«أوابك» : 150 مليون طن إجمالي إنتاج الدول العربية من البتروكيماويات في عام 2016
ذكرت دراسة حديثة للأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) أن إجمالي إنتاج الدول العربية من البتروكيماويات بلغ في عام 2016 أكثر من 150 مليون طن.
وأوضحت الدراسة -التي صدرت، اليوم الأحد، تحت عنوان “صناعة البتروكيماويات في الدول العربية”- أن البتروكيماويات الأساسية والبوليمرات الحرارية تعد من أهم منتجات الدول العربية على هذا الصعيد.
وأضافت أن صناعة البتروكيماويات احتلت مكانة مهمة في العالم منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي وحتى الآن، مشيرة إلى أن إجمالي الطاقات التصميمية لإنتاج الإيثيلين في الدول العربية بلغ عام 2016 نحو 26 مليون طن وتشكل حوالي 7ر14 في المئة من الإنتاج العالمي.
ولفتت إلى أن انتاج البروبيلين بلغ نحو 9 ملايين طن في عام 2016 ما يعادل نحو 2ر10 في المئة من الإنتاج العالمي، مبينة أن الطاقة الإنتاجية للميثانول تبلغ نحو 13 مليون طن سنويا وهو ما يمثل حوالي 6ر10 في المئة من الإنتاج العالمي، فيما زاد إنتاج الدول العربية من البوليمرات الحرارية عام 2015 إلى نحو 29 مليون طن.
وذكرت أن صناعة البتروكيماويات في الدول العربية تواجه خلال العقد الأخير العديد من التحديات نتيجة للتطورات المتسارعة في انتاجها ببعض الدول الرئيسية المستهلكة للنفط اعتمادا على استخدام تكنولوجيا متقدمة.
وأشارت إلى التطورات في هذه الصناعة ومنها اكتشاف غاز السجيل (الغاز الصخري) وإنتاجه على النطاق التجاري في الولايات المتحدة الأمريكية ونجاح الصين التي تقود نمو الطلب العالمي على البتروكيماويات في تطبيق تكنولوجيا جديدة خاصة بها تتمثل في تحويل الفحم إلى بتروكيماويات “ومن المتوقع أن يساهم ذلك في زيادة إنتاج الصين من الايثيلين ليصل إلى 30 مليون طن سنويا بحلول عام 2020”.
وقالت إن الظروف الصعبة التي تعرضت لها السوق النفطية نتيجة لانخفاض أسعار النفط منذ منتصف عام 2014 ساهمت في زيادة التحديات على صناعة البتروكيماويات بالدول العربية وخصوصا بعد انخفاض أسعار النافثا وزيادة تنافسية صناعة البتروكيماويات في آسيا وأوروبا.
وخلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات التي من شأنها المساهمة في مجابهة تلك التحديات وأهمها السعي نحو التعاون مع شريك استراتيجي عالمي والعمل على زياد التكامل بين صناعة التكرير والبتروكيماويات لتعظيم الاستفادة من التسهيلات المشتركة وزيادة الربحية والتوسع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتي تعتمد بشكل رئيس على المنتجات البتروكيماوية.
ومن التوصيات البدء في صناعات البتروكيماويات الخضراء التي تعتمد على إنتاج كيماويات من مصادر متجددة من المواد غير الغذائية ومن المخلفات الزراعية وتوفير الظروف الملائمة للتخطيط وإعادة الهيكلة من أجل إعادة التوازن في الأسواق وتحسين القدرة التنافسية.
من جهتها أشادت الأمانة العامة لـ(أوابك) بجهود الدول العربية في هذا القطاع الحيوي متمنية المزيد من المشاريع المشتركة والتعاون والتنسيق في مجال البحث العلمي والتطوير بين كل الدول العربية ومراعاة تطبيق المواصفات القياسية في صناعة البتروكيماويات وتشجيع الصناعات التحويلية بما يساعد على تصدير المزيد من المنتجات النهائية ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة إلى الأسواق العالمية.
وأكدت أن صناعة البتروكيماويات حظيت باهتمام خاص لدى معظم الدول العربية لاسيما الدول الأعضاء في (أوابك) وذلك بالنظر للدور الحيوي لتلك الصناعة في تعزيز الإيرادات المالية باعتبارها محورا رئيسيا في التنمية الصناعية وركنا مهما في قطاعات الصناعة التحويلية والاستهلاكية.
يذكر أن الدول العربية تمتلك مجموعة من المقومات والثروات الطبيعية التي تمكنها من تشييد صناعة بتروكيماوية متقدمة ومن أهمها توفر المواد الأولية (الغاز الطبيعي والمشتقات النفطية) بأسعار تنافسية وسوق تتميز بارتفاع معدلات الاستهلاك والموقع الجغرافي المتميز بين الشرق والغرب.
وتبذل معظم الدول العربية جهودا كبيرة لتطوير الصناعات البتروكيماوية بغية تحقيق هدف استراتيجي مهم يتمثل في تنويع إيرادات تصدير النفط كما تبذل جهودا حثيثة في ضخ المزيد من الاستثمارات ونقل التقنيات الحديثة وتنمية مهارات القوى العاملة الوطنية وإعداد البنية التحتية اللازمة لتلك الصناعة.