أرض الوادي .. حلم بلادي .. بقلم محمد ناقد
أرض الوادي .. حلم بلادي
“مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ” صدق الله العظيم ” حب ما تعمل واعمل ما تحب ” تجربة عايشتها ورؤيتها مرآي العين وعرفت من خلالها المعني الحقيقي للولاء والإنتماء وماذا يعني قيامك بعمل أمنت به وبالهدف منه “حب الوطن” لحظة بلحظة وعلي مدار أربع أيام متتالية وتحت درجة حرارة تراوحت مابين 55-58 درجة مئوية قمت بزيارة أرض الوادي الجديد التي تعد 44%من أجمالي مساحة مصر لنقل صورة أخري لأعلام أخر ونظرة تفائل وإعلام إيجابي لتليفزيون مصر الرسمي.
قبل الخوض وسرد تفاصيل الزيارة وزي المثل الشعبي القائل ” الجواب بيبان من عنوانه ” كان عنوان المحافظة منذ أن وضعت قدماي عليها اللواء أركان حرب محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد الذي يعد نموذجا حيا للإدارة الناجحة والتفاني في العمل والذي أشتهر بين مواطني المحافظة تواجده بالعمل منذ السابعة صباحا وعدم مغادرتها قبل الساعات الأولي من صباح اليوم التالي بين جولات ميدانية وتفقدية للمشروعات واحوال المواطنين تحت درجة حرارة لا يتحملها بشر.
في الوادي الجديد عرفت نخبة وخبراء إستيراتيجيين وشباب مصري من نوع أخر غير اللذى أعتادنا علي ظهورهم بالقنوات والإعلام المصري أصحاب الياقات البيضاء، أكتشفت نخبه تصارعت علي حب الوطن، نخبه في شق الطرق وتطوير البنية التحيتة، خبراء إستيراتيجين في بناء المحطات الكهربائية ومحطات المياة والصرف الصحي ومحطات الطاقة الشمسية، خبراء وشباب واعد في إستصلاح الاراضي الزراعية وتحويلها من رمال صفراء إلي أراضي خضراء.
بداية من أكبر مشروع لزيادة الثروة الحيوانية تحت رعاية محافظة الوادي الجديد وبمشاركة الصندوق الأجتماعي ومؤسسة ولاد بلدنا لتأهيل وتدريب الشباب علي تربية المواشي والاغنام بتمويل قدرة 275ألف جنية لكل شاب وتدريبة من خلال دورة تدريبية لمدة ثلاث أشهر علي الأسس العلمية لتربية المواشي بمشروع بأجمالي 12 الف راس ماشية بواقع ألفين راس في كل مرحلة علي سته مراحل بأجمالي تكلفة 165 مليون جنية قروض بفائدة 5% بواقع 27.5مليون جنية في كل مرحلة وهو ما يحقق صافي ربح للشاب يتراوح مابين 20 إلي 25 ألف جنية في نهاية كل مرحلة.
ثم حلم الملايين حلم الإكتفاء الذاتي من الذهب الأصفر “القمح” وإستصلاح عشرة الاف فدان ضمن مشروع إستصلاح المليون ونصف مليون فدان وما أن وقعت عيناي علي المساحة الصفراء وشبابنا يقوم بالحصاد تحت درجة حرارة 55 درجة مئوية لم أشعر سوي بنفسي وأنا أقوم بالحصاد معهم ليس لمفهوم الحصاد ولكن للحصول علي سنابل القمح للعودة بها لأولادي ولزملائهم والقول لهم هذا “القمح المصري” ها هو القمح الذي تسبب كثيرا في جعل مصر راضخة لطلبات بعض الدول وحرمنا من حرية أتخاذ القرار ” فمن لايملك قوت يومه لا يملك قراره” ولمست الفرحة في عيون شباب مصري من نوع أخر غير شباب الفيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعي لم اراه من قبل أنستهم فرحة الحصاد ما زرعته أيديهم رغم شدة حرارة الجو .
مدارس ومعاهد ازهرية ومحطات صرف صحي ومحطات مياة زيارة للرئيس الجمهورية مرتان في غضون أربع أشهر للمحافظة لأول مرة هذا ما تسابق علي سرده أهالي الوادي الجديد وفي عيونهم الفرحة من أهتمام الدولة من أعلي سلطة فيها رئيس الدولة بمحافظة الوادي الجديد بعد أهمال دام العديد من السنوات .
ثم كانت الجولة الأصعب لي شخصيا ولفريق عمل البرنامج المصاحب لي وهو حضور رصف طريق الفرافرة احدي مدن المحافظة والتي تبعد عن مدينة الخارجة 480 كيلو تقريبا أستغرق السفر لها مايزيد عن سبع ساعات متتالية لربط محافظة الوادي الجديد بمدينة ديروط بمحافظة أسيوط بأجمالى مسافة 310 كيلو متر بتكلفة أجمالية مليار ونصف جنية مصري تم انجاز 90% من الأعمال به والذي سيوفر وقتا ما يزيد عن خمس ساعات بين المدينتين كانت تهدر من وقت المواطنين وفرحة العمال برغم حرارة الجو مع مادة الزفت الذي يرصف به الطرق وسخونيته إلا أنهم أستحلفونا بأن ننقل فرحتهم لأهاليهم وطمأنتهم عليهم وأنهم جنود مصر تيني بالتوازي مع جنود مصر الذي يحملون السلاح ويحمون الأرض والوطن وكانت نهاية جولتنا بحضور تسليم ما يقرب من خمسمائة وحدة سكنية ريفية مقدمة من المحافظة لشباب الوادي والزغاريد تملأ المكان ومحافظ الوادي يقوم بتسليم العقود لهم بعد طول أنتظار واهمال وأختلطت دموع الفرحة بدموع الأمل والتفائل بمستقبل أفضل للوادي .
لم أفي تلك المحافظة التي سعدت بزيارتها حقها لأنها تحتاج لعدة كتابات ومقالات لسرد ما رأته عيناي وما سمعته أذني وشاء القدر قبل مغادرة المحافظة بساعات قليلة وآبي القدر أن نترك المحافظة دون ذكري بدت في بدايتها أليمة ولكنها أختتمت بسعادة بما شاهدته من صرح طبي أفتخر بتواجدة في بلادي وهي أصابةا أحد زملائي المرافقين لي وهو مخرج البرنامج والذي أصيب بضربه شمس نتيجة ما تحمله من مشقة التجول تحت هذه الحرارة القاسية وقع علي أثرها مغشيا عليه وتم نقله لمستشفي الوادي الجديد العام الذي حقق مقوله “رب ضاره نافعة” فشاء القدر لنشاهد نموذج لمستشفي عام لم أشاهده علي مستوي الجمهورية من قبل من نظافة وأهتمام وتواجد للأطباء وحسن معامله دون ان يتعرفوا علي شخصيتنا وكان خير ختام لزيارتنا أعلان اللواء محمود عشماوي محافظة الوادي الجديد خالية من الأمية .
كل الشكر والتقدير لأهالي الوادي الجديد وللواء محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد الذي ضرب نموذجا لنا للولاء والإنتماء وإنكار الذات وحب العمل حقا عاشت مصر وعاشت أرض الوادي حلم بلادي وتحيا مصر .
محمد ناقد