
كانوا قديما يقولون “ النوم سلطان” لأنه عندما يسيطر على الإنسان لا يدع له فرصة للهرب، أو عصيان أوامره.
ولكن مع تغير نمط الحياة، وامتلاء حياتنا اليومية بالتفاصيل المشحونة دوما بالقلق والتوتر، لم يعد النوم سلطانا لدى كثيرين، بل ربما صار حلما غائبا وراحة مفتقدة.
حيث تؤثر قلة النوم على جوانب كثيرة في حياة الإنسان سواء في مزاجه وشعوره بالضيق غير المبرر، أو صحته وإحساسه بالقلق وتسارع ضربات قلبه، الأمر الذي يؤثر بالتبعية على قدرته على الإنتاج وممارسة يومه بشكل طبيعي.
الباحث والطبيب روجر هيندرسون أكد، في حوار له مع موقع “إكسبريس” البريطاني، خطورة قلة النوم، موضحا 3 أسباب لفشل الإنسان في أن يحظى بنوم هادئ ليلا.
1- غفوة الموبايل واحد من أكثر الأخطاء الشائعة فيما يتعلق بأسلوب النوم هو وضع الهاتف المحمول في غفوة وتأجيل موعد الاستيقاظ نصف ساعة إضافية، ظنًا منك أنك تمنح نفسك وقتًا أطول للراحة، وأن نصف الساعة الإضافية سوف يجعل جسمك أكثر استرخاءً، وهو ظن خاطئ تمامًا.
يفسر “هيندرسون” السبب في شعورك بالتعب أكثر بعد استيقاظك من الغفوة الإضافية في أن الجسم يضطرب بعد استيقاظك من نوم عميق، ثم إجباره على النوم مجددًا لمدة قصيرة للغاية،
وهو ما يجعل الساعة البيولوجية للجسم تضطرب، لذلك فإن أفضل شيء تفعله من أجل الحصول على نوم سليم هو الاستيقاظ مباشرة فور دق جرس المنبه، وتجاهل خاصية الغفوة تمامًا، لأن الجسم يعمل بشكل أفضل عندما نقدم له أمرًا واحدًا.
وقدم “هيندرسون” حيلة للراغبين في نوم أفضل، أن يضعوا المنبه في مكان بعيد تمامًا عن متناول أيديهم كي يجبروا أنفسهم على الاستيقاظ لإغلاقه وبدء يومهم بشكل عادي دون اللجوء للغفوة.
كما ينصح بشحن الهاتف المحمول في غرفة أخرى غير غرفة النوم والاعتماد على المنبه العادي من أجل الاستيقاظ..
2- العقل المشغول في الـ 50 عاما الماضية، أصبحت أوقات الراحة رفاهية وسط كم المسؤوليات الكبيرة التي تلاحقنا، الأمر الذي يترك أغلبنا في توتر مزمن، وما يزيد الطين بلّة أن مفهوم أغلبنا عن الراحة هو قضاء وقت أمام شاشة التليفزيون، أو ممارسة ألعاب الفيديو أو حتى استخدام الهواتف المحمولة.
3- عدم القدرة على النوم المتواصل أشارت أبحاث “هيندرسون” التي أجراها على البريطانيين إلى أن 80% منهم لا يحصلون على نوم جيد في المساء، ويستيقظون ما لا يقل عن 3 مرات، وهو ما يؤثر على صحتهم الجسدية في الصباح ويجعلهم يشعرون بالإرهاق، كما يؤثر على صحة جهازهم الهضمي وصحتهم بشكل عام. وينصح “هيندرسون” بأخذ حبوب تساعد على النوم في حالة تحقيق الشرطين الأوليين، واستمرار الشعور بالإرهاق، لأن كثرة عدد ساعات النوم لا تعني بأي حال أنك أخذت كفايتك للأسف، فلابد من الاهتمام بكيفية النوم أيضًا.