أمريكا من “الترامبولوجي” لـ “البايدونولوجي”| بقلم عثمان فكري
كتب .. عثمان فكري من ديلاوير
الولايات المتحدة الأمريكية على أعتباب مرحلة جديدة ومختلفة من ” البايدونولوجي” نسبة الى جو بايدن الرئيس الأمريكي المٌنتخب (والبالغ من العمر 77 عاماً) والذي لم يعترف به حتى الأن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب والبالغ من العمر 73 عاماً و صاحب مدرسة الترامبولوجي في السياسة وفي كل مناحي الحياة ورغم أن “جو بايدن” قد حصل على 290 صوتاً كبيراً من أصوات كبار الناخبين أو من أصوات المجمع الإنتخابي وهو عدد الأصوات اللازم لهزيمة دونالد ترامب في السباق إلى البيت الأبيض ويزيد على الرقم المطلوب (270) بعشرين صوتاً .. إلا أنه يظل السؤال: ماذا سيحدث الآن؟.
لا يستطيع جو بايدن أو الرئيس المُنتخب أن يقوم بنقل متاعه الى البيت الأبيض على الفور فهناك بعض الأمور التي يجب أن تحدث أولاً وعادة ما تكون العملية سلسة، لكن هناك تعقيدات إضافية هذه المرة بسبب التحديات القانونية المحتملة للانتخابات وبحسب دستور الولايات المتحدة، تبدأ الولاية الجديدة للرئيس المنتخب في ظهر يوم 20 يناير ويحدث ذلك في حفل، يٌسمى حفل التنصيب، يقام في العاصمة واشنطن، حيث يؤدي الرئيس ونائب الرئيس الجديدان يمين المنصب أمام رئيس المحكمة العليا.
وبنتيجة انتخابات 2020 سيختفي الاعتقاد الخاطئ بأن انتخابات 2016 كانت غلطة تاريخية وانحرافاً عن الخط السائد في أمريكا فقد حصل دونالد ترامب على أكثر من 70 مليون صوتاً مٌحققاً ثاني أكبر حصيلة للأصوات الانتخابية في التاريخ الأمريكي وهو ما ما يزيد عن 47% من الأصوات على المستوى الوطني، ويبدو أنه قد فاز بأربع وعشرين ولاية من بينهم الولايتان المفضلتنان لديه فلوريدا وتكساس، يتمتع ترامب يشعبية غير عادية في مساحات شاسعة من بلاده، واتصال عميق بالآلاف من أنصاره أوصلهم إلى شعور بالإخلاص يشبه العبادة وبعد أربع سنوات في البيت الأبيض، درس أنصاره التفاصيل الدقيقة لفترة رئاسته ووافقوا بحماس على شروطه وأحكامه وينبغي على أي تحليل لنقاط ضعفه السياسية في انتخابات 2020 أن يقر كذلك بعناصر قوته السياسية.
ورغم أن الكثيرين من قاعدة ترامب الانتخابية ربما كانوا ليصوتون لصالحه حتى وإن أطلق النار على شخص في شارع فيفث أفنيو بنيويورك – في إشارة إلى العبارة التي قالها ترامب قبل أربع سنوات متفاخراً بحجم أنصاره- فإن أخرين ممن أيدوه قبل أربع سنوات ابتعدوا عنه بسبب سلوكه العدواني.
وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في الضواحي قدم بايدن أداءً أفضل مقارنة بهيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية في انتخابات 2016 .. وللحديث بقية.