أرقى شعار رفعه السيسي في 2018.. ارفع رأسك فوق أنت من ذوي القدرات الخاصة
تقرير ـ عادل محمد
قرار جمهوري لا يقبل أي تأجيل أو تقصير : “2018” هو عام ذوي القدرات الخاصة .. ربما كان هذا أروع إنجاز إنساني حرص عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وعد بأن يكون هذا العام مليئاً بشمول هؤلاء الذين اختبرتهم الأقدار بإعاقة ذهنية أو حركية تحول دون انخراطهم بشكل كامل وطبيعي في المجتمع .
قادرون باختلاف
ومن المدهش أن يحرص الرئيس السيسي على ألا يرحل هذا العام إلا ويستضيف ويكرم رموز واعدة من ذوي القدرات الخاصة ليكون خير وداع لسنة حافلة بالإنجازات وخير استقبال لعام جديد تحدوه الآمال والتطلعات بمواصلة مسيرة الرعاية والاحتضان والقيام بجميع الواجبات تجاه كل أبناء مصر المخلصين وفي القلب منهم ذوي القدرات الخاصة الذين أصبحوا في مقدمة أولويات وحسابات الدولة في جميع مشروعات الحماية الاجتماعية .
حيث دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، ذوي القدرات الخاصة لمواصلة جهودهم في الحياة، معربًا عن سعادته البالغة بهم، متمنيًا لهم كل التوفيق والنجاح ، وتوجه ” السيسي” ، خلال كلمته باحتفالية اليوم العالمي لذوي القدرات الخاصة، بالشكر لأسرهم، قائلًا: “ربنا يجايزكم خير في اللي أنتوا بتعملوه” .
ووجه الرئيس، خلال الحفل الذي أقيم في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، برعاية الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية، بمشاركة وزارتي الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي، الشكر للحكومة وعلى رأسها وزارة الشباب وكذلك الإعلاميين وكل من ساهم في إعداد احتفالية اليوم العالمي لذوي القدرات الخاصة .
وشارك في الاحتفالية عدد من النجوم منهم أشرف عبد الباقي، وأمير شاهين، وعمرو يوسف، وشاركت الفنانة دنيا سمير غانم بغناء ” نفس الحروف”، كما تم تكريم عدد من النماذج الناجحة من ذوي الإعاقة، وافتتاح المعرض الخاصة بمنتجاتهم.
وأعلن الرئيس إن نسبة ذوي الإعاقة في مصر تتراوح ما بين 9 إلى 10%، مشيرًا إلى أن هذه النسبة كبيرة، داعيًا الله أن يحفظ مصر من كل شر وسوء من أجل أهلها، وخاصة ذوي القدرات الخاصة .
وأضاف “السيسي”، في كلمته باحتفالية اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة “قادرون باختلاف”، أنه اتخذ قرارًا بتخصيص 80 مليون جنيه من حساب صندوق ” تحيا مصر”، لدعم ذوي القدرات الخاصة، معربًا عن سعادته بمشاركتهم في الاحتفال بعامهم تحت شعار ” قادرون باختلاف” .
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن الاحتفال هو رسالة على أهمية تضافر الجهود الحكومية وجهود المجتمع الأهلي والقطاع الخاص لدعمهم، مضيفًا أن حديثه إليهم هو دليل على اعتزاز الدولة بهم كشريك أساسي في بناء المجتمع ونهضته.
وأكد الرئيس حرص الدولة على تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة؛ وخاصة المتفوقين منهم، تكريسًا لقيمة الاجتهاد والعمل الجاد، مشددًا على أن المجتمع الذي يقدر أبناءه وبناته هو الأقرب لتحقيق آماله .
وأوضح الرئيس، أنه من دواعي الفخر والسرور أن نرى أبناء مصر من ذوي الاحتياجات الخاصة يحققون العديد من النتائج المبهرة في مختلف المجالات، فالدولة لا تدخر جهدًا لدعمهم وتمكينهم من مواجهه التحديات والتغلب عليها، مشيرًا إلى أنه وجه الحكومة بتنفيذ مجموعة من الإجراءات لتوفير مزيد من الدعم والرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة .
وتابع: “يتم التوسع في توفير كود الإتاحة الهندسية لذوي الإعاقة في المنشآت الشبابية والمرافق والمنشآت السكنية، وأيضًا سيتم المساواة بين الحاصلين على ميداليات دولية من ذوي الاحتياجات الخاصة بأقرانهم الأسوياء في الجوائز المالية، كما سيتم توفير خدمات الصحة النفسية لهم في كل المستشفيات، وتوفير تأمين صحي شامل لهم على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أنه سيتم توفير الأجهزة التعويضية، وكل ما يلزمهم بأسعار رمزية .
وأشار الرئيس السيسي، إلى أنه وجه الحكومة بإعداد إحصاء شامل بأعداد ذوي الإعاقة ونوع الإعاقة ومجالات تفوقهم واحتياجاتهم من الدولة، مشددًا على أن وسائل الإعلام تعمل على زيادة الوعي بقضاياهم ومشاكلهم وأعبائهم وتقديم مادة إعلامية تناسبهم .
حقوق ومشاركة.. لا عطف وحنان
وللحق فإن الرئيس السيسي منذ توليه أمانة ومسئولية حكم مصر، وليس هذا العام فقط ، وهو يضع هذه الشريحة الغالية من أبناء مصر، التي طالما عانت من التهميش والإقصاء، فوق رأسه وليس فقط نصب أعينه، فلعلها المرة الأولى التي ينص فيها ويطبق تخصيص عدد من المقاعد البرلمانية لذوي القدرات الخاصة في مجلس النواب وذلك في اروع تفعيل لمبدأ تمكين هذه الشريحة الغالية على قلب كل مصري سواء في التعيين بالوظائف الحكومية، دون الاصطدام أو الاحتكام لأي عوائق مالية أو نقص في الميزانية .
وهو ما يكسر حواجز تخصيص نسبة معينة سواء 5% أكثر أو أقل ويضعنا في رحاب أوسع تتيح مشاركة ودمج هذه الشريحة من ذوي القدرات الخاصة في أروع صورة في المجتمع، لنحقق رسالة سامية أننا نحن الذن بأيدينا أن ندمج فعليا جميع أبناء الوطن في صنع حاضره ومستقبله، وجاءت النتائج مبهرة، حيث نجح أبطال مصر الرياضيين، من ذوي القدرات الخاصة، في إحراز 20 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية خلال منافسات بطولة إفريقيا التي استضافتها دولة الجزائر في الفترة من 8 أغسطس و حتى 13 من الشهر نفسه .
كما أنه وللمرة الأولى أيضاً يتم حفظ حقوق هؤلاء المواطنين في جميع مشروعات الإسكان الاجتماعي والبدء بهم في كافة مراحل الحجز للوحدات السكنية الجديدة المدعومة من الدولة ليتمكن ذوو القدرات الخاصة من الحصول على جميع حقوقهم وبأيسر السبل دون تعقيد أو حجج غير مقبولة حتى وصلنا إلى مرحلة دمج مذيعة من ذوي القدرات الخاصة في برنامج توك شو شهير على فضائية DMC .
ثورة على الإعاقة وتغيير نظرة المجتمع
عملياً .. نجحت الرؤية الشاملة التي أرسى قواعدها الرئيس عبد الفتاح السيسي في تغيير نظرة المجتمع والمواطنين لفئة المختبرين من الله ببعض الأمراض التي تحد من القدرة على ممارسة إحدى جوانب الحياة الطبيعية وذلك باطلاق جوانب التفوق في مواهب ونواح أخرى لهذه الشريحة .. وهو ما أثمر عنه تطور لفظة ومفهوم كثيرا ما كانت تنتقص من حقوق هؤلاء المواطنين .. فقديما كان يطلق عليهم لفظة قاسية هي ” المعاقين” .. وبمرور الأيام تم تعديلها إلى ” ذوي الإعاقة” وجميعنا ربما صادفنا كم كانت هذه الألفاظ تجرح هؤلاء المواطنين بل وتصيب أهاليهم بالحزن والمرارة وأحيانا تصل الأمور إلى حد الخزي والشعور بالذنب والعار لوجود أحد هؤلاء المبتلين في العائلة.. أما الآن .. وبعد أن حرص الرئيس على توجيه التحية لأسر هؤلاء فقد رحلت إلى غير رجعة جميع هذه المشاعر السلبية .
وفي رحلة البحث عن مسمى أكثر عدلاً ولطفاً تم إطلاق مصطلح ” ذوي الاحتياجات الخاصة” .. لكن عزيمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أبت إلا أن نصل إلى نسف جميع هذه التسميات المنتقصة لحقوقهم حتى وصلنا الى التعامل معهم من منطلق أنهم ” ذوي القدرات الخاصة” أو ” القادرون باختلاف” .. وهذا انجاز إنساني واجتماعي غاية في الروعة يفرض على جميع أجهزة ومؤسسات الدولة وضع كافة البرامج واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتحقيق الدمج الكامل والتأهيل المناسب لتفجير الطاقات الإبداعية لأبناء مصر .
الاستثمار في البشر
وتدلل كافة هذه الانجازات على منهج التفكير الحاكم للرئيس عبد الفتاح السيسي في إيجاد مجتمع ومناخ صحي لاستيعاب جميع أبناء الوطن دون تمييز أو محاصصة عقيمة .. فالهدف الأسمى مشاركة كل أبناء الوطن في بناء مجتمع قوي صامد أمام أي تحديات .. لذا تشهد مصر حاليا اهتمامًا كبيرا بذوي الإعاقة ، حيث يحرص الرئيس السيسي دائماً على التأكيد أن مصر تضع دائماً الاستثمار في بناء الإنسان على رأس أولوياتها ، ولهذا تم اتخاذ خطوات حثيثة لتعظيم الاستفادة من الطاقات الكبيرة لأبناء الوطن من ذوي القدرات الخاصة ، فجاء دستور 2014 ليكفل لهم حقوقاً غير مسبوقة ، وجاء تمثيلهم في البرلمان تمثيلاً مشرفاً يتيح لهم ممارسة جزء من حقوقهم ، بالإضافة إلى إعلان عام 2018 عاماً لذوي الإعاقة والذي شهد إقرار قانون خاص بهم، وذلك جنباً إلى جنب مع توجيه مجهودات مؤسسات الدولة المختلفة من أجل العمل على إدماجهم في استراتيجياتها للتنمية .
ويعبر التعامل الراقي الذي أبداه الرئيس السيسي مع متحدي الإعاقة عن تغير نظرة المجتمع لهم ويعكس الاهتمام الكبير الذي توليه جميع مؤسسات وأجهزة الدولة لتوفير سبل الحياة اللائقة لهذه الشريحة المهمة من أبناء المجتمع ، ولتحيا مصر بجميع سواعد أبنائها ليعيشوا كراماً في وطنهم .. وتحيا مصر .
