ثقافة وفنونعاجل

أثري : متحف نجيب محفوظ يحظى بواجهة معمارية بديعة في قلب القاهرة الإسلامية

 

قال الأثري سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية: إن متحف الأديب العالمي نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب الأثرية سيحظى بواجهة تاريخية في قلب القاهرة الإسلامية، مشيرا إلى أن مجموعة محمد بك أبو الدهب بالأزهر تعد إحدى أهم المجموعات الأثرية الموجودة بالقاهرة.

وأشار الزهار – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة افتتاح المتحف اليوم – إلى أنه كعادة المفاجآت المحفوظية التي لا تنتهي، فأثناء الإعداد لمتحف الأديب العالمي نجيب محفوظ في التكية، اكتشفت وزارة الآثار اكتشافات أثرية مهمة منها صهريج للمياه، وهو عبارة عن خزان مياه تحت الأرض، حيث كانت المنطقة تستلزم وجود خزان مياه لتخدم على المنشآت طوال العام، حيث إن المبنى يحتوى على سبيل وحوض دواب.

وقال إن منطقة الجمالية بالقاهرة ترتبط باسم العالمي نجيب محفوظ والتي خلدها فنيا وإنسانيا وارتبط بها ارتباطا كبيرا، حيث يقول (عندما أمر في المنطقة تنسال على الخيالات، وأغلب رواياتي كانت تدور في عقلي كخواطر حيّة أثناء جلوسي في هذه المنطقة، يخيل لي أنه لا بد من الارتباط بمكان معين، أو شيء معين يكون نقطة انطلاق للمشاعر والأحاسيس، والجمالية بالنسبة إلي هي تلك المنطقة).

وأشار إلى أن المؤرخين يعتبرون أن قصة محمد بك أبو الدهب من القصص الدرامية التي تشبه حكايات أبطال الروايات، فهو واحد من من مماليك الأمير على بك الكبير الذي اشتراه عام 1175هـ، وقام بتعليمه وولاه وظيفة “الخازندار” أي المسئول عن خزائن الأموال السلطانية، وأصبح لقبه محمد الخازندار.

وأضاف أنه في عام 1765 منحه علي بك لقب أمير، ثم قلده “الصنجقية” في ذات العام، وقد أطلق عليه لقب (أبو الدهب) لأنه بعد أن لبس خلعة الإمارة نزل إلى داره مسرورًا وكان ينثر الذهب على الناس حتى دخل منزله.

وتابع قائلا ” لقد كان محمد بك أبو الدهب قائدا للحملة التي أرسلها علي بك الكبير إلى الشام واستولت على سوريا، وقد استمالت الدولة العثمانية أبو الدهب فخرج على سيده علي بك، وعاد بجيشه إلى مصر واستولى على القاهرة، وانفرد بحكم مصر عام 1773م حتى عينه السلطان العثماني في وظيفة شيخ البلد”، وأوضح أن أبو الدهب استولى على عكا بفلسطين عام 1775م، ومات بها بعد أصابته بالحمى فـي 1775م، ونقل جثمانه الى القاهرة ودفن بمقبرة أعدت له بجامعه.

وعن مجموعته الأثرية بجوار الجامع الأزهر الشريف..أشار إلى أن أبو الدهب شرع في بناء مجموعته التى تضم ” المسجد والمدرسة والتكية” عام 1187هـ 1703م، وتعد من المباني الأثرية فريدة الطراز والبناء والزخرفة والتكوين حيث تشكل كتلة معمارية بديعة تشرف على بقعة عتيقة من القاهرة وتمثل بدورها إرثا فنيا وثقافيا مميزا.

كما لفت إلى أن مسجد أبو الدهب، يعد من المساجد المعلقة، وهي نوع من المساجد يكون مرتفع عن سطح الشارع، وهو عبارة عن قبة يحيط بها ثلاثة أروقة مسقوفة بقباب أخرى أصغر من القبة الرئيسية، وتلك القباب محمولة على أعمدة رخامية، والمحراب في جنوب شرق المسجد أسفل القبة الرئيسية، وتم تكسيته بالرخام، بينما منبر الجامع مطعم بالصدف.

وأضاف أن المسجد يتميز بمئذنته الفريدة التي تقع في نهاية الطرقة الجنوبية وهي عبارة عن مئذنة مكونة من ثلاثة طوابق تنتهي بخمسة رءؤس وهي شديدة الشبه بمئذنة جامع الغوري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى