الأمن اللبناني يفض المظاهرات أمام مقر الحكومة بعد تحولها لأعمال شغب
قامت قوى الأمن وفرق مكافحة الشغب في لبنان، فجر اليوم /الجمعة/، بفض تجمعات المتظاهرين أمام السراي الحكومي (مقر مجلس الوزراء) عبر إطلاق كميات كبيرة ومركزة من القنابل المسيلة للدموع، واستخدام العربات المدرعة وخراطيم المياه، بعدما حاول المتظاهرون اقتحام السراي الحكومي واختراق السياج الأمني.
وتفرق المتظاهرون وانسحبوا بصورة كلية من منطقة رياض الصلح بوسط العاصمة بيروت، حيث يقع السراي الحكومي ومباني عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية وشارع المصارف، بعدما نفذت القوى الأمنية في تمام الساعة الثالثة و 10 دقائق صباحا عملية خاطفة ترتب عليها تفرقة المتظاهرين في تلك المناطق.
وكانت التظاهرات التي عمت أرجاء لبنان منذ مساء أمس الخميس، قد شهدت تحولا مع ساعات الصباح الأولى، من المطالبات المعيشية لتتطور إلى اشتباكات من جانب المتظاهرين مع قوات الجيش والأمن المكلفة بتأمين وحماية السراي الحكومي، حيث عمد المتظاهرون إلى ارتكاب عمل شغب وإضرام النيران في الإطارات والنفايات والمواد الخشبية والبلاستيكية في الشوارع، وتحطيم وتخريب إشارات المرور وواجهات المحال التجارية والمباني والسيارات خاصة في وسط العاصمة.
ودفع الجيش اللبناني، عقب بدء التظاهرات، بوحدات للمساهمة في تعزيز تأمين السراي الحكومي، لا سيما بعدما قام المتظاهرون بالاشتباك مع قوى الأمن في وسط العاصمة، ورشقها بالحجارة والزجاجات. كما قام المتظاهرون باستخدام الحواجز الحديدية الأمنية في مهاجمة قوات الأمن عدة مرات.
وغلب على التظاهرات في الساعات الأولى لها الطابع السلمي، وقام خلالها المتظاهرون بإطلاق الشعارات المنددة بالظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية وشديدة الصعوبة، وأعربوا عن رفضهم القاطع لإمكانية فرض المزيد من الأعباء الضريبية عليهم، وتخلل المظاهرات مسيرات وقطع عدد من الطرق الرئيسية والأنفاق، وأعقب ذلك إشعال الإطارات لتعطيل حركة السير في عدد من المناطق، وقيام المتظاهرين بالاحتكاك بقوات الأمن ورشقها بالحجارة والزجاجات.
وأعلن جهاز قوى الأمن الداخلي عن إصابات في صفوفه بلغ عددها 60 إصابة، محذرا من أنه لن يتم القبول بالاعتداء على عناصر الأمن والممتلكات العامة والخاصة.
وأكد الأمن اللبناني أن كل مخل بالأمن وكل شخص تبين أنه قام بالتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وعلى عناصر قوى الأمن، سيتم إلقاء القبض عليه.
وكانت التظاهرات قد عمت معظم المناطق اللبنانية، وشهدت مسيرات متحركة، وقطعا للطرق باستخدام العوائق والإطارات المشتعلة، اعتراضا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وقرر وزير التعليم أكرم شهيب إغلاق كافة المدارس والجامعات اليوم الجمعة (يوم عمل رسمي في البلاد) وتعليق الدراسة على مدى اليوم، في ضوء ما تشهدها البلاد من تطورات. كما تقرر تعليق العمل في كافة البنوك.
وأكدت وزيرة الداخلية ريا الحسن، أن الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة التي يشهدها لبنان، لا مجال لتجاوزها سوى بإجراءات إصلاحية منضبطة وموازنة تقوم على التقشف العام وزيادة الإيرادات.
وقالت وزيرة الداخلية – في تصريح لها – إن رئيس الحكومة سعد الحريري، لم يتخذ قراره حتى الآن، وستكون له خلال ساعات كلمة في شأن التطورات الراهنة، مشيرة إلى أنه إذا سقطت الحكومة الحالية فإن أي حكومة أخرى ستأتي لن يكون لديها خيارات أفضل من خيارات الحكومة القائمة.
وشددت الوزيرة ريا الحسن على أن تغيير الحكومة ليس هو الحل، وأنه إذا سقطت الحكومة فإن انهيار البلاد سيكون حتميا.
من جانبها، أطلقت سفارات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والولايات المتحدة الأمريكية، تحذيرات عاجلة إلى مواطنيها، داعية إياهم إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من مناطق التظاهرات.