أمريكا لم تنهار والعالم أفضل بدون ترمب| بقلم عثمان فكري

كتب .. عثمان فكري من ديلاوير
رغم الصدمة الشديدة التي أحدثتها واقعة إقتحام أنصار ترمب الرئيس المٌنتهية ولايته “للكابيتول هول” ومشاهد الفوضى لهم داخل قاعات الكونجرس ووقعها السيئ للغاية على صورة الولايات المتحدة إلا أن إهتزاز الصورة لا يعني إنهيار النظام وما يٌقال عن انهيار الولايات المتحدة وحرب أهلية وفشل النظام السياسي لا يمت للواقع هٌنا.. فالولايات المتحدة الأمريكية هي بلد مؤسسات ونظامها راسخ وما فعله الرئيس ترمب وتشكيك ملايين الناس في النظام كان امتحاناً لمؤسسات الدولة التي تفوقت عليه في الأخير فهناك فرق شاسع بين التنافس على الحكومة وبين الصراع مع النظام السياسي ولا أحد هنا في أمريكا يستطيع التغلب على الدولة فالدولة أكبر من الحكومة ومن الأحزاب ومن الأفراد والجماعات نعم ما حدث قد شوه الصورة النمطية عن قلعة الديمقراطية ولكن أسس الديمقراطية والمؤسسات الأمريكية راسخة وقوية وقادرة على تصحيح نفسها أول بأول وقادرة على تصحيح هفوات الترامبية حيث أن الديمقراطية هي النظام الوحيد، الذي يتوفر من داخله على أدوات تصحيح مساره ومسيرته المشكلة في ترمب وليست في الديمقراطية الأمريكية وشخصية دونالد ترمب هي التي كانت المحرك الأساسي للغوغاء لأنها شخصية حسب رأي المحلل النفسي (بيل أندرسون) من جامعة ميريلاند مٌتقلبة وغير واثقة من نفسها وتختلق حولها مؤامرات وهمية بداية من أقرب المقربين منه.
المؤكد وما لمسته هنا خلال فترة عملي كمٌراسل صحفي في الولايات المتحدة الأمريكية أن المواطن الأمريكي العادي والمسئولين والسياسيين والأكاديميين والباحثين جميعهم يريدون الديمقراطية ويصرون على حمايتها والحفاظ عليها حتى الرئيس بايدن نفسه كان حريصًا على ذلك.. فلم يستغل الظرف لتحويلها إلى فوضى لإخراج ترمب من البيت الأبيض ولكن قد تكون هناك إجراءات قانونية لإزاحته وتسليم السلطة لنائبه وهو مايحدث حالياً رغم أنه أمر محفوف بالمخاطر فقد لا يخرج ترمب من البيت الأبيض وتصبح أمريكا أمام مأزق كبير .. وللحديث بقية