الأبتكار الأخضر كمدخل للتنمية المستدامة| بقلم د. سامي حبيب

إن التحولات التى حدثت فى البيئة على مر عقود من الزمان والتى تسبب فيها الإنسان بممارساته الخاطئة كان لها آثار سلبية هائلة على البيئة، مما دفع المنظمات الدولية والمحلية إلى الإهتمام بالعمل على مجابهة تلك الآثار التى قد تعرض الأرض لمخاطر لا نهائية، مما دفع منظمات الأعمال إلى العمل على الإبتكار فى تطوير منتجاتها حتى تصبح متوافقة مع البيئة، وغلفت عملياتها الإبتكارية بالتوجه القائم على الممارسات الخضراء، بهدف تقديم منتجات خضراء غير ضارة بالبيئة، قائمة على عمليات إنتاجية خضراء بوسائل انتاج غير ضارة للبيئة أيضا، مع إعتمادها على توفير الطاقة، تقليل المخلفات، وإعادة تدوير مخلفات المنتج، و تدوير مخلفات عملية الإنتاج، مما يساهم فى النهاية فى تخفيض مستويات التلوث بالبيئة المحيطة، وبالتالى تعتبر عملية الإبتكار الأخضر سبيلا مهما فى تحقيق المنظمات لوضع تنافسى جيد بالسوق وكسبا لمزيد من العملاء الذين يرغبون دائما فى الحصول على منتجات وخدمات لا تسبب لهم أضرار تذكر، وأيضا يساعد ذلك منظمات الأعمال على تحقيق الإستدامة للبيئة المحيطة .
* مفهوم الإبتكار الأخضر:-
… يعنى الإبتكار الأخضر أبتكار منتجات أو عمليات إنتاجية تهدف إلى معالجة المشكلات البيئية الناتجة سواء عن المنتج ذاته أو عمليات إنتاجة، وذلك من خلال تقديم منتجات وعمليات جديدة تماما أو إجراء بعض التعديلات، والتى تتضمن الإبتكارات التقنية والإدارية والتنظيمية التى تساعد على الحفاظ على البيئة، مع الإعتماد على تقنيات توفير الطاقة ومنع التلوث وإعادة تدوير النفايات وتصميمات المنتجات، وكذلك الخدمات والهياكل التنظيمية والأساليب الإدارية بالمنظمة مما يساهم فى خفض التأثيرات السلبية للعمليات الإنتاجية وأيضا للمنتجات على البيئة المحيطة لضمان إستدامتها.
* أهداف الإبتكار الأخضر:-
… يهدف الابتكار الأخضر إلى تحقيق الأهداف التالية
١.. الحفاظ على الطاقة والمياة.
٢.. خفض الإنبعاثات الضارة الناتجة عن عملية الإنتاج.
٣.. إحداث التنمية الاقتصادية للمنظمة والمجتمع.
٤.. تحسين جودة المنتج وعمليات الإنتاج.
٥..تحسين جودة البيئة.
٦.. خلق فرص عمل مميزة .
ه.. خفض الإحتباس الحرارى.
* فوائد الإبتكار الأخضر :-
… يحقق الإبتكار الأخضر مجموعة من الفوائد منها
١.. زيادة القدرة التنافسية للمنظمة.
٢.. تحسين آداء المنظمات.
٣.. تحقيق الفعالية والكفائة فى إستخدام الموارد والطاقة والمياة.
٤.. خفض تكاليف الإنتاج .
٥.. زيادة الإيرادات وبالتالى الأرباح.
٦.. يساهم فى حصول منظمات الأعمال على دعم من المنظمات البيئية.
ه.. تطوير الآداء البيئي للمنظمة ولإدارتها البيئية.
٦.. تلبية رغبات عملاء يرغبون فى منتجات جديدة وغير ضارة وبالتالى قنص مزيد من العملاء.
* عناصر الإبتكار الأخضر
… تنطوى عملية الإبتكار الأخضر على العناصر التالية:-
١.. الإبتكار التنظيمى
وهو يعنى إدخال مفاهيم جديدة وتطبيقاتها العاملة على تحسين بيئة المنظمة الداخلية وبالتالى آداء المنظمة كليا وكذلك آدائها البيئي، مثال ذلك قدرة المنظمة على حل المشكلات، تجديد عملياتها، زيادة فعالية جماعات العمل، إستخدام الأفكار الجديدة، سواء جزئيا أو كليا، وسواء فى المنتج أو عمليات الإنتاج أو الإدارة، مما يضيف قيمة للمنظمة وللبيئة فى نهاية الأمر.
٢.. العمليات الخضراء
وهى العمليات الإنتاجية التى تعنى تقليل أو القضاء على النفايات فى نهاية العملية الإنتاجية، سواء كانت عملية معدلة أو عملية مستحدثة، وبالتالى تساهم العملية فى معالجة الآثار البيئية والاجتماعية لعملية التلوث، والسيطرة على بيئة الإنتاج وتقليل التكاليف، ويقوم ذلك على إعادة تعديل عملية الإنتاج ونظامها بهدف تقديم منتج صديق للبيئة ويوفر الطاقة ويمنع التلوث و يمكن من إعادة تدوير المخلفات .
٣.. المنتج الأخضر
ويعنى المنتج الجديد أو المنتج المعدل الذى يهدف إلى التقليل من الآثار السلبية والضارة للبيئة، وهو المنتج الذى يستخدم موارد أقل فى إنتاجة ويكون له تأثيرات ومخاطر أقل على البيئة وينتج عنه نفايات أقل، ويلقى قبولا هائلا لدى العميل .
لمزيد من التفاصيل …بكتابى التسويق الأخضر والتنمية المستدامة.
د. سامى محمد حبيب
دكتوراة إدارة الأعمال والتسويق