قال الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، إن إصلاح التعليم الأزهرى أمر مستمر، مشيرًا إلى أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اهتم بتشكيل لجان متخصصة لتطوير التعليم الأزهرى منذ عدة سنوات لتشمل كل مراحله.
وأوضح عباس، خلال حوار عبر منصات التواصل الاجتماعى للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر من خلال برنامج “سفراء الأزهر”، اليوم الثلاثاء، أنه تمت إضافة مادة الثقافة الإسلامية لمقررى المرحلتين الإعدادية والثانوية، لأنها تتناول قضايا متعددة منها ترسيخ قيم التعايش السلمى والمواطنة، وإظهار سماحة الإسلام، وكيفية التعامل مع أهل الأديان الأخرى، فضلا عن تحصين فكر الطلاب من أى انحراف وضلال، يسيئ لشريعة الإسلام، وسنة نبيه، وإحاطتهم بمخاطر استخدام وائل التواصل الاجتماعى فى الترويج لهذه الأفكار الشاذة التى سرعان ما تنتشر وتبث سمومها عن طريق الجماعات المنحرفة، وتؤثر فى فكر شباب الأمة.
وأكد وكيل الأزهر الشريف، أن الأزهر فى تلك العملية التطويرية لم يغفل تأهيل المعلم الأزهرى بما يتناسب مع دوره التربوى والتقويمى والفكرى، فهو الحلقة الأساسية المؤثرة فى العملية التعليمية لتربية النفوس، وتقوية العقول الناشئة، وتحصينها بالفكر الوسطى المعتدل، لذلك يحرص قطاع المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر على عقد الدورات التدريبية الشاملة للمعلمين لتأهيلهم بما يتناسب مع تحقيق دورهم ورسالتهم السامية فى هذا الصدد، وتحديث خطة تدريبهم المستقبلية من استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة والمنصات الإلكترونية للتعليم عن بعد.
وعن دور الأزهر وموقفه من قضايا الإرهاب، أكد عباس، أن الأزهر الشريف يقع على عاتقه المسؤولية الدينية والتاريخية الرائدة تجاه تلك القضايا الشائكة، وذلك يظهر جليًا فى مواقف شيخ الأزهر، الواضحة وسياساته الرصينة لمكافحة تيارات التشدد.
ولفت إلى أن مواقف شيخ الأزهر، ترتكز دائمًا على الرفض التام والإنكار للأفعال الإجرامية الشاذة تحت اسم الدين من قبل تلك التيارات المنحرفة، التى تهدف للنيل من سماحة الإسلام، موضحًا أن زياراته خارج مصر ولقاءاته بوفود سياسية ورجال دين وقادة، ومن أهم أصحاب القرار الدولى، أكدت على وقف الإرهاب والتطرف والعنف فى أنحاء العالم، لأن الإسلام ينأى بقيمه وتعاليمه عن هذه الأفعال المتطرفة وينكرها بشدة.
وأكد أن الأزهر، فى هذا الصدد، لم يكتفِ بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار بل عمل على محاربة الفكر بالفكر، ومجابهة تلك الجماعات المنحرفة على أرض الواقع، من خلال تأهيل أئمة ودعاة العالم الإسلامى فى الداخل والخارج من خلال مركز تدريب الأئمة بالأزهر الشريف، وإصدار الكتيبات والمؤلفات لتفنيد الأفكار الضالة والمنحرفة عن الفهم الصحيح للدين بمجمع البحوث الإسلامية.
وأشار إلى دور المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الرائد فى تأهيل الأئمة من خلال فروعها بالخارج وصدارتها فى هذا المجال، خصوصًا بعد نجاح تجربة التدريب عن بعد باستخدام تقنيات التكنولوجيا فى ظل جائحة كورونا، حتى استطاعت الوصول للأئمة والدعاة فى بيوتهم، مساهمةً بدورها الكبير فى إظهار الصورة السمحة الحقيقية للإسلام وتفنيد الأفكار المتطرفة لدى تلك الجماعات على يد كبار علماء الأزهر الشريف.
وعن دور الأزهر الشريف، فى قارة إفريقيا، أكد أن الأزهر الشريف يولى القارة السمراء وأبناءها اهتمامًا كبيرًا، انطلاقًا من دور مصر الحيوى والممتد الذى لا ينقطع عبر العصور بالقارة الإفريقية، بدعم كامل من القيادة السياسية فى مصر، موضحًا أنه منذ تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى ضاعف الأزهر عدد المنح المقدمة لطلاب أكثر من 46 دولة إفريقية، يدرسون بالمعاهد المختلفة وجامعة الأزهر، فضلًا عن إرسال القوافل الإغاثية والطبية والدعوية، وقوافل لنشر السلام وثقافة التعايش والتسامح ونبذ العنف والكراهية لأبناء الدول الإفريقية وهذا ما يهتم به شخصيًا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.