إرادة جيل.. وحلم تمكين الشباب| بقلم جورج عياد
لعقود طويلة ماضية .. بح صوت المصريين وتعالت صيحاتهم للمطالبة بضرورة اتاحة الفرصة أمام الدماء الجديدة من الشباب للمشاركة في إدارة مفاصل الدولة لتأهيلهم ليكونوا بناة المستقبل خصوصاً وأنهم يمثلون أكثر من 60 % من التعداد السكاني لمصر وهذا من أهم عوامل قوة مصر .. في المقابل كنا نصطدم بصخور من البيروقراطية والرجعية التي تقلل من شأن طاقة الشباب تحت شعارات (قلة الخبرة ـ التسرع والحماسة الزائدة ـ عدم القدرة على تحمل المسئولية).
لكن، والحمد لله، تحطمت كل هذه القيود بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، فمنذ اليوم الأول لتحمله أمانة الحكم أبدى أيماناً كبيراً بأهمية استغلال هذه الطاقة المتفجرة لدى شريحة الشباب، التي تعد الكنز الحقيقي لمصر، ومنذ ذلك الحين يبذل الرئيس كل جهد لتحويل مبادئ “تمكين الشباب” إلى إجراءات فعلية فوضع على رأس أولوياته دمج الشباب في الهيكل الإداري للدولة وأسند إليهم العديد من المناصب التنفيذية وتجلى ذلك في اتخاذ الدولة المصرية عدة خطوات نحو افساح المجال للشباب على كافة الأصعدة ولعله ليس على أدل من هذا مؤتمرات الشباب التي وصلت إلى العالمية لفتح آفاق جديدة من التواصل بين مصر وجميع البلدان.
كما أتاحت توجيهات الرئيس الفرصة أمام الشباب للتمثيل النيابي بوجود عشرات منهم تحت قبة البرلمان ليعبروا بأنفسهم عن مطالبهم وطموحاتهم ويكونوا خير سفراء لقطاع توليه الدولة كل اهتمام، لتتحول مبادئ تمكين الشباب إلى “إرادة جيل” حقيقية تعبر بشكل مباشر وبإخلاص عن الإيمان غير المحدود الذي توليه القيادة السياسية للبلاد بضرورة مشاركة كل ابناء الوطن في مسيرة النهضة المأمولة.
وانطلاقاً من هذه الاستراتيجية الوطنية.. فقد ظهرت خطوات عملية في دمج الشباب بالمؤسسات التنفيذية المختلفة حيث جرت عدة اجتماعات مع شباب المستثمرين ورجال الأعمال أكد خلالها الرئيس على ضرورة أن تكون بداخل الوزارات والهيئات الحكومية والمحافظات “طاقة مناسبة من الشباب القادر على العطاء والعمل” .. كما وجه الرئيس بتدريب هؤلاء الشباب في أكاديمية ناصر العسكرية، وهو ما تم انجازه بالفعل حيث عقدت الأكاديمية دورات في موضوع “الاستراتيجية القومية والأمن القومي” شارك فيها أعداد كبيرة من الشباب العاملين في الجهاز الحكومي.
وخلال أحد المؤتمرات.. وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي هذه الكلمة ذات الدلالة القوية لتلك الشريحة قائلاً: “أبنائي وبناتي من الشباب الواعد الطموح .. كونوا على ثقة في أننا نؤمن دائما بكم وبأحلامكم.. وأقول لكم إن أمامكم تحديات كبيرة تحتاج لمزيد من الاجتهاد والمثابرة والإبداع والابتكار وأثق تمام أنكم أهلا لهذه التحديات وقادرون على التغلب عليها وتحقيق أمالكم ، فأنتم أملنا ومستقبلنا”.
هذا إلى جانب قيام العديد من الوزارات باختيار نواب ومعاونين للوزراء من الشباب، وإيمانا من الرئيس عبد الفتاح السيسي بكفاءة وقدرة جيل الشباب على تولي المناصب القيادية وبناء الدولة المصرية فقد تضمنت حركة المحافظين 2019 تمثيل فعلى للشباب، وهذا ما يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن التمكين أصبح حقيقة وليس شعار، حيث شملت التعديلات 39 قيادة جديدة ما بين محافظ ونائبا للمحافظ، من بينهم 60% من الشباب، حيث تضمنت اختيار 16 محافظا و23 نائبا، وجاء عدد الشباب 25 قيادة بينهم اثنين من المحافظين و23 نائبا للمحافظين جميعهم من فئة الشباب.
كما منحت الدولة فرصاً حقيقية لعناصر من الشباب ليكونوا أعضاءً ضمن البرنامج الرئاسي، واختيار عدداً من الشباب ضمن تنسيقية الأحزاب والسياسيين بواقع 20% من عدد النواب وبهذه الخطوة تستكمل الدولة خطوات بدأتها منذ 6 سنوات هي فترة وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم لتنطلق مسيرة التنمية إلى مستقبل أفضل.
يمكن القول إذاً أننا بتنا في مرحلة ذات روح جديدة عنوانها “تمكين الشباب .. إرادة جيل” .. تنطلق خلالها جميع السياسات والقرارات والإجراءات من مبدأ واحد هو الاستثمار الأفضل في الطاقة البشرية، فلم تعد مهمة تمكين الشباب نوعًا من الرفاهية الاجتماعية بل هي في واقع الأمر مهمة إنقاذ عاجلة وتحتاج إلى منحها الأولوية من قبل الحكومات والنخب، ليس فقط لأن ذلك هو المتوقع والطبيعي في كل المجتمعات الإنسانية، بل لأنه أمر أكثر إلحاحاً في ظل المخاطر والتحديات التي تواجهها مصرتا الغالية اليوم أو غداً، ما بين مواجهة الإرهاب الذي تقف خلفه أجهزة استخبارات ودول راعية للإرهاب، إلى جانب قضايا الجوار الملحة، إلى جانب جهود الدولة لتحقيق الاستقرار القائم على التوازن الإيجابي لبنية المجتمعات التي يشكل الشباب أغلبيتها من جهة أخرى.