أمير قطر يشكر مصر على التعاون الوثيق لتحقيق الهدنة في غزة وإدخال المساعدات
أعرب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن شكره لجمهورية مصر العربية على التعاون الوثيق لتحقيق الهدن الإنسانية في قطاع غزة وتنفيذها، والإفراج عن بعض الأسرى والـمحتجزين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإدخال الـمساعدات الإنسانية العاجلة.
جاء ذلك خلال كلمة أمير دولة قطر في افتتاح أعمال الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالدوحة اليوم الثلاثاء.
وأكد أمير دولة قطر سعي بلاده لبذل الجهود بالتعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين للتوصل إلى وقف شامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية.
وقال أمير قطر: “نلتقي اليوم آملين أن يسهم التواصل والتفاهم بين القادة في تنمية وتعزيز العمل الخليجي الـمشترك بـما يحقق مصالح دولنا وتطلعات شعوبنا، ويعزز مكانة مجلس التعاون إقليميا ودوليا، ويتيح فرصًا أكبر للنمو والازدهار، ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في الـمنطقة والعالم”.
وأشار إلى أن “الـمتغيرات الدولية والإقليمية الـمتسارعة تحتم تشاورًا مستمرًا وتنسيقًا بيننا للتعامل معها وتجنب تبعاتها ودعم مكتسبات مجلسنا في شتى الـمجالات الاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية، وغيرها. وإني لعلى ثقة أن دول الـمجلس يـمكنها التوصل إلى التفاهم والتعاون بـما من شأنه أن يسهم أيضًا في حل بعض القضايا الإقليمية”.
وتابع أن القمة الخليجية تنعقد في ظل استمرار الـمأساة الخطيرة والكارثة الإنسانية غير الـمسبوقة الناجمة عن العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق، وخصوصًا في قطاع غزة.. وقال: “لقد انتُهكت في فلسطين الـمحتلة كافة الـمعايير والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية من خلال ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم ضد الإنسانية.. ومن الـمؤسف، أنه على الرغم من انكشاف حجم الـجريـمة، وخروج الاحتجاجات الشعبية في كافة أنحاء العالم، ما زالت بعض الأوساط الرسمية تستكثر على الشعب الفلسطيني مطلب وقف إطلاق النار”.
وأضاف أمير قطر أنه من العار على جبين الـمجتمع الدولي أن يتيح لهذه الـجريـمة النكراء أن تستمر لـمدة قاربت الشهرين تواصل فيها القتل الـممنهج والـمقصود للمدنيين الأبرياء العزل، بـمن في ذلك النساء والأطفال.. مستطردًا: “أسر بكاملها شطبت من السجل الـمدني.. وجرى استهداف البنى التحتية الهشة أصلا، وقطع إمدادات الكهرباء والـمياه والغذاء والوقود والدواء وتدمير الـمستشفيات ودور العبادة والـمدارس والـمرافق الحيوية.. كل هذا بحجة الدفاع عن النفس، مع أن الدفاع عن النفس لا ينطبق على الاحتلال وفق القانون الدولي، ولا يجيز ما ترتكبه إسرائيل من جرائم إبادة”.
ولفت إلى أن الـمجازر التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق الأشقاء في قطاع غزة تعمق الشعور بالظلم وبعجز الشرعية الدولية، ولكن الوجه الآخر لهذه الـمأساة هو صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على نيل كافة حقوقه الـمشروعة، ومركزية قضية فلسطين.
وقال أمير قطر: “كان ممكنا توفير كل هذه الـمآسي لو أدركت إسرائيل وداعموها أنه لا يمكن تهميش قضية الشعب الفلسطيني، وأن زمن الاستعمار قد ولى، وأن الأمن غير ممكن من دون السلام الدائم، وكلاهما لا يتحققان من دون حل عادل لهذه القضية”.
وجدد الشيخ تميم بن حمد إدانة قطر لاستهداف الـمدنيين من جميع الجنسيات والقوميات والديانات، مشددًا على ضرورة توفير الحماية لهم وفقًا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.. داعيًا الأمم الـمتحدة إلى ضرورة إجراء تحقيق دولي بشأن الـمجازر التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وقال أمير دولة قطر: “ليس الصراع في فلسطين صراعًا دينيًا، ولا مسألة إرهاب وحرب على الإرهاب، بل هو في جوهره قضية وطنية، قضية صراع بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، مسألة استعمار استيطاني رافض للاندماج في الـمنطقة عبر التوصل إلى حل وسط، حل عادل نسبيًا مع السكان الأصليين”.
ودعا مجلس الأمن، ولا سيما أعضاءه الدائمين، إلى القيام بـمسئوليته القانونية والعمل على إنهاء هذه الـحرب الهمجية، وإجبار إسرائيل على العودة إلى مفاوضات ذات مصداقية لتحقيق الـحل العادل للقضية الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية عبر حل الدولتين.
وفي شأن آخر، ذكر أمير قطر أن استمرار الأزمات التي تواجه بعض الدول الشقيقة في ليبيا واليمن وسوريا ولبنان والسودان، تشكل خطرًا على السلام الاجتماعي ووحدة هذه الدول وشعوبها، داعيًا جميع الأطراف الـمتنازعة في هذه الدول إلى تغليب الـمصلحة العليا للأوطان على الفئوية بكافة أشكالها والتسليم باحتكار الدولة للعنف الشرعي، وتجنيب الشعوب العنف والاقتتال والاحتكام إلى الـحوار لـحل الـخلافات وتحقيق تطلعات شعوبها في الأمن والاستقرار والتنمية.