الإرادة القوية ..وتحدِّى التحدِّى | بقلم د.ضحي اسامه راغب

الإرادة القويه هى أقصى درجه من درجات الإصرار على النجاح .
والنجاح هنا ليس مُجرَّد نجاح مهمه أو عمل أو فكره .
ولـكـن الإصرار على النجـاح أو بمعنى أدق هـو إنجـاح المهمـة وهـذا لايتم إلا بالإراده ولابد أن تكون إراده قويه, والإراده القويه تحتاج تحديد الهدف والغاية المُرجوة ويوضع الهدف نصب أعيننا مع استخدام كل المواهـب والأدوات لتحقيق هذا الهدف, ويكون الهدف دائماً هدفاً وطنياً سامياً, وإذا تمَّ تطبيق ذلك على أى كيان فى الدولة فإننا لابد أن ننظر للدولة على أنها تتعرض للأزمات القوية سواءاَ كانت أزمات طبيعيه أو أزمات مُفتعلة لكى تخرج من أزمتها أقوى مما قبل ذلك, ومن هذا المُنطلق يجب تقييم قدرات ومُقدرات شعب هذه الدولة, ويتم قياس مدى تضحياته وقدرته على التغلب على المصاعب والتحديات مهما كانت سواءاً الداخلية منها وكذا الخارجية وما أكثرها, فإذا كانت الأزمة طبيعية فيتم التناول من وجه النظر الدولية من إتجاه قدرات حكومة الدولة وإدارتها على الاستعداد والتجهيز لتخطى هذه الأزمة قبل حدوثها والأثار المُترتبه على الأزمة بعد الحدث, أمَّا إذا كانت الأزمة مُفتعلة فإنَّ التقييم يتم فى إطار أوسع يتم من خلاله وضْع النسيج المُكوِّن للدولة إلى جانب الإستعداد والقوه والاستراتيجية لمكونات إدارة الدولة وإتخاذ القرار نحو تقييم الأزمة والقدرة على إستيعابها وتخطيها, أما مُصطلح “تحدى التحدى ” هو التغلُب على كل التحديات مهما كانت حتى وإنْ وصَل إلى تحدى ذوى الإحتياجات الخاصة وتحقيق المعجزات فلقد قهر الظلام د. طة حسين وأصبح عميد الأدب العربى وبيتهوفن الموسيقار العالمى أبدع بعدما فقد سمعه وعزف أقوى المقطوعات الموسيقية فهذا تحدى عدم الإبصار وذاك تحدى عدم السمع وحققا مالايحققه إنسان عادى .
ومن هنا يكون نجاحهم هو تحدى التحدى فليس هذا بكثير على أنْ يخوض الشعب المصرى مواجهة التحديات على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية من حِصار إرهابى لمصر من كافة المحاور وهو بالطبع ليس صُدفة, وعلى صعيد محاولات بث الفتن وذرائع الوقيعه مع بعض دول الجوار العربية الأشقاء من جهات أجنبية وأحياناً بمعاونة جهات عربيه كما أنَّ مصر التى تخوض معركة الوجود الإقتصادى وهى من أخطر وأصعب التحديات التى تواجه الدول الكبرى وخاصة أنَّ الظروف والأمور العصيبة التى تعرضت لها مصر على مدار نحو ست سنوات منذ أحداث يناير 2011 كانت كفيلة بسقوط أكبر الدول القادرة على إدارة ومواجهة الأزمات بجميع أنواعها .
فالإرادة القوية وتحدى التحدى للمصريين وبناء حائط سد مُتمثل فى الجيش الشعبى الاجتماعى الذى يواجة التحديات الخارجية لتحويل أى محاولات لاختراق الأيدلوجيات الداخلية له بشكل مُستميت من أعداء الوطن ينظرون لخطوات مصر الايجابيه بنظرة الفزع والترقُب الحذر وهذا العدو يسعى بكل ما يمتلك من مال وعلاقات إقليمية لتقييد مصر وكافة المُحاولات المختلفه لمجرد تعطيل قطار التنميه الذى يحمل عنوان ” تحدى التحدى ” ولقد قررت مصر بالإراده القويه أن تتحدى التحدى وأن تخوض تجربة بناء الدولة مع المحافظة على الأسس والقواعد الأصلية والعمل على صناعة كيان جديد يضع مصر فى درجة تقييم أعلى من كُبريات الدول التى تعرضت لنفس الأزمات من قبل، ولكن لم تتشابه الظروف المُحيطه وخاصة فى مراحل التحولات الاقتصاديه لنفس الدول مع الظروف التى تخوض فيها مصر تجربتها القوية الرائدة .
فرفْع شِعار الإراده القويه وتحدِّى التحدِّى جعل المصريين اليوم فى درجه مُتقدمه وأفضل كثيراً من ذى قبل وخاصة فى مجال الوعى وإدراك مخاطر ومُقتضيات الأمن القومى اللازمة للمحافظة على بقاء الدولة أو كما يُطلق عليها الخطوط الأمامية للدفاع عن الوجود والبقاء, فكان ذلك أحد اهم أسباب إفشال الكثير من مخططات أهل الشر التى يتم الاعتكاف يومياً فى بيت الشيطان لدراسة الخطوات السريعة والضربات القوية التى توجهها مصر لأهل الشر وأعوانهم على كافة الأصعدة وعلى كل المحاور .
ونظراَ لأن التجربه الجريئة التى تخوضها مصر الآن تحت شعار “تحدى التحدى” فى وسط دهاليز الأشواك وبين مؤامرات خارجية وداخلية غير مسبوقة, فيجب أنْ نعلم أنها تجربه قويه تعتمد على الوعى والصبر والتحمُل وترشيد الاستهلاك لأقصى الحدود لكل فئات الشعب وطبقاته, وإننى أؤكد أنَّ تجربة التحدى الإيجابى ستكون منهج يُدرَّس فى محافل التنمية البشرية وأنَّ مصر سوف تعبر هذه الأزمات والتحديات بالإرادة القوية ورعاية الله سبحانه وتعالى التى ذكرها فى كتابة الكريم بأن ” ادخلوا مصرَ إن شاء الله أمنين ” وفى مواضع أخرى, أثق بأنَّ شعب مصر العظيم المُتكاتف دائماً فى أقصى درجات الأزمات السابقه سيكون فى هذه الظروف القويه التى يضعها العدو كوسيله منه لتقييد حركة مصر الاقتصادية والتنمويه, ولكن بالإراده القويه وبعون الله مصر هى الأقوى.
فتحية لشعب عظيم هو أول شعب على الكره الأرضيه منذ نشأة التاريخ والكون تحية لشعب سيخوض الصراع الكبير حول الوجود ليضع اسم مصر بين مصاف الأمم فى أقرب وقت ولتظل مصر هى منارة السلام والقوى ورمزاً للصمود والإرادة القويه وتحدى التحدى .