أطب بإلحاح ساعة بل.. “كلام فارغ”| بقلم وليد خيري سليم
و ما العنوان إلا خاطر قد تبادر إلى ذهني خلال متابعتي اليومية لأخبار الكورونا، فــ “الكلام الفارغ” هو إسم كتاب من مؤلفات العبقري أحمد رجب و الاسم يذكرني باغلب محتويات مواقع التواصل الاجتماعي “كلام فارغ”، و طلب ساعة بل بإلحاح هي عبارة ترددت كثيرًا في قصة تحمل إسم “أبو العزم الأكيد” بين دفتي هذا المؤلَف، و ا’لأكيد” هنا اراه وصف الخبر في مواقع التواصل.
أطلب بإلحاح ساعة بل ما هو الا لسان حال دراويش الكورونا و بهاليلها و كل “ابو العزم” على المواقع، و أعني هنا المترصدين لكل خبر ساء محتواه أو سر كل من قراءة أو سمعه، فالمطاردات المستمرة و تتبع الإحصائيات و طرق الوقاية و الإلحاح في التوعية اما عن طريق الفيسبوك او تويتر او الواتس اب و التي قد يكون كاتبها أول كافر بها (لا يطبقها على نفسه أولا) قد أشاعت حالة من الإكتئاب الممنهج و الممتزج بالرعب و الهلع من ذكر الكورونا، حتى صار الفيروس مرادفًا للموت او ان كل من يصاب به اصبح في عداد الأموات.
لا شك أن هناك مستفيدين من نشر حالة الرعب و الهلع و تصدير الإكتئاب، و الأرض خصبة لغرس تلك البذور في المناخ الحالي، و أبرز هؤلاء هم أهل الشر و المفسدون في الأرض، فقد ملأوا الدنيا ضجيجا اما عن نهاية العالم او غضب من الله سبحانه و تعالى، اعاذنا الله و اياكم، خلافا عما افردوا له صفحات و ساعات بل ايام عن انهيار الدولة و فشل الإدارة في كل محنه قد كانوا هم بالاساس سببا رئيسا فيها، و قد أراد الله سبحانه و تعالى في كل أزمة ان تتخطاها الدولة بتوفيق من الله و صدق القائمين عليها.
لست مع التهوين او التهويل من أمر وباء قد انتشر، فلست مع الترهيب من أمره و إقرانه بالموت و لا مع التقليل من شأنه و ممارسة حياتنا الطبيعية و المقترنه بالأساس باللامبالاة، فمع الإثبات المتكرر لنجاح إدارة الازمات في مصر ارى ألا نفتعل نحن الازمات و ان نعتد الالتزام بما تقره القيادة السياسية، و أن تستقي الاخبار من مصادرها لا من المفسدين.
حفظ الله مصر شعبا و جيشا و رئيسا.