أكتوبر وطاقة الحشود | بقلم عبد الرحمن الصياد
ربما سمعت مثلي عزيزي القارئ عن الملائكة الذين هبطوا من السماء وخاضوا حرب أكتوبر المجيدة جنبا إلي جنب مع أبطالنا البواسل، وكيف أنهم لعبوا دورا ناصعا في حسم المعركة مبكرا لصالحنا، عن نفسي صدقت الحكاية من منظورها العلمي بل واختبرتها اكثر من مرة وأدعوك أن تجربها انت أيضا.
أفتح مسجل الصوت في هاتفك وأنت وحدك تماما وقل مثلا ” الله أكبر ” ثم انظر إلي مؤشر الذبذبات، لابأس فالمؤشر يتحرك بسرعة مناسبة لصوتك ويذهب إلي مدي محدد، جرب الأن أن تهتف مع ثلاثة أفراد وانظر للمؤشر ستجد حركته أسرع ومداه أوسع، ضاعف العدد بقدر المستطاع وصدقني ستدعوهم أن يتوقفوا الأن حتي لاينفجر هاتفك متأثرا بقوة الصوت.
صوت الحشود وهم يرددون علي قلب رجل واحد ” الله أكبر “، وصدق أنهم يستطيعون نقل جبل المقطم من مكانه، هذا هو سحر القوة الجمعية المتصالحة علي هدف واحد ومحدد، تلك الطاقة العظيمة التي عبرت إلي الضفة الأخري والتي حطمت أسطورة خط بارليف وجعلت منها مزحة اضطرت الأكاديميات والمعاهد العسكرية إلي دراستها ومن ثم تدريسها.
لكن أين ذهبت تلك الطاقة الأن ؟ هل أهدرناها بتشرذمنا وخلافاتنا ؟ هل تنازلنا عنها لأجل خلافات عابرة ؟ ثم هل هي ماتزال بداخلنا أم غادرتنا إلي الأبد ؟ أطمئن تماما فطاقاتنا بخير لكنها كامنة في انتظار المحفز وليس هناك أقوي من الإيمان بالله والوطن والمصير المشترك.
الحب وحده هو الطاقة الوحيدة القادرة على إزالة الحواجز، بمقدورنا ياصديقي أن نصنع من كل ساعة عبورا جديدا نحو هدف ما، ينقصنا فقط أن نصدق في قدراتنا وعزيمة وحدتنا وقبول اختلافاتنا، حينها فقط سيمكننا أن نستلهم روح أكتوبر ونعيشها في كل يوم بل في كل لحظة، أعاد الله عيد الانتصار والعزة والكرامة علي أمتنا ونحن في عبور جديد وكل عام وشعبنا وأرضنا وقادتنا بخير.