أردوغان .. بهلول أسطنبول
تقرير .. عادل محمد
يبدو أن أعصابه الباردة ومشاعره الحاقدة لم تحتمل المشهد التاريخي وهو يرى أكثر من 50 ملك ورئيس وأمير يتوافدون على أرض الكنانة مصر، التي احتضنت منذ يومين فعاليات القمة العربية الأوروبية والتي جاءت تحت شعار ” الاستثمار في الاستقرار” بمدينة السلام شرم الشيخ، فراح ” بهلول اسطنبول” رجب أردوغان يمارس هوايته الممقوتة بالغل والضغينة ضد مصرنا الغالية مهاجماً رئيسها وقائدها عبد الفتاح السيسي ومعلناً أنه ليس على استعداد للقاءه، ناسياً أو متناسياً أنه لا يمثل أي رقم من أي نوع في حسابات مصر الوطنية التي لا تتحرك إلا من منطلقات الحفاظ على الوطن الغالي والانفتاح على جميع دول العالم الراغبة في التعايش السلمي بعيداً عن الكيانات التي تستقوي بإيواء الإرهابيين واتخاذهم منصات هجوم على جيرانها .
رد مصري مزلزل
فما كان هجوم أردوغان خلال الأيام الأخيرة إلا نابعاً من شعوره بأن تنظيم مصر للقمة العربية الأوروبية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي هو بمثابة هزيمة حقيقية له ولتآمراته المفضوحة، وحسناً ما فعلته وزارة الخارجية المصرية التي وصفت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنها ” تنطوي على حقد وتعبّر عن مواصلة احتضانه لتنظيم الإخوان الإرهابي ومناصرته”.
حيث أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ إن أردوغان: ” يطل علينا مرة أخرى بأحاديث حول مصر وقيادتها السياسية، تنطوي بشكل جلّي على حقد، بل وتعبّر عن مواصلة احتضانه لجماعة الإخوان الإرهابية ومناصرتها”، مضيفاً ” إن مثل تلك المهاترات تأتي من جانب من قام بحبس وسجن الصحفيين الذين وصل عددهم إلى 175 صحفيًا وعاملا في مجال الإعلام، وذلك في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى وجود ما يزيد على 70 ألف معتقل سياسى داخل تركيا” .
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، في رده على تصريحات أردوغان إلى أنه وخلال الإسبوعين الماضيين فقط، جرى إصدار أوامر اعتقال بحق أكثر من 1400 مواطن تركي، وكذلك صدرت اجراءات عقابية ضد العشرات من الأكاديميين والصحفيين ورموز المجتمع المدني، وكذلك مجتمع الأعمال .
ونوه حافظ إلى الحكم الصادر مؤخراً ضد 16 شخصا بعقوبة السجن المؤبد، ومنهم المدافعون عن الحريات المدنية، إلى جانب عدد من الصحفيين المعارضين نتيجة ممارسة حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي .
واختتم حافظ قوله: ” إن ما اقترفه أردوغان قد امتد كذلك إلى الحكم بإدانة 27 أكاديميًا تركيًا، وذلك بسبب توقيعهم عريضة فى عام 2016، والتي تدعو إلى إنهاء النزاع المستمر لمدة 30 عامًا بين الدولة التركية والأكراد”، مشددًا على أن ” هذا السرد إنما يوضح عدم مصداقية ما يروج له الرئيس التركي” .
تاجر الدم المفضوح
وتشهد كافة المواقف أن ” أردوغان”، الذي كان يبيع في طفولته السميط التركي التقليدي في إسطنبول، ومنذ وصوله إلى سدة الحكم في تركيا في 28 أغسطس 2014، لم يتوان يوماً عن محاولة تأليب العالم ضد مصر انتقاماً من أهلها الذين أسقطوا حكم جماعة الإخوان الإرهابية وهو ما ظهر في جميع لقاءاته الإعلامية حيث دأب على كيل الاتهامات الباطلة ضد مصر واستئجار بعض المنظمات المدفوعة لتوجيه اتهامات مرسلة زائفة ضد مصر دون أي سند قانوني، في حين ترد مصر بكل قوة بالحجة والقانون والأدلة الدامغة على زور هذه الانهامات الباطلة .
وعلى طول الخط، ومنذ سقوط نظام حكم جماعة الإخوان في مصر، لا يخفي أردوغان كراهيته لمصر ولا يتوقف عن بخ سمومه ضدها خصوصاً بعد أن فتح حدود بلاده أمام فلول الإخوان الذين اتخذوا من اسطنبول عاصمة لإيواءهم ومنصة لمهاجمة كل ما يجري في مصر وتمويل فضائيات تفرغت لنشر الشائعات والتحريض على زعزعة الأمن والاستقرار في مصر والتهوين من أي إنجاز حقيقي على أرض الواقع .
تحريض وشماتة شيطانية
وليس بعيداً عن هذه الأدوار المشبوهة التي نظمها وأشرف على تنفيذها حاكم أنقرة حادث مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فوفق جميع التحليلات فإن أردوغان قاد أسوأ محاولة ابتزاز للمملكة العربية السعودية باستباق نتائج التحقيقات واتهام شخصيات نافدة في البلاط الملكي السعودي بالتورط في قتل خاشقجي، ودأبت الأبواق الإعلامية النكراء التي يمولها أردوغان على ترويج الأكاذيب والشائعات في محاولة مفضوحة ودنيئة للزج بأسماء متهمين .. بل وصلت الوقاحة مداها بنشر أخبار كاذبة أن ما وصفتهم بـ ” فريق اغتيال” الصحفي السعودي قد تلقوا تدريبات على تنفيذ عملية القتل في مصر، فإلى هذه الدرجة لا يخفي هؤلاء المغرضون كيدهم السيء ضد مصر المحفوظة برعاية الله .
ولا تكف هذه الفضائيات المفضوحة عن التحريض على تنفيذ جرائم عنف ضد مصر، بل وصلت الصفاقة إلى درجة أن المذيع الفاشل معتز مطر خرج بعد دقائق من كارثة قطار محطة رمسيس التي وقعت منذ ساعات شامتاً في وقوع ضحايا ومفسراً الحادث المؤسف بأنه استجابة ممن اعتبرهم ” أحرار مصر” بأنها ” صفارة الإنذار الأولى” للتضامن مع دعواته الإرهابية بنشر الإرهاب في مصر .
دعم دواعش سوريا
وفي واقع الحال فإن راعي الإرهاب حول العالم رجب طيب أردوغان لا يتوقف للحظة عن دعم حلفائه في تنظيم داعش بسوريا، لضمان ولائهم وعدم فضح دعمه السابق لهم بالمال والسلاح، وكذلك لتحقيق المزيد من المكاسب جراء وجودهم في منطقة خاضعة لنفوذه .
خطة أردوغان التي يسعى من خلالها إلى إعادة تقسيم النفوذ داخل سوريا بالتعاون مع داعش، تشمل توفير ملاذ آمن للدواعش الأوروبيين، يحمي أوروبا من مخاطر استعادتهم، وكذلك يخرجهم من المنطقة الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية، داخل النطاق الكردي، ونقلهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرته في شمال سوريا .
المراقبون يشيرون إلى أن أردوغان، يخطط إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من وراء إنشاء بؤرة إرهابية جديدة في شمال سوريا، أهمها ضمان وجود ما يتفاوض به مع المجتمع الدولي، بشأن مصير الأكراد، بعد هدوء الأوضاع في سوريا، بالإضافة إلى الحفاظ على نفوذه لدى الدواعش، باعتباره سيكون المسؤول عن توفير ملاذ آمن لهم، وحفظ حياتهم مما قد يتعرضون له من تنكيل إذا تحركوا خارج سوريا .
وفي النهاية تبقى كلمة
إلى كل “أردوغان” .. عليكم أن تعلموا جيداً أن ” القوادة السياسية” لا تزيد أصحابها إلا خسارة !!