آراءشويّة دردشة

اردوغان – تونس بلا عودة| بقلم عميد د. عمرو ناصف

التاريخُ لا يموت، ولا يندثر، وإن طال إختفاءه لابد له يوماً أن ينطق بالحق وينتشر، ولقد اصبح التاريخ جلياً الآن، وبات واضحاً كقرص الشمس لكل دول العرب والإسلام والعالم أجمع ماتضمره الجماعة الإرهابية المتأسلمة فى طيات نفوس قادتها وأفرادها ومريديها، وأن جُلَ ما تصبو إليه هى المصلحة والفائدة – العائدة عليها هى فقط ككيان منفرد – و التى هى نائية تمام المنآى عن الدين وإن بدا الإسلام عندهم فى البداية هو الحل ولكنه فى حقيقة أمرهم هو الوسيلة، وسيلة الوصول، وسيلة الإغتنام، وسيلة الفوز بالحياة وليس منهاجها، فالخونة المتأسلمون يعيشون فى الدول الغربية التى لاتدين بالإسلام والتى وجب عليهم – بمنطقهم – الجهاد فيها، يلتزمون ويتّبِعون بل ويمتدحون الأنظمة والقوانين ولايسمع لهم إلا صوت الأذان فى مساجدهم وفقط، رغم ما تبيحه هذة الدول من كبائر الإثم والفواحش حتى اللمم، بل وتعرض بضائعها هذة علانية على رؤس الإخوان مما يستوجب الغيرة على دين الله كمبدأهم، والقتال لنصرته كما يفعلون بنا، أو حتى الدعوة سراً، أو بالحسنى، ولكن.. هم جميعاً وقلوبهم شتى.

ومما أصبح جلياً أيضاً وتراآى أمام أعين العالم أجمع أن الإخوان المسلمين كانوا وسيلة الغرب لإحتلال الدول العربية والإسلامية وخاصة ذات الثروات منها، وإن إستنفذ هذا السعى للإحتلال وقت جَم وسنواتٍ طوال، لكنهم يبقون ويزالون وسائل الغرب لتدمير الشعوب ونهب ثرواتها ضامنة لأفرادهم حياة رغدة آمنة فى بلادهم ولقياداتهم حساباتهم البنكية المكتنزة لقاء تلك المساعدة ولشباب الجماعة شعارات ملتهبة، ثم جنازات متسربلة، أو زنزانات بأيادىٍ مكبلة، وما الربيع الرعبى منا ببعيد، وليس أوقع على صدق ما نقوله من نجاة مصر والسودان من الدمار بعد تخلصها من حكمهم، ودمار من قاوم ورفض مثل سوريا واليمن، وأصبح الخلاص فى النجاة من حكم الجماعة بل وتمام الفوز والأمن فى قتال قياداتهم والتخلص منهم.

وإذا ذكرنا ما أصبح جلياً من المساعى الإرهابية للجماعة المتأسلمة فلا يفوتنا أن نُلمح إلى تجلى فكرة الخيانة والإستغلال لضمان الإستفادة المثلى فى شخص ومبدأ خليفتهم وخليفة المسلمين المظفر، ذلك الأردوغانى المتعدد الألوان، الأميبى الشكل، متحور الصفات، فما رأينا قط خليفة يسعى لتجميع الدول الإسلامية لإعادة مجدها وبعث الروح فى الإمبراطورية العثمانية العجوز ثم نراه يتخلى عن إحدى أو بعض تلك الدول والتى هى فى ذمته – إن صح مبتغاه – وعليه نصرتها – كما يزعم – تماماً كما عليها إتباعه كما يريد، ولكن الأصل فى الحدوتة هى الفائدة والمبتغى، هو نيل الرضا والفتات من حول آكلات الجيف من طيور الإحتلال الجارحة، فإن لم يقل الدين فان المنطق والعقل يقولان أن سقوط حكم الإخوان فى السودان يستلزم تحركاً سريعاً من الخليفة لمساندة بنى جلدته، ولكنه لايقوى على شكيمة مصر ونيلها، وأن مايحدث اليوم فى تونس يوجب عليه القتال لنصرة الحق فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبأى تصريح مناوئ، أو حتى أضعف الايمان، ولكنه ليس الإيمان وإن ضعف، وإنما هو قمح سوريا الأهم والأربح، ومياة دجلة والفرات أبدى َ، وبترول ليبيا وغازها وبنكها المركزى أغنى وأقنى، وإحتلال إقليم كردستان شمال العراق وسوريا ليطرد إليه أكراد حزب العمال الذين ينغصون حياة تركيا هو الأبقى، وليس بمساندة طالبان أو حكومة الأفغان، وإنما هى دولارات امريكا الخضراء فى مطار كابول هو مربط الفرس الآن، وهو فقط ما يستحق التخرك من فوره إذا الحينُ حان، وانما هى جزيرة قبرص ومياة اليونان، وغاز المتوسط والطليان، ولتسقط دول الإسلام فى جُب المذهبية والإحتلال وأهواء السلطان.

فلسان حال تركيا يقول ما طاقتنا بأمريكا لمساندة قضية فلسطين؟ وما لنا وغضب إسرائيل ونهر الأردن الذى يبيعونه لأهله ليشربوا؟ وماذا ستؤتى اليمن من أُكلٍ إذا هدأت؟ ومايضرنا البحرين اذا تشيعت؟ ومالنا والقبلة ذاتها إذا تهدمت؟

وإنما هو إبتغاء وجه المال وليس وجه الله، وإنما هو حب الغاز وليس حب الخير لأخيك، وإنما هو الماء والبترول والجاز، وليسقط الفلسطينيون والتونسيون والأهواز، وما هو الإسلام حلاً، إنما أفلح اليوم من إستعلى وفاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى