الآثار المصرية .. اكتشافات جديدة واهتمام بالتطوير ومتابعة دقيقة من الرئيس السيسي
تشكل الآثار المصرية أحد أهم مفردات الثقافة العالمية في العصر الحديث لما تتميز به من تنوع وثراء على الصعد كافة بدءا من الحضارة الفرعونية مرورا بالحضارات الرومانية والقبطية والاسلامية انتهاء بحضارة مصر المعاصرة التي خطت خطوات ملموسه شهد لها العالم بأسره .
ولعل الاهتمام الذي أولاه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية منذ تسلمه مقاليد الحكم بالتراث المصري يعد نقلة نوعية متميزة ، جعلت مصر محط أنظار العالم وأبهره الاهتمام الكبير بالاكتشافات الاثرية المميزة والمشروعات و الإنجازات الفريدة وافتتاح المتاحف على أحدث المستويات العالمية.
وجاء ذلك تأكيدا لما اعلنه الرئيس السيسي مؤخرا ، من ان مصر ستشهد خلال عام 2020 ، نقلة حضارية وثقافية كبيرة ، حيث وجه بضرورة اهتمام أجهزة الدولة بتطوير المناطق الأثرية والمتاحف على مستوى الجمهورية بما يعكس مكانة مصر وحضارتها وتاريخها، وكذلك صيانة وترميم ثروة وكنوز مصر الأثرية والحفاظ عليها وإنشاء قاعدة بيانات خاصة بها، باعتبارها إرثا للحضارة الإنسانية جمعاء.
وحرص الرئيس منذ تولي حكم مصر، على عقد لقاءات دورية مع المسئولين عن القطاع الأثري لمتابعة كافة المشروعات والاكتشافات والفعاليات الأثرية ،وكانت توجيهاته دائما تتضمن الارتقاء بالخدمات والمواقع الأثرية والمتاحف على مستوى الجمهورية، اتساقا مع جهود التنمية الشاملة على مختلف الأصعدة في جميع ربوع مصر، وعلى نحو يليق بمكانتها السياحية على الصعيد الدولي.
ووصلت قيمة الاستثمارات التي تم رصدها للمشروعات بقطاع الآثار 22,5 مليار جنيه، تم الانتهاء من 60% من هذه المشروعات بقيمة استثمارات 13,5 مليار جنيه، وجار تنفيذ ما تبقى من مشروعات مستهدفة بقيمة 9 مليارات جنيه.
ونجح قطاع الآثار في الانتهاء من حوالي 75 مشروعا لتطوير وترميم وفتح مناطق أثرية ومتاحف جديدة للزيارة، الى جانب الإعلان عن اكتشافات أثرية ضخمة بمختلف المحافظات، والبدء لأول مرة بإشراك القطاع الخاص في تقديم وتشغيل الخدمات بمنطقة الأهرامات بالجيزة، فضلا عن تعديل قانون الآثار لوضع المزيد من الضوابط للحفاظ عليها، كما تم توقيع اتفاقيات لاسترداد القطع المهربة وفي هذا الصدد، تم استرداد اكثر من 1700 قطعة أثرية، بالإضافة إلى الاهتمام بملف مخازن وجرد وتسجيل القطع الأثرية.
المشروعات الأثرية القومية
وأولى الرئيسى السيسي اهمية قصوى لمشروع مصر القومي (المتحف المصري الكبير) ، الذي يعد هدية مصر للعالم ،ويحرص الرئيس على عقد اجتماعات دورية لمتابعة خطوات العمل بمشروع المتحف الذي تم الانتهاء من حوالي 96 في المائة من الأعمال الانشائية والهندسية به ،بعدما كانت 17% فقط، قبل عام 2014 ، ومن المتوقع الانتهاء من كافة الاعمال نهاية العام الحالي ، ونجحت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي تتولى الأعمال الانشائية بالمتحف فى توفير اكثر من 770 مليون دولار من التكلفة التقديرية للمشروع والتى تبلغ ٦ر١ مليار دولار.
ووجه الرئيس السيسي بأن تتم إدارة وتشغيل المتحف وفقا للمعايير العالمية المتبعة في هذا المجال، وبحيث يكون المتحف المصري الكبير إضافة قيمة ليس فقط لمصر وإنما للعالم أجمع، في ضوء ما تتمتع به الحضارة المصرية من تفرد ومكانة خاصة باعتبارها أصل الحضارة الإنسانية.
وكلف الرئيس بضرورة مراعاة الانتهاء من تجهيزات المتحف على أكمل وجه، وإبراز عظمة وتفرد وعراقة الحضارة المصرية القديمة عبر العرض المتحفي، فضلًا عن التكامل مع منطقة الأهرامات بمحيط المتحف بما يتواكب مع قيمته وأهميته كأكبر متاحف العالم ،خصص لحضارة واحدة؛ وهي الحضارة المصرية القديمة، حيث يضم آثارا من عصور ما قبل التاريخ، وحتى العصر اليوناني والروماني ،ولأول مرة سوف تعرض مجتمعة آثار الملك توت عنخ آمون، والتي يزيد عددها عن 5 الاف قطعة.
تطوير منطقة الأهرامات
باعتبارها احدى عجائب الدنيا السبع ومن أهم المواقع الأثرية في العالم التي تتميز بها مصر ، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي باستكمال مشروع تطوير منطقة الأهرامات الأثرية لاتمامه على اكمل وجه بما يتناسب مع قيمة الموقع التاريخية والأثرية ، حيث كان هناك مشروع قديم لتطوير المنطقة بدأ منذ عام 2008 وتوقف في عام 2011 بسبب الظروف التى مرت بها البلاد ونقص الموارد المالية بعد ثورة 25 يناير حيث بلغت ميزانيته فى ذلك الوقت 350 مليون جنيه.
ومن المقرر الانتهاء من مشروع تطوير منطقة الأهرامات، بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير العام المقبل، وتم افتتاح أول مطعم بهضبة الأهرامات على طراز فريد بدون اية بناء او إنشاءات وذلك ضمن مشروع إدارة الخدمات بالمنطقة حيث تم توقيع بروتوكول تعاون مع شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة لتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمنطقة في ديسمبر 2018.
المتحف القومي للحضارة
ويعد متحف الحضارة من أهم المشروعات الأثرية القومية التى يوليها الرئيس السيسي أهمية خاصة فهو يعد من أهم المشروعات التي تمت بالتعاون مع منظمة اليونسكو ليصبح من أكبر متاحف الحضارة في مصر والشرق الأوسط ذو رؤية جديدة للتراث المصري العريق.
وفى عام 2017 تم الافتتاح الجزئي للمتحف بحضور مديرة منظمة اليونسكو ، حيث تم فتح قاعة العرض المؤقت التى تستضيف معرض “الحرف والصناعات المصرية عبر العصور”، والذى يضم حوالى 420 قطعة أثرية تحكى تطور الحرف المصرية على مر العصور التاريخية وحتى الآن.
وسيشهد متحف الحضارة خلال الفترة المقبلة اهم حدث ثقافي وهو نقل المومياوات الملكية المعروضة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير في موكب مهيب لقاعة المومياوات الجديدة بالمتحف ، حيث وجه الرئيس بمراعاة أن تتم عملية النقل في إطار حدث عالمى يليق بمكانة وعراقة الحضارة المصرية القديمة ،الى جانب افتتاح قاعة العرض الرئيسية بالمتحف (بمسطح 2570 مترا مربعا) ، والتي يحكي سيناريو العرض بها عن أهم معالم الحضارة المصرية عبر العصور بداية من حضارات ما قبل التاريخ والحضارة الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية والحديث والمعاصر.
تطوير بحيرة عين الصيرة
ونظرا لأهمية موقع المتحف القومي للحضارة ، وجه الرئيس السيسي بتنفيذ مشروع قومي تشارك فيه جميع الوزارات المعنية، لازالة عشوائيات منطقة سور مجرى العيون بالكامل و تطوير بحيرة عين الصيرة وانشاء عدد من الكباري و المحاور المرورية الجديدة لخلق محور جذب سياحى متكامل بين متحف الحضارة و الأثار الاسلامية الكثيفة بمنطقة الفسطاط حتى يستطيع السائح قضاء يوم كامل فى هذة المنطقة بعد تطويرها والقيام بجولة سياحية فى الاماكن المجاورة مثل مجمع الاديان و العديد من معالم المنطقة الأثرية .
تطوير ميدان التحرير
في إطار المشروع العام لتطوير القاهرة الخديوية تنفيذا لتكليفات الرئيس السيسي، تم الإنتهاء من تطوير ميدان التحرير والمبانى المحيطة به ليكون مزارًا ضمن المزارات الأثرية والسياحية التي تحظى بها مصر، ، وتم تزيين قلب الميدان بمسلة الملك “رمسيس الثاني”، التى تم نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية في محافظة الشرقية وبجوارها ٤ تماثيل كباش الكرنك ، لإضفاء طابع الحضارة المصرية القديمة على الميدان، وحولها نافورة بثلاثة مستويات.
كما تم دهـان وترميم واجهات العمارات بما يتناسب والقيمة التاريخية للقاهرة الخديوية، وإضاءة كافة مباني الميدان باستخدام أحـدث الأساليب والتقنيات الحديثة فى إنارة الواجهات، ونفس الشئ بالنسبة لإضاءة عناصر تنسيق الموقع، التى تشمل أشجار النخيل، والمقاعد، بجانب توحيد ألوان ولافتات المحلات التجارية بالميدان.
المتحف المصري بالتحرير
تنفذ وزارة السياحة والآثار منذ عام 2019 مشروعا لتطوير المتحف المصري بالتحرير ،اقدم المتاحف على مستوى العالم 1902, بمنحة تبلغ ١ر٣ مليون يورو من الاتحاد الأوروبي حسب المعايير الدولية، ويشارك فيه قيادات الوزارة وأساتذة الآثار بالجامعات المصرية،و تحالف المتاحف الأوروبية (المتحف المصري بتورينو، واللوفر، والمتحف البريطاني، والمتحف المصري ببرلين، والمتحف الوطني للآثار بهولندا، والمكتب الاتحادي للبناء والتخطيط الإقليمي، والمعهد الفرنسي لعلوم الآثار، والمعهد المركزي للآثار)، و يستهدف المشروع الذي يستمر ٧ سنوات رفع كفاءة ومستوى المتحف، لوضعه على قائمة التراث العالمي .