أبطال الشرطة.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
افتتاحية بروباجندا
أول الكلام.. ما أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأنام حين قال: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله).
فمن يتأمل دلالات هذا الحديث الشريف سيدرك على الفور قيمة وحجم المكانة السامية والمنزلة العظيمة التي كرم الله بها رجال الأمن، حيث جائتهم البشرى أنهم في أمان من النار وفي رحمة ونعيم الله جل وعلى، فما أعظمها من بشرى لرجال أخذوا على عاتقهم السهر لينام غيرهم في أمان ، التضحية بالروح والدم وكل غال ونفيس للحفاظ على مقدرات وثروات الوطن.
وتتداعى هذه الأفكار على عقل وقلب كل محب لتراب هذا الوطن وخصوصاً هذه الأيام التي توافق احتفالات مصر بالذكرى الـ73 لأحداث 25 يناير 1952 (معركة الإسماعيلية)، والتي أظهرت البطولات النادرة لرجال الشرطة المصرية البواسل والذين خاضوا معركة من أشرس المعارك ضد جيش الاحتلال البريطاني ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 130 شرطيًا بذلوا دمائهم الطاهرة فداء لوطنهم وأهلهم.
ومنذ ذلك الحين، تحولت هذه الذكرى الخالدة إلى ملحمة بطولية وفدائية راسخة في ذاكرة كل مصري تجسد أسمى معاني التضحية والفداء والشهامة والبطولة والتي تشكل منظومة الفكر والعقيدة في نفوس كل رجل شرطة مخلص يضحي براحته ويعرض حياته للخطر لحماية وتأمين مقدرات الوطن وليصون أرواح وممتلكات كل أبناء مصر الأوفياء.
ولم تنقطع يوماً تضحيات رجال الشرطة البواسل، فمنذ ساعات دفع العقيد فتحي عبد الحفيظ سويلم، من قوة مديرية أمن الفيوم، حياته ثمناً لقيامه بواجبه الوطني على يد أحد الموتورين بأحد البنوك بمحافظة الفيوم.. ليضرب مثلاً جديداً في التضحية والفداء مقابل تأمين المنشآت والحفاظ على حياة وأمن المواطنين.
ويوم بعد يوم تتوالى بطولات رجال الشرطة على النحو الذي شهدناه في مشاركة أبطال القوات المسلحة في معركة تطهير سيناء من التنظيمات الإرهابية والتي خاضها أبناء مصر الشجعان وسط الجبال لاصطياد العناصر الإجرامية التي كانت تسعى لتأسيس ولاية منفصلة تكون بمثابة منصة انقضاض على كل مدن ومحافظات مصر، في تهديد خطير لسيادة الدولة وتقسيم وحدة أراضيه على النحو الذي نشهده حالياً في عدة دول حدودية.
ولعل هذا ما يدفع الرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي لعدم تضييع أي فرصة في كل لقاء للتأكيد على أبناء مصر بالحفاظ على بلدهم، وصدقاً ما كان يردده الرئيس: “البلد اللي بتروح ما بترجعش”.
فروح وريحان على كل شهيد، وسلام وتحية لكل بطل من رموز الشرطة المصرية الأبية.
كلمة أخيرة
تعيش مصر في أمن وأمان بفضل الله تعالى الذي أنعم عليها بأبطال شجعان، فبعزمهم وإخلاصهم تبنى الأوطان وكما قال الرئيس السيسي: “بفضل الله وعزه وقوته محدش يقدر يقرب من البلد”.