أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب الصحفي كرم جبر، أن المشهد الانتخابي لم يكن وليد الصدفة، مشيراً إلى أن الدولة والرئيس يحصدان ما زرع طوال السنوات الماضية، موضحاً أن الانتخابات الرئاسية 2024 هي الأعظم في تاريخ الدولة المصرية، وتراجعت دعوات مقاطعة الانتخابات إلى الحد الأدنى، وهي السمة التي كانت تلاحق معظم الانتخابات منذ دستور 1923، لأنه كان هناك أمران موجودان بقوة في كل انتخابات وهما المقاطعة أو محاولات تشوية الانتخابات وهذا لم يحدث في هذه المرة.
وقال جبر في تصريحات إعلامية، إن دعوات التشكيك في الانتخابات التي لاحقتها منذ بدء الحياة السياسية في مصر، أختفت تماما، وتخلصت هذه الانتخابات من جميع الشبهات التي كانت موجودة في الانتخابات في السابق مثل التزييف والتزوير.
وأضاف أن مصر قبل 2014 كانت بها أزمات في كل شيء، من سكر ومياه وألبان الأطفال والأدوية، ولكن استطاعت الدولة التعامل مع هذه الأزمات والتصدي لها، قبل كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، مضيفا أن الدولة استطاعت أن تتعامل مع الملف الاقتصادي بجانب الوضع في غزة.
وأوضح أن هناك انفلاتا في الأسواق وفي الأسعار، حتى أصبح الغلاء هم كل بيت، وأعتقد أن الفترة المقبلة ابتداء من يوم الثلاثاء حيث اليوم الثاني لإعلان النتيجة، سوف تتخذ الدولة مجموعة وحزمة من الإجراءات لضبط هذا الملف، مضيفا أن هذا الأمر سيكون بشكل عاجل حتى لو تأخر تشكيل الحكومة، خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان، ولذلك لن تستطيع أن تقول للمواطنين أن تشد الحزام.
وأشار إلى أن رئيس الجمهورية تحدث في الكثير من اللقاءات عن تداعيات الإصلاح الاقتصادي، ووجه الشكر للمواطن على صبره، موضحا أن القطاع الخاص يجب أن يكون على مستوى التحديات في الفترة المقبلة.
وأكد أن الدولة تدخلت بمشروعات كبيرة حتى لا يتم نهب المواطنين، مضيفاً أن هناك مطالبات بتخفيض الجمارك للقطاع الخاص والعمل على حل مشاكله ليكون مشاركا لمشاكل الناس وآلامهم.
وقال إن الملف الاقتصادي سينال أهمية من الدولة المصرية في الفترة القادمة في أعقاب الانتخابات، مضيفا: “مش هيسيب الناس نهبا للجشع والطمع”، مشيرا إلى أن ذلك الأمر سيكون ردا لجميل المصريين الذين خرجوا في الانتخابات بصورة جميلة ومشرفة واصطفوا خلف الدولة والرئيس.
وأضاف أن الرصد الإعلامي للانتخابات، كان هناك عدالة إعلامية لكل المرشحين على مستوى واحد، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية أفرزت عن توظيف طاقات وإمكانيات الشباب، بعدما حاولت الجماعة الإرهابية قبل 2011 توظيف الشباب في المظاهرات والفوضى، ولكن بعد 2014 تم توظيف الشباب ومشاركتهم في الانتخابات، قائلا: “عايزين تمكين للشباب وإزالة العقبات وتوظيف الشباب في الفترة القادمة”.
وتابع: أن خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسي، منحازة للمرأة، مضيفا أن المفهوم العظيم هو أن المرأة بمكوناتها عندها مفهوم البيت (الأمن) ومصر بالنسبة لها البيت الكبير الذي تخاف عليه وهي ترى الحدود المشتعلة، وإحساسها بالأمان والطمأنينة كان دافعا لمشاركتها بقوة في الانتخابات، قائلا إن أول من يتأثر بزيادة الأسعار هي المرأة لذلك شاركت بقوة في الانتخابات لتؤكد أنها خلف الدولة حتى حل كل هذه المشكلات.
وأوضح أنه على الرئيس القادم أن يرد الجميل للشعب المصري الذي صبر كثيرا، مضيفا أن مشاركة المواطنين في الانتخابات تعكس ثقتهم في قدرة الدولة على تخطي الأزمة الاقتصادية، وكذلك يجب العمل على الملف السياسي، وبلورة الحياة السياسية من حيث عدد الأحزاب، قائلا إن الحزب المؤهل للحكم لا يقل أهمية عن الحزب الحاكم.
ولفت إلى أن مصر لا تكون قوية ومتعافية; إلا إذا كان رئيسها قويا ويتحدث بلغة المواطنين وفيه من ملامح عظمتها، مضيفا أن رئيس مصر يستمد قوته من شعبه وحضارته، مشيرا إلى أن الرئيس ليس له حزب بل حزبه هو المصريين، وهو يراعي المعارض قبل المؤيد والمريض قبل المتعافي.
وقال إنه يجب أن تتسرب روح تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في تمكين الشباب إلى باقي الأحزاب، وأن تضع الشباب المؤهل في صدارة الصفوف، وأن يكون هناك ممارسة سلسة للصلاحيات والسلطات داخل كل حزب، وأن نبتعد عن الإقصاء والإبعاد.
وأضاف أن على الأحزاب أن تستعد للانتخابات البرلمانية، من خلال البحث عن أفضل المرشحين والكوادر والوجوه ذات السمعة الطيبة والخلفية السياسية، التي تجعل المواطنين يحبون السياسة، والعمل على تأهيلها لدخول البرلمان.
وأوضح أنه يشهد للرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه استطاع أن يقوم بأكبر عملية إصلاح سياسي وتضميد للجراح ومصالحة بين كل فئات المجتمع لم تحدث في أي دولة في العالم.
وأشار إلى أن الإخوان- الذين لم تلوث أيديهم بالدماء- لازالوا متواجدين في كل أوجه الحياة والنشاط الاقتصادي، إنما المجموعة الموجودة في السجون منسوب لهم جرائم وتم محاكمتهم أمام القضاء الطبيعي، وقدم أوجه الدفوع وليس محاكمات استثنائية وصدرت ضدهم أحكام، وهذا ليس ضد الإخوان فقط ولكن كل من تلوثت يده بدماء المصريين سواء إخواني أو يساري أو يميني، مضيفا أنه ليس هناك استهداف لأي إخواني لم تتلوث يده بدماء المصريين، ودي فكرة المصالحة العظيمة التي قام بها الرئيس.
وأوضح أن كل الإجراءات التي أتخذت كانت وفقا للقضاء الطبيعي، مشيرا إلى أنه لو كانت أريقت الدماء في مصر لم تكن لتجف حتى الآن و”كان هيكون هناك فتنة وبحور من الدماء”.
وأكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن ما يحدث في غزة والأطماع الإسرائيلية استدعت الروح الوطنية بين المصريين، مضيفا أن سيناء تتعرض لمؤامرات منذ مئات السنين من عام 1948، والمصريون حرروا كل شبر منها بتضحيات فلا يمكن أن يتم التفريط في أي شبر منها، فقد تم تحريرها من الإسرائيليين وبعدها من الإرهاب، ومصر لن تسمح أبدا بذلك الأمر.
وقال الكاتب الصحفي كرم جبر، إن في الانتخابات الرئاسية كان الطريق إلى صندوق الانتخابات يمر بخلاصة تجربة المصريين من 2014 وحتى الآن، مضيفا أن التصويت لم يكن على الفترة القادمة فقط، وإنما على السنوات السابقة التي لم يضيع يوما فيها هباء وشهدت عملا شاقا من جانب الدولة بعدما كنا أوشكنا على الانهيار وعلى الخروج من التاريخ والعودة للقرون الوسطى، بعد الأزمات والصراعات، وتمكنت من تحقيق معدلات قوية من الأمان والتقدم، لذلك دخل المواطنين إلى التصويت لاختيار نموذج الاستقرار ليستمر في السنوات القادمة، خصوصا أن كل ما حولنا مشتعل.
وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات كان لها دور كبير في إدارة العملية الانتخابية، كذلك كان للقوات المسلحة والشرطة دور كبير الأمني الهادئ الواثق، فلم يكن هناك ظهور أمني مكثف ولكن في نفس الوقت هناك حماية للناخبين، كذلك الإعلام المصري وفي قلبه الشركة المتحدة لعب دورا بشكل رائع، وكانت الشركة المتحدة مثل الحجر الثقيل الذي ألقي في بحيرة الإعلام الراكدة فحرك أشياء كثيرة، فنحن كنا نعاني من تراجع الإعلام المصري، والشركة المتحدة قامت بضبط المشكلات الإعلامية; لأنها عملت وفق الضوابط والمعايير التي تطبقها شركات الإعلام العالمية.
ولفت إلى أن المتحدة تمتلك إمكانيات ضخمة وتطور من نفسها باستمرار لمواكبة الثورة الصناعية، والأهم أنها دفعت في عروق الإعلام المصري مجموعة من الشباب التي سنفخر بهم في السنوات القادمة، مشيراً إلى أنها حفزت الكيانات الإعلامية الأخرى على التنافسية.