أكد المهندس إبراهيم عبد الغفار جمجوم رئيس المنظمة العربية الأوروبية للبيئة أن اختيار مصر لانعقاد الملتقى الإقتصادى العربى الأول للسياحة البيئية والمحميات فى فبراير المقبل تحت عنوان(سياحة تتناغم مع الطبيعة) يرجع لثقل مصر ومكانتها فى الوطن العربى ووجود أكثر من 30 محمية طبيعية بها ، منهم محميتان تعدان من أهم المحميات فى العالم وهما محمية وادى الحيتان ومحمية الغابة المتحجرة.
وأضاف جمجوم فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس ، أن الملتقى يسعى لتعزيز ثقافة البيئة بزيادة الوعى الثقافى لدى المجتمع لإنقاذ البيئة وحمايتها من المؤثرات الخارجية ، مؤكدا أن هناك حاجة لتطوير عقلية بيئية محافظة وإحساس أكبر بالمسئولية تجاه الطبيعة خاصة وأن عدد المحميات الطبيعية فى العالم اليوم تجاوز 44 ألف منطقة محمية مصنفة إلى 6 مستويات تبعًا لدرجة الحماية المطلوبة.
واوضح جمجوم ان المستوى الأول من التصنيف وحده يمنع دخول تلك المناطق على الزائرين منعا تاما مما يعنى أن السياحة ممكنة بحدود مختلفة فى التصنيفات الأخرى وأن ما توفره السياحة البيئية من عائدات يعاد توظيفها فى المحافظة على هذه المناطق.
وأشار إلى المردود الاقتصادى للسياحة البيئية فى بلدان العالم ومنها كندا الذى تحقق 1.7 بليون دولار من الضرائب الخاصة بهذه السياحة ، كما حولت كوستاريكا 25 % من مساحة أراضيها إلى مناطق محمية على شكل منتزهات وملاجئ للحياة البرية وهى تستقبل نحو 800 ألف سائح أجنبى سنويا ، وفى فرنسا استقبلت غابة فونتنبلو خلال عام أكثر من 13 مليون زائر ، لافتا الى ان السياحة البيئية تنشط بمساهمات الحكومات الوطنية الإقليمية والسياح والمستثمرين والسكان المحليين والجامعات ومراكز الأبحاث والمنظمات الثقافية والشركات الممولة للمشروعات.
ومن جانبه ، قال الدكتور عبد الرحيم ريحان المنسق الإعلامى للاتحاد العربى للمرشدين السياحيين العرب إن هذا الملتقى تنظمه المنظمة العربية الأوروبية للبيئة – ومقرها لوجانو بسوسيرا بالتعاون مع الاتحاد العربى للمرشدين السياحيين برئاسة الخبير السياحى محمد غريب وذلك تحت رعاية وزارتى السياحة والبيئة بمصر و جامعة الدول العربية وبحضور وزراء البيئة والسياحة وهيئات حماية الحياة الفطرية والمحميات بالدول العربية والأفريقية وبعض دول أوروبا وأمريكا والشرق الأقصى لاستعراض تجاربهم فى المحميات والسياحة البيئية وعرض مجهوداتهم فى مجال الحفاظ على البيئة.
وأوضح أن هناك مفهوما خاطئا عن استغلال المحميات الطبيعية اقتصاديا ، لافتا إلى أن فكرة المنتزه الوطنى نشأت منذ أواخر القرن التاسع عشر بأماكن مختلفة مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وهو شكل من أشكال المناطق المحمية توفر فى الوقت نفسه خدمات سياحية تختلف فيها درجات الحماية بين نطاق جغرافى وآخر بحيث تتضمن مناطق حماية صارمة ومناطق قابلة للاستخدام المحدود ومناطق مرنة تسمح للزائرين بالقيام بنشاطات متنوعة ملائمة للمحيط البيئى مثل المشى والتسلق واستخدام الزوارق الشراعية والغطس وركوب الخيل وصيد الأسماك.
وأضاف أن هناك بعض المبادئ العامة المرتبطة بهذه السياحة تتمثل فى الحفاظ على الهوية البيئية للمناطق السياحية وعدم الإضرار بها من قطع للأشجار وصيد الحيوانات غير المقنن مما يؤدى لانقراضها بالإضافة إلى تلويث البيئة بمخلفات السائحين والمنتجعات السياحية وغيرها من الأضرار البيئية .
وأكد أن صناعة السياحة الترفيهية أدت إلى نمو سياحى وتزايد عدد المنتجعات التى أدت بدورها إلى الإضرار البيئى من هنا جاءت السياحة البيئية لتلبى حاجة المستهلك إلى أماكن سياحية طبيعية لم تتلفها سياحة الجماهير ، لافتا الى أن السياحة البيئية تساهم بشكل فعال فى الحفاظ على الطبيعة والثقافة والتراث وتشارك الجماعات المحلية فى تخطيطها وتطويرها وتساهم فى رفاهيتها وهذا بدوره يؤدى إلى تنمية المجتمع المحلى كما أنها تبرز التراث الطبيعى والثقافى للمنطقة المعنية.