ألمانيا ترحب بخطة الصين لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
رحب متحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين اليوم الجمعة، بالخطة الصينية بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تدعو فيها إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين، وذلك باعتبارها مبادرة جديدة من الصين رغم أنها تفتقر إلى “عناصر مهمة”.
وفي منشور له على تطبيق انستجرام، وصف البرلماني الروسي وخبير السياسة الخارجية، ليونيد سلوتسكي، الخطة بأنها “متوازنة”. وقال إنها على الأقل أكثر توازنا من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر أمس الخميس.
وقال سلوتسكي إن القرار دعا إلى انسحاب كامل للقوات الروسية، وهو ما كان سيصل إلى حد الاستسلام.
وكان كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، قد أبدوا اليوم الجمعة، ردود فعل تتسم بالريبة، تجاه ورقة الموقف الصينية التي طال انتظارها، بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقالت الصين في الورقة، المؤلفة من 12 نقطة، والتي تزامنت مع الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، إن الصراع والحرب “لا يفيدان أحدا”.
وجاء في الوثيقة “يجب على جميع الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس وتجنب تأجيج النيران وتفاقم التوترات ومنع الأزمة من التدهور أو حتى الخروج عن السيطرة”.
ولكن الوثيقة قوبلت بالشك، وخيبة الأمل، من جانب بعض الدبلوماسيين والخبراء، حيث إنها لم تكشف عن أي مبادرة جديدة. وأشار البعض إلى أن الصين ليست حيادية وأنها لم تصدر إدانة للحرب الروسية حتى اليوم.
وأبدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج ، ردا اتسم بالحذر على الورقة الصينية.
وقالت فون دير لاين في العاصمة الإستونية تالين، اليوم الجمعة، إنه يجب النظر إلى الاثنتي عشرة نقطة على خلفية أن الصين منحازة بالفعل. وأضافت أن الصين وروسيا طمأنتا إحداهما الأخرى على علاقتهما الوثيقة قبيل بدء الحرب.
وعلق ستولتنبرج قائلا إن الصين ليست ذات مصداقية كبيرة فيما يتعلق بمثل جهود الوساطة تلك حيث إنها لم تدن رسميا .
ويرى الخبراء الوثيقة بشكل أكبر على أنها محاولة من جانب الصين لإصلاح صورتها المشوهة في العالم بسبب دعمها لروسيا.
وقال الخبير في الشؤون الصينية مانوج كوالراماني، بمركز الدراسات الدولية الإستراتيجية الأمريكي، إنه لا يوجد جديد في الوثيقة، حيث إن النقاط الإثنتي عشرة جزء من المواقف الصينية المعروفة.
وأضاف أن الصين ترى الصراع “نتيجة لما تصفه بعقلية الحرب الباردة وهندسة أمنية أوروبية بالية”. ويبدو أيضا أن هناك القليل من الاهتمام في بكين بالضلوع في أي نوع من عمليات السلام.
وأوضح: “تشير الوثيقة إلى أن بكين تفضل أن تتعلق محادثات السلام بهندسة أمنية أوروبية جديدة، أكثر من الحرب نفسها”.
وتدعو الورقة الصينية إلى الاستئناف الفوري لمحادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا. وقالت إنه يجب الحفاظ على سلامة محطات الطاقة النووية ويجب معارضة التهديد باستخدام الأسلحة النووية.
وتابعت أنه”يجب منع الانتشار النووي وتجنب أزمة نووية. وتعارض الصين البحث والتطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف من الظروف”.
وأضافت أن الصين تدعم قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدور بناء في تعزيز سلامة وأمن المنشآت النووية السلمية.
وذكرت الورقة أن الصين تعارض أي عقوبات أحادية الجانب لم يأذن بها مجلس الأمن الدولي.
وأضافت الورقة أن “العقوبات الأحادية وممارسة أقصى قدر من الضغط لا يمكن أن يحل المشكلة، بل يخلقان فقط مشاكل جديدة”.