أثري: الفراعنة اشتهروا بكثرة عقاقيرها الطبية وابتكروا طرق العلاج البيئي
أكد الأثري على أبو دشيش عضو اتحاد الأثريين المصريين أن مصر القديمة اشتهرت بكثرة عقاقيرها الطبية ووفره سمومها ، فقد كان لدى الفراعنة معرفة جيدة بالأمراض وأنواعها ، ومن خلال ذلك ابتكروا طرق لعلاجها من البيئة وما فيها من أعشاب ونباتات ومواد عضوية ومعدنية .
وأوضح – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم – إن ( فارماكا ) في مصر القديمة تعنى “مانح الشفاء” ، ومن هنا ظهر مصطلح الصيدلة ( فارماسي ) ، مؤكدا أن طرقهم في العلاج لا تختلف كثيرا عن عصرنا الحالي ، خاصة بعد اتجاه العلم حاليا للعقاقير الطبيعية العشبية أكثر من غيرها.
كما أشار إلى أن المصريين القدماء عرفوا الكثير عن أعضاء جسم الإنسان و الأمراض المختلفة ، وظهر ذلك جليا لنا من خلال دراسة المومياوات المصرية والرسوم والنقوش الموجودة على جدران المقابر و المعابد ، مؤكدا أنهم عرفوا أن القلب يعد من أهم أعضاء الجسم وأنه مركز الانفعال ، وربما كانت هذه الاعتبارات هي الدافع الرئيسي الذي منعهم من عدم فصل القلب في عملية التحنيط ، فتركوه متصلا بأوعيته الكبرى ، بالإضافة إلى الجانب الديني ووزنه مع الرب “ماعت” إله الحق والعدالة.
وقال الأثري على أبو دشيش إن البحث في عقاقير قدماء المصريين ليس هينا لأننا لا نزال نجهل الكثير عن حياتهم ، حيث عرفوا الأدوية من أصل نباتي ومعدني وحيواني ، وكل ذلك يدخل في تركيب الوصفات الطبية لديهم ، فكانوا يستعملون النباتات وأوراقها وبذورها والفاكهة وعصيرها وجذورها ، لافتا إلى أن السائل الذي كانت تحضر فيه تلك العقاقير هو الماء أو اللبن أو النبيذ أو الجعة .
وأضاف أن وصفات العلاج عند الفراعنة تبدأ باسم المرض ، فقالوا مثلا علاج لقتل ثعبان البطن ، وعلاج لإيقاف الإسهال ، ولإنبات شعر الأصلع ، و كانوا في نهاية كل وصفة يذكرون طريقة التحضير سواء الغلي أم السحق ، وطريقة الاستعمال ، وهل يؤخذ الدواء ليلا أو نهارا و قبل أو بعد الغذاء ، وكانت الأدوية لديهم تترك تحت الندى طول الليل ، وهناك أيضا أدوية لا يتم تحضيرها إلا في أشهر معينة.
وأوضح عضو اتحاد الأثريين المصريين أن العقاقير في مصر القديمة كانت تنقسم إلى (نباتية ، حيوانية ، معدنية ) وفي متناول الجميع ، وكانت المراهم عبارة عن مزج العقار بدهن الحيوان فيما كانت ” المروخ ” عبارة عن مزج العقار مع زيت الزيتون أو زيت الخروع .
وعرض الأثري على أبو دشيش أهم العقاقير النباتية في مصر القديمة، ومنها العنب ، البلح ، الزبيب ، البطيخ ، التين ،الجميز ، الخيار ،البصل ،الكرات ، الثوم ،البسلة ، الزعفران ، والحبوب ، فيما يعد زيت السمك ،الضفدع ،الكبد ، عسل النحل ، السمك البوري ومرارة الماعز والعاج والقوقع من أهم العقاقير الحيوانية ، مشيرا إلى أنه من أهم العقاقير المعدنية والعضوية التي استخدمها المصري القديم الذهب ، الفضة ، الفيروز ، الصودا ،الجبس ،الخل ،الملح ، القطران ، واللازورد .
وأكد أن المتخصصين في علم الأعشاب في مصر القديمة كانوا دائمي التجول في الحقول والصحارى لجمع النباتات الطبية التي استخدموها في علاج الأمراض، كما قاموا بزراعتها في حدائق خاصة لتسهيل عملية العلاج .
وأوضح أن المصريين القدماء يرجع لهم الفضل في ابتكار النشادر بسحق أو حرق قرون الحيوانات ، وكان قشر الرومان من أهم العقاقير النباتية التي يقومون بوصفها لطرد ديدان المعدة ، وجذور الرمان لقتل دوده الإسكارس ، كما كان لشجرة الخروع الدور والبارز والفعال في علاج الجروح وإنماء الشعر .
وأضاف عضو اتحاد الأثريين المصريين أنهم وصفوا أيضا كبد الثور المشوي لعلاج العشي الليلي ، وثمرة النبق لعلاج الصرع ولعلاج الكبد ومسكنا موضوعيا ، كما تم استخدام التمر هندي لعلاج المثانة وإزالة ألم البطن على شكل جرعات عن طريق الفم واستخدمه كدهان لعلاج ألم أسفل الظهر والصداع والسعال ، فيما وصفوا التين لعلاج الأمراض الصدرية والجلدية ، و استخدموا الحبة السوداء لعلاج أمراض الجهاز الهضمي ، و العسل لعلاج التهاب العينين ولتحسين الأبصار وعلاج الحروق.