أخبار عربيةعاجل

إجلاء مرضى ومصابين من جيب محاصر بالغوطة الشرقية

عرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات تظهر مدنيين مرضى ومصابين وهم يغادرون جيبا محاصرا في الغوطة الشرقية يوم الثلاثاء فيما وصفه مقاتلو معارضة والأمم المتحدة بأنه إجلاء طبي.

وظهر في اللقطات نساء يحملن أطفالا صغارا ورجال يسيرون مستندين إلى عكازين ومسن على مقعد متحرك وسط مجموعة من الجنود السوريين بالقرب من معبر الوافدين خارج الجيب.

ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن حملة الجيش التي شملت ضربات جوية وقصفا مدفعيا أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 مدني في نحو شهر.

وسيطر الجيش السوري على أكثر من نصف الغوطة الشرقية وهي جيب يضم بلدات وأراضي زراعية مكتظة بالسكان حيث تقدر الأمم المتحدة أن نحو 400 ألف مدني يعيشون تحت الحصار منذ عام 2013.

وتسبب تقدم الجيش في الأيام الماضية في عزل دوما وحرستا عن بعضهما البعض وعن بقية البلدات المجاورة مما أدى لتقسيم الغوطة الشرقية إلى جيوب منفصلة.

وقال ياسر دلوان مدير المكتب السياسي الداخلي في جماعة جيش الإسلام، أحد فصائل المعارضة، إن الأشخاص الذين غادروا دوما هم أول دفعة من عدة دفعات من المرضى من المتوقع إجلاؤهم للعلاج خارج المنطقة.

وقالت الجماعة يوم الاثنين إنها توصلت لاتفاق عبر الأمم المتحدة مع روسيا، الحليفة الرئيسية للحكومة السورية لإجلاء المصابين.

وأصبح هجوم الجيش السوري على الغوطة الشرقية أحد أكبر الهجمات في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن وسيصبح فيما يبدو أكبر هزيمة لمقاتلي المعارضة منذ خسارتهم في حلب في عام 2016.

وعرضت روسيا توفير ممر آمن لمقاتلي المعارضة للخروج مع عائلاتهم إذا سلموا المنطقة وهو أسلوب استخدمته موسكو في أنحاء أخرى في سوريا في إطار استعادة السيطرة على المزيد من الأراضي السورية منذ عام 2015.

وتعهد الفصيلان الرئيسيان للمعارضة في الغوطة الشرقية بالبقاء ومواصلة القتال.

والاتفاق الذي بدأ تنفيذه يوم الثلاثاء هو الأول لمقاتلي المعارضة مع روسيا ودمشق منذ بدء هجوم الجيش السوري للسماح بخروج المدنيين.

غير أن حمزة بيرقدار المتحدث باسم جماعة جيش الإسلام تعهد يوم الثلاثاء في رسالة مصورة بأن المقاتلين سيواصلون الدفاع عن الغوطة حتى النهاية.

وتدعو الأمم المتحدة إلى إجلاء عاجل لألف مريض يحتاجون رعاية طبية عاجلة. وتقول إنها قلقة على جميع سكان الغوطة الشرقية حيث بدأ الغذاء والدواء في النفاد بالفعل قبل بدء هجوم الجيش في منتصف فبراير شباط.

ومع انقسام المنطقة الآن إلى أجزاء متفرقة بسبب توغل الجيش قال دلوان إن فصيله مسؤول عن الإجلاء من دوما فقط وليس بقية البلدات.

وقال التلفزيون السوري إن المجموعة الأولى تضم نحو 35 شخصا وإنهم سيتجهون إلى ملجأ في ضواحي العاصمة السورية.

وقالت السلطات المحلية إن الأسر تنام في العراء في شوارع دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية حيث لم يعد هناك متسع في الأقبية المستخدمة كملاجئ للحماية من القنابل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن قصف الجيش استمر حتى وقت مبكر يوم الثلاثاء في الشطر الجنوبي من الجيب الذي يضم بلدات سقبا وكفر بطنا وجسرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى