شويّة دردشة

إعلانات ” فوق مستوى الشبهات”!! بقلم نصر القفاص

نصر القفاص

إعلانات “فوق مستوى الشبهات”!!

أتابع مسلسلات رمضان, للاستمتاع بالإعلانات!!
تلك حقيقة يمكن أن تصدقها, بقليل من التركيز فيما تقدمه وكالات الإعلانات من رسائل وقيم ومعان افتقدناها منذ سنوات طوال.. والمدهش عندى أن سلاح الإعلان الذى اغتال الإعلام فيما سبق, هو نفسه الذى نجح فى ضبط البوصلة, وامتلك زمام المبادرة.. فنحن نتابع إعلانات تعكس عملية تفكير عميقة, إستوعبت الماضى رافضة استمراره.. وفهمت معنى الحاضر بما فيه من كنوز, ثم راحت ترسم وتلون مستقبل يؤمن به المصريون دون اكتراث أو التفات للذين مارسوا “إعلام المقاولات” والذين لعبوا السياسة على أنها “ثلاث ورقات” وللتأكيد على أن “حضرات السادة جنرالات الثقافة” من الذين يسمون أنفسهم “النخبة” تاهوا فى زحام أحداث ووقائع تعاملوا معها على طريقة نصابين مارسوا ” توظيف الأموال” فانخرطوا فى ” توظيف الأفكار” حتى ضبطهم الشعب فى حالة تلبس وهم يمارسون الكذب والتدليس والنصب والخداع!!

إعلانات هذا العام تحرضك على العطاء.. تستنطق داخلك المشاعر الوطنية.. تدلك على طريق البناء.. تحارب معركة الناس ضد الفساد.. تدعوهم لترشيد الاستهلاك, والإيمان بالإنتاج هو طريقنا للخروج من الأزمات التى يعانيها المجتمع.. والمثير أن الإعلانات حافلة فى الوقت نفسه بالترفيه والمتعة, وفى بعضها تحاول أن تكون صادمة لإيقاظ الضمائر الميتة والعقول الجافة!!

السؤال الذى أبحث عن إجابته.. هل الإعلانات التى رقص على إيقاعها كل مزورى علم وصناعة الإعلان, هى نفسها التى سبقتهم للوعى والفهم؟! إذا جاز أن رؤيتى صوابا.. فإننى أرى أن القائمين على صناعة “الإعلان” أكثر وعيا وفهما وإدراكا لما يدور فى المجتمع.. بينما الذين زيفوا الإعلام و”مرمطوا بسمعته الأرض” مازالوا فى حالة الغياب عن الوعى بفعل تعاطيهم لكل صنوف “المخدرات الإعلامية” التى روجوها وتاجروا بها لتحقيق الثراء والشهرة لكى يعاملهم المجتمع على أنهم خارجين عن القانون والنظام العام!!

ولعلى أفكر بصوت عال, إذا قلت أن “صناعة الإعلان” يمكنها أن تضبط “إيقاع الإعلام” اذا استمرت على النهج الرمضانى.. ولو أنها عادت بعد الشهر الكريم إلى سيرتها الأولى, سيذهب القائمين على هذه الصناعة إلى مصيرهم المحتوم.. لأن الشعب الذى تعافى من “إعلام البانجو” قادر على تسليم من يعود إلى التجارة فى “إعلانات المخدرات” للشعب لكى يعامله كما يتعامل مع الذين فقدوا ضمائرهم لأن كلماتهم ورسالتهم قد ماتت!!

                                                                                                                         نصر القفاص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى