ثقافة وفنونعاجل

الآثار: المومياوات المضبوطة قبل تهريبها لبلجيكا كانت ستخضع لفحوصات لتأريخها قبل بيعها

 

كشفت الدكتورة رانيا أحمد علي، المتخصصة في المومياوات بوزارة الآثار، أن المومياوات التي تم إحباط تهريبها مؤخرا لبلجيكا، كانت ستخضع لفحوصات ودراسات لتأريخها قبل بيعها للمشترين في الخارج.

وقالت الدكتورة رانيا، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت، إنه عقب تمكن الوحدة الأثرية بقرية البضائع بمطار القاهرة الدولي من إحباط محاولة تهريب تلك المومياوات، التي كانت مخبأة داخل سماعات، شكل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لجنة أثرية، كانت هي أحد أعضائها، باعتبارها المتخصصة الوحيدة الحاصلة على درجة الدكتوراه في مجال المومياوات في وزارة الآثار؛ وذلك لفحص المومياوات المضبوطة.

وأضافت أنه عقب فحص المومياوات، تبيّن وجودها مع أجزاء كبيرة من التربة، وأخرى ملفوفة باللفائف الكتانية، الأمر الذي قد يشير إلى وجود خبيئة مومياوات أخرى، ورغبة القائمين على محاولة التهريب الفاشلة التأكد من أثرية المومياوات المضبوطة وتاريخها والعصر الذي تنتمي له، لبيعها بأعلى سعر.

وأكدت أن محاولة تهريب تلك المومياوات كانت لإجراء الفحوصات عليها قبل بيعها وباقي الخبيئة الأثرية؛ حيث يوجد نوع من التأريخ يسمي التأريخ بـ”الرنين الإلكتروني”، والتأريخ بـ”الكربون 14 المشع”، وعقب تطبيق تلك التكنولوجيا على المومياوات التي كانت ستُهَرَب للخارج، سيتم التأكد من أثريتها وتحديد عمرها، ليبدأ من سرقها وحاول تهريبها إعطاء الضمان اللازم للمشتري في الخارج بأنها أثرية.
وعرضت الدكتورة رانيا أحمد علي مراحل فحصها لتلك المومياوات، قائلة إنه عقب استخراج أجزاء المومياوات من الطرد، الذي كان عبارة عن سماعات كبيرة، وُجِدَت أجزاء تعود لمومياء ملفوفة بلفائف كتانية، أما الأجزاء الأخرى فكانت غير ملفوفة، وحجمها أصغر من المومياء الأخرى.

وأوضحت أنها قامت بفحص دقيق لتلك للمومياوات؛ وتوصلت إلى أن إحداها كانت في حالة جيدة من التحنيط؛ مما يُرجَح أن تكون “مومياء ملكية أو من طبقة الأثرياء”، خاصة وأنه عقب تجميع مبدئي لها، كان وضع اليد وضع “اوزيري” (مثنيه على الصدر)، أما المومياء الأخرى فكانت أكبر سنًا، وحجم العظام بها كبيرة ومقاساتها أكبر، وغالبًا قد تكون لرجل.

وتابعت أن الأمر المثير للدهشة هو اكتشافها عند قيامها بالفحص، لأجزاء من التربة مع المومياوات، مما يخالف الآراء التي رجحت محاولة تهريب هذه المومياوات لاستخدامها كعلاج، بل كان لإجراء الفحوص عليها لتحديد تاريخها.

وعن تجارة المومياوات قديمًا، أوضحت الدكتورة رانيا أن تجارة المومياوات كانت تجارة رائجة، لاستخدامها في الطب والعلاج حتى القرن الـ19، وكانت تصدر إما كمومياوات كاملة “جثث محنطة”، أو فتاتها بعد تعبئته ليباع في دول أوروبا، لافتة إلى أن الأهالي في تلك العصور، كانوا ينتهكون المقابر القديمة للحصول على المومياوات؛ حيث عمل الكثير من التجار الأجانب قديما في تجارة المومياوات، نظرا لأنها تجارة مربحة حينها.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى