أخبار عربيةعاجل

إنتهاء اول عملية إجلاء من الغوطة والجيش يسيطر على 90% منها

انتهت مساء الجمعة أول عملية إجلاء من الغوطة الشرقية قرب دمشق بعد خروج آخر المقاتلين المعارضين من مدينة حرستا، ليصبح الجيش السوري مسيطراً على أكثر من 90 في المئة من هذه المنطقة المحاصرة.

بعد ست سنوات صمدت خلالها في معقلها الأساسي قرب دمشق، تتعرض الفصائل المعارضة لنكسة في الغوطة الشرقية، معقلها الأخير قرب دمشق، مع انتهاء عملية حرستا والتوصل الى اتفاق ثان لإجلاء البلدات الجنوبية.

وبعد اتفاقي حرستا والجنوب، لا يزال مصير مدينة دوما شمالاً التي يسيطر عليها “جيش الاسلام”، الفصيل الاقوى في الغوطة، غير معروف مع استمرار المفاوضات فيها مع الجانب الروسي.

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري مساء الجمعة “اكتمال عملية إخراج المسلحين مع عائلاتهم من حرستا باتجاه ادلب (شمال غرب) وبذلك تكون حرستا خالية من الوجود الإرهابي”.

ودخل الجيش السوري، وفق المصدر ذاته، إلى حرستا “لتمشيطها وتأمينها من الألغام والعبوات الناسفة”.

واثر اتفاق بين حركة أحرار الشام وروسيا، بدأت الخميس عملية إجلاء مقاتلي الفصيل المعارض من مدينة حرستا التي عزلتها قوات النظام في غرب الغوطة الشرقية.

وبعد ساعات طويلة تجمعت خلالها الحافلات تباعاً عند أطراف المدينة، غادرت مساء الجمعة قافلة من عشرات الحافلات التي تقل الدفعة الثانية والأخيرة من مئات المدنيين والمقاتلين من حركة أحرار الشام.

وأورد التلفزيون السوري أن عملية الإجلاء يومي الخميس والجمعة تضمنت خروج أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من 1400 مقاتل من الغوطة الشرقية.

وفور إعلانها خالية من المقاتلين المعارضين، بدأ جنود سوريون بالاحتفال، وفق ما نقل التلفزيون السوري في بث مباشر.

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “هذا الخروج لحركة أحرار الشام الإسلامية مكّن قوات النظام من توسعة نطاق سيطرتها لتصبح أكثر من 90 في المئة من مساحة” الغوطة الشرقية.

وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير لحملة عسكرية عنيفة لقوات النظام، تمكن الجيش السوري خلالها من تضييق الخناق بشدة تدريجياً على الفصائل المعارضة بعد تقسيم المنطقة إلى ثلاث جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة الى القبول بالتفاوض.

وقال رئيس المجلس المحلي في حرستا حسام البيروتي لفرانس برس عبر الهاتف قبل خروجه من المدينة إن “مشهد الناس مبك فعلاً، خرجوا من تحت الركام، خرجوا من أقبية دفنوا فيها من دون أكل أو خدمات، خرجوا للحياة من جديد برغم شعورهم بالخذلان من المجتمع الدولي”.

وسيتكرر المشهد قريباً في ما تبقى من بلدات يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن في جنوب الغوطة. وأعلن التلفزيون الرسمي الجمعة التوصل إلى اتفاق يبدأ تنفيذه السبت الساعة التاسعة صباحاً .

وتم التوصل الى الاتفاق اثر “مفاوضات مباشرة مع الروس”، وفق فصيل فيلق الرحمن.

وعند أطراف حرستا، شاهد مراسل فرانس برس جنوداً سوريين يطلقون النار في الهواء وعانقوا بعضهم البعض بعدما تلقوا خبر اتفاق الإجلاء الجديد.

ويقضي الاتفاق، وفق التلفزيون الرسمي، “بنقل نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما”، فضلاً عن اجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وذلك “بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق”.

وقبل التوصل الى الاتفاق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 70 شخصاً في القصف على بلدات جنوب الغوطة.

وبين هؤلاء 37 مدنياً قتلوا في غارات روسية على بلدة عربين، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن الذي أوضح أن “القصف الروسي بالغارات والقنابل الحارقة تسبب بمقتل هؤلاء المدنيين في الأقبية حرقاً او اختناقاً”.

واستهدف القصف بـ”القنابل الحارقة” مناطق عدة في الغوطة خلال الليل تضمنت ايضاً مدينة دوما. وأظهرت صور التقطها مراسل فرانس برس خلال الليل حرائق مشتعلة في اماكن عدة.

ونفى الجيش الروسي إلقاء قنابل حارقة في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن طائراته “لا تشن ضربات على الأحياء السكنية” فيها.

وتحت ضغط القصف الجوي، تجري حالياً مفاوضات بين روسيا ومسؤولين في مدينة دوما، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات التي لم يؤكد فصيل جيش الإسلام مشاركته فيها.

ووفق عبد الرحمن، قد تؤدي المفاوضات في دوما إلى اتفاق يقضي بتحويلها الى منطقة “مصالحة” بعودة مؤسسات الدولة إليها وبقاء مقاتلي “جيش الإسلام” من دون دخول قوات النظام.

وتتواصل منذ أيام عدة حركة نزوح جماعي من مدينة دوما عبر معبر الوافدين شمالاً، أحد المعابر الثلاثة التي حددتها القوات الحكومية للراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المعارضة.

ودفع القصف والمعارك أكثر من 87 ألف مدني للنزوح منذ 15 مارس باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، وبقي أكثر من 30 ألفا في منازلهم في بلدات في جنوب الغوطة سيطر عليها الجيش، وفق المرصد السوري.

وقتل خلال أكثر من شهر من الهجوم أكثر من 1630 مدنياً بينهم نحو 330 طفلاً، خلال شهر.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب في نهاية العام 2016.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى