ماجه عن صفوان بن عسَّال رضي الله عنه قال: «بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سرية فقال: «سِيرُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، وَلا تَمْثُلُوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تَغُلُّوا، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا»، بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن المثلة بالحيوان؛ فروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن مَن مَثَّل بالحيوان، فكيف بالتمثيل بالإنسان؟ وتحريم المثلة لا خلاف في تحريمه» .

واستطرد المرصد أن «داعش» ليسوا بولاة أمور شرعيين، وليست الحرب بينهم وبين غيرهم شرعية، وليس المأسورين لديهم كلهم من غير المسلمين، بل إن منهم من هو من المسلمين يشهد الشهادتين، ولكنه في اعتقادهم الفاسد الكاسد غير موحد توحيدهم البدعي، ولا يقول بأصولهم الفاسدة المخترعة، فوجب أن يكون عندهم مرتدًا عما يعتقدون أنه الإسلام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى