اشتباكات وحرائق وأعمال شغب ومواجهات أمنية في مناطق لبنانية متعددة
شهدت مناطق لبنانية متعددة مواجهات واشتباكات بين مجموعات من المتظاهرين من جهة، والقوى الأمنية والجيش اللبناني من جهة أخرى، على وقع الاحتجاجات التي اندلعت في عموم البلاد منذ مساء أمس الخميس تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
وتحولت شوارع وسط العاصمة بيروت، الليلة، إلى ساحة للمواجهات والكر والفر، حيث قام محتجون وعناصر الشغب بقطع عدد من الطرق الرئيسية باستخدام العوائق والإطارات المشتعلة وصناديق النفايات بعدما أضرموا النيران بداخلها وتحطيم واجهات عدد من المحال التجارية وحرق بعضها ورشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة والمفرقعات النارية، الأمر الذي تعاملت معه القوى الأمنية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع ومطاردة المتجمهرين في الشوارع.
وقامت تشكيلات قوات مكافحة الشغب، بالانتشار في شوارع بيروت التي تشهد مواجهات عنيفة ومستمرة، وعملت على ملاحقة العناصر الملثمة التي تفتعل أعمال شغب وتقوم بالتعدي على القوى الأمنية المكلفة بتأمين الشوارع والممتلكات العامة والخاصة التي تتعرض للاعتداء.
وغيمت سحب كثيفة من الدخان الأبيض على وسط العاصمة والناتج عن الإطلاق المكثف والمستمر للقنابل المسيلة للدموع من قبل قوات مكافحة الشغب بهدف إيقاف المواجهات وعمليات الرشق بالحجارة والمفرقعات وحمل المتظاهرين على التفرق.
وامتلأت الشوارع بكميات كبيرة من الحجارة ومخلفات الأخشاب والعوائق التي استخدمها المحتجون في التعدي على القوى الأمنية، في حين تدخلت وحدات من القوات المسلحة لمؤازرة ضباط وأفراد جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) وقوات مكافحة الشغب، حيث قامت بالتمركز في عدد من المناطق لتأمينها وفرض السيطرة عليها ومحاولة حصر المواجهات في عدد محدود من المناطق وعدم اتساعها لتشمل كافة شوارع العاصمة.
وبدا لافتا أن عناصر الشغب والمتجمهرين يستخدمون الدراجات النارية في التنقل كمجموعات صغيرة متعددة بين المناطق، وافتعال مواجهات مع القوى الأمنية في محاولة لاستنزاف قوات مكافحة الشغب، مع استعمالهم كميات كبيرة من المفرقات النارية التي تُحدت أصوات تفجيرات قوية في مواجهة القوى الأمنية لمنعها من التقدم صوبهم وإلقاء القبض عليهم.
كما شهدت مدينة طرابلس (شمالي البلاد) اشتباكات ومواجهات بالغة الحدة بين مشاغبين ومتجمهرين مع قوات الجيش اللبناني التي اضطرت إلى استخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع والاستعانة بالعربات المدرعة في تمشيط شوارع المدينة وفرض السيطرة عليها، في سبيل وقف أعمال الشغب التي اندلعت بشكل واسع وانطوت على تحطيم للمحال التجارية وفروع البنوك وإشعال النيران في الشوارع والاعتداء على ضباط وأفراد القوات المسلحة باستخدام الحجارة وقنابل المولوتوف والمفرقعات النارية.
وقامت قوات الجيش اللبناني بتسيير دوريات راجلة في شوارع طرابلس وكذلك باستخدام الآليات العسكرية، والعمل على ملاحقة عناصر الشغب ومطاردتهم، لإجبارهم على التوقف عن الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، بعدما بلغ الوضع مستوى الفوضى العارمة في المدينة جراء التجمهر وأعمال الشغب الواسعة التي تشهدها.