افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

إلى ” أراجوزات” قلة الأدب .. مصر لن تسقط أبداً

تقرير .. عادل محمد

هل تساوي أموال الدنيا أن تبيع نفسك وبلدك وتتمنى لها السقوط والخراب مقابل حفنة دولارات أو ليرات أو ريالات يلقيها لك خائن هنا أو متربص هناك أو صاحب أجندة مشبوهة ينتظر الوقت المواتي للانقضاض على بلدك .. تساؤل لا بد أن يطرحه كل من سولت له نفسه تأجير قلمه أو صوته أو ضميره أو شرفه لنظام حاكم أو سلطان غبي لا يملك من ناصية أمره إلا صب اللعنات وتوجيه السباب والشتائم والمجاهرة بالأحقاد ضد بلدنا الغالي أرض الكنانة مصر متمنياً لها السقوط والركوع .. لكن وبفضل الله ورعايته ستنقلب كل هذه الأسحار على الساحر وستظل مصر محفوظة وستعلو بين سائر الأمم بفضل عزيمة وإرادة أهلها القابضون على وطنهم .

فخلال الأيام الماضية نشطت أبواق الرذيلة الإعلامية التي تنطلق من عاصمتي الشر الدوحة وأنقرة بصورة غير مسبوقة لتجاهر بشماتتها وتعبر عن بالغ سعادتها للحادث الأليم الذي وقع ضحيته نحو 22 شهيداً و40 مصاباً بسبب تصادم أحد جرارات القطارات بمحطة رمسيس وانفجار تانك الوقود، وبدلاً من أن تتحلى هاتين العاصمتين بروح إنسانية بتقديم واجب العزاء والمواساة، راحتا تطلقان كلابهما المسعورة بالدعوة إلى نشر الفوضى وبث الذعر مغلفة بكم هائل من الأكاذيب والأضاليل التي ليس لها أي أساس من الواقع .

ورغم التحرك الفوري الشامل لجميع أجهزة الدولة التي انتقلت من أصغر إلى أكبر مسئول إلى أرض الحادث لتقديم جميع أشكال الدعم والرعاية والإنقاذ والتعويض، إلا أن هذه العيون الوقحة لم يلفت انتباهها وجود رأس الحكومة ووزير النقل، قبل تقدمه بالاستقالة، ووزيرة الصحة ووزيرة التضامن ومحافظ القاهرة، وتقديم المتهمين بالتسبب في هذا الحادث للمحاكمة العاجلة .. وبدلاً من الإشادة بهذا النهج الحاسم في مواجهة مثل هذه الكوارث التي تقع في أكثر الدول تقدماً، راح مأجورو هذه الأبواق الإعلامية يقللون من كل جهد بذل وكل دعم قدم، وحاولوا بث روح اليأس في نفوس القلة التي تشاهد هذه الفضائيات على أمل أن ينقلوا عدواهم الموبؤة للمصريين، لكنهم يستحيل عليهم التأثير في أبناء هذا الشعب الصامد الذي اكتشف زيف وتزوير وتلفيق هذه القنوات المأجورة ضد مصر .

أكثر من هذا تجردت هذه المنصات الإعلامية الشاذة من أي مواثيق مهنية فقامت باجتزاء تصريحات للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال أحد لقاءاته التي حضرها وزير النقل في أبشع جريمة مهنية تستوجب وقف بث هذه الفضائيات المضللة، فبعد ساعة واحدة من وقوع حادث قطار محطة مصر وبدأ عناصر الجماعة الإرهابية فى نشر فيديو مجتزأ ومفبرك للرئيس عبد الفتاح السيسى عبر منصات السوشيال ميديا ” الفيس بوك”، ولكن سرعان ما تبين فبركة الفيديو وأن الرئيس يؤكد أن من أولويات العمل تطوير السكة الحديد، مؤكدا أن هناك تعاقد مع روسيا بقيمة 2 مليار يورو أى ما يعادل 40 مليار جنيه مصرى .

والواقع يشهد أن صحيفة سوابق المليشيات الإليكترونية والأبواق المضللة التابعة لجماعة الإخوان والتي تتخذ من قطر وتركيا عاصمتي إيواء لممارسة جرائمهم ضد مصر، ففي سبيل محاولة تضليل بعض مشاهديهم يقومون بتسخير كل الوسائل المتاحة لخدمة أهدافهم المشبوهة سواء فضائيات أو مواقع دردشة أو حتى فيس بوك وتويتر، والشواهد تؤكد أن هذا ليس بنهج جديد على هذه الجماعة المتآمرة ضد مصر فالمسلسل طويل وممتد ومتواصل وإن اختلفت التفاصيل والأراجوزات التي تقوم بهذه الأدوار، فتارة يقوم الفاشل معتز مطر بالدعوة للعصيان المدني والنزول إلى الميادين لتقويض وزعزعة الأمن، وعلى القناة الأخرى يستكمل الجاهل محمد نصر دعواته التحريضية مما لا يدع مجالاً للشك في مخطط الإخوان لاستهداف الدولة المصرية وفقا لخطط وتآمرات ممنهجة لديهم على الصفحات الإلكترونية والسوشيال ميديا والإعلام المعادى لمصر فى برامج الهاربين محمد ناصر ومعتز مطر، وهو ما يؤكد ما تتعرض له مصر من حرب شاملة بمعناها الواسع والشامل وليس حرب ضيقة، لأن هناك أموال يتم إنفاقها لدعم تلك القنوات والسعى نحو استقطاب الأفراد وتجنيد الشباب لتنفيذ المخططات ضد مصر .

وتفضح جميع السوابق القطرية التركية على أنه ومنذ انتفاضة المصريين في 30 يونيو 2013 لإسقاط حكم الإخوان المؤامرات التي تدبر ضد مصر وتستخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي التي بدلاً من أن نستخدمها بشكل إيجابي تحولت إلى خنجر غادر لاستهداف الدولة المصرية، وقد اظهرت التجارب السابقة مواقف الجماعات المعادية للشعب المصرى مع كل حادثة إرهابية كانت أو حادثة طبيعية .

لذا فإن الأمر يستلزم اتخاذ خطوات لوقف تلك الحرب الممنهجة التى تستهدف مصر، خاصة وأن هناك قوانين للأمم المتحدة تناهض تلك الممارسات، وعلى مصر أن تطالب بوقف تلك البرامج التى تحارب دولة وتبث من دولة أخرى لعرقلة مسيرة التنمية فى مصر.

وإذا كان كل ما سبق يفضح الأساليب القذرة للإعلام المأجور ضد مصر في محاولة فاشلة لتغيب الوعي وتزييف الحقائق ونشر الإحباط و تأجيج الراي العام، فإن هناك عدة تساؤلات مهمة تطرح نفسها خلال مناقشة هذه القضية علينا الالتفات لها جيداً .

فرغم أن حادث تصادم القطار وقع الساعه 9:25 قامت مئات الصفحات الإخوانية بعد أقل من ساعة بنشر الفيديو المجتزأ للرئيس ووزير النقل بهدف الإساءة وتشويه المعلومات وتضليل الرأي العام وقد تم نشره علي صفحات اخوانية و أخرى مجهوله و عن طريق إرسال الفيديو عبر برنامج ” واتس اب” لأعداد كبيرة من المصريين حتي أنه وصل لطلبة المدارس وذلك بهدف شن الهجوم على شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي .

الأمر الجدير بالانتباه أيضاً في هذه الحالة التمعن في الطريقة التي تستخدمها الأبواق الاعلامية التركية القطرية للحشد ضد الدولة المصرية عبر بث رسائل من شأنها توصيل حالة الإحباط والحزن للمواطنين وكأن عقارب الساعة توقفت عند هذا الحادث واليأس وأنها نهاية الزمان على عكس الواقع تماماً، فقبل وقوع هذا الحادث بيومين فقط كان العالم كله في قلب مصر خلال القمة العربية الأوروبية التي انعقدت فعالياتها بمدينة السلام شرم الشيخ والتي حضرها نحو 50 رئيس وملك وأمير ورئيس وزراء من جميع أنحاء العالم والتي كان شعارها ” الاستثمار في الاستقرار” في أروع مثال لتقدير دور مصر الحيوي والمحوري وشهادة ثقة لا تقدر في قدرتها على المشاركة الفعالة في علاقات جادة ومتكافئة مع باقي الدول المتقدمة .

كلمة أخيرة
اتقوا شر الحليم إذا غضب .. يا أبواق قلة الأدب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى