“أوبك” تتوقع استمرار الفائض في سوق النفط خلال العام المقبل
توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، اليوم الأربعاء، في فيينا ارتفاع الطلب العالمي على النفط الخام بـنسبة 3ر1% خلال العام القادم، مدفوعا بصورة جزئية بالطلب في الولايات المتحدة والصين، غير أن هذا الطلب سيكون أقل من المستويات الراهنة لإنتاج أوبك النفطي، وهو ما يشير إلى استمرار الفائض في الأسواق رغم الجهود التي تبذلها “أوبك” لخفض الإنتاج والحد من الفائض.
وذكرت أوبك أنها تتوقع تراجع الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 2ر32 مليون برميل يوميا عام 2018، في الوقت الذي ستزيد فيه دول خارج “أوبك” مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وروسيا إنتاجها.
ومنذ يناير الماضي بدأت 24 دول نفطية داخل وخارج “أوبك” خفض إنتاجها بمقدار 8ر1 مليون برميل يوميا.
من ناحية أخرى، شهد الشهر الماضي زيادة في إنتاج نفط نيجيريا وليبيا وهما من أعضاء أوبك لكنهما غير ملزمتين بحصص الإنتاج المقررة مما أدى إلى ارتفاع متوسط إنتاج أوبك إلى 6ر32 مليون برميل يوميا.
وتتوقع تقارير أن تضغط بلدان “أوبك” الأخرى على الدولتين لمنعهما من مواصلة زيادة إنتاجهما، وهو ما أدى إلى تحسن أسعار الخام في تعاملات اليوم، مدعومة أيضا بأنباء تراجع مخزون الخام الأمريكي بأكثر من التوقعات.
وقد ارتفع سعر خام برنت، وهو الخام القياسي لنفط بحر الشمال، بمقدار 95 سنتا ليصل إلى 47ر48 دولارا للبرميل، في حين ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي بمقدار 87 سنتا إلى 01ر46 دولار للبرميل.
يأتي ذلك فيما تتوقع أوبك نمو الطلب العالمي على النفط بنسبة 3ر1% خلال العام المقبل مدعومة بالزيادة في الطلب من الصين والولايات المتحدة.
وقالت المنظمة في تقرير حول السوق إن الطلب سيرتفع بمعدل 26ر1 مليون برميل في اليوم ليصل متوسطه إلى 65ر97 مليون برميل في اليوم في 2018، وفقا لمعدلات النمو التي تم تسجيلها خلال السنوات الخمس الماضية.
كما يتوقع محللو المنظمة أن تأتي الزيادة بصورة أساسية من النمو الاقتصادي العالمي، وكذلك من الطلب على النقل في الولايات المتحدة والصين والهند. ومن المتوقع أن تسهم التوسعات في الصناعات البتروكيماوية في الولايات المتحدة والصين في زيادة الطلب العالمي على النفط.
ووفقا للتقرير، فإن الدول المصدرة للنفط من خارج المنظمة التي تضم 14 دولة، سترفع إنتاجها بنحو 2% إلى 96ر58 مليون برميل في اليوم العام القادم، تلبية للزيادات المتوقعة في أمريكا الشمالية والبرازيل وروسيا.
وختمت بأن هذا من شأنه أن يترك مساحة أقل في السوق لأوبك.
وبلغ إنتاج المنظمة، التي تضم دولا في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، 6ر32 مليون برميل يوميا في حزيران/يونيو الماضي، ما يمثل أكثر من ثلث الإمدادات العالمية.