نقابة المادة 19 !! .. بقلم إيمان إمبابى

نقابة المادة 19!!
أكتب فى تلك اللحظة لضميرى ولكلمة الحق فى وقت صعب.. إفتح قوسا.. واطرح فيه كل تساؤلاتك المرة حول “اقتحام” الشرطة لنقابة الصحفيين.. مع أن اللغة تحدد الاقتحام بالعنوة والعنف.. واصرخ هاتفا ضد الداخلية.. وضد الدولة.. و”دلس” على الشعب – الغاضب منك أصلا – بالحديث عن الحريات.. والقمع.. وانس تماما أنها نقابة آوت اثنين صادر بحقهما أمر ضبط وإحضار.. فى سابقة هى الأولى من نوعها طوال 75 عاما هى عمر النقابة.. قل ما تشاء داخل القوس المفتوح.. ثم إقفل القوس.. ولذ بالصمت.. لأننى سأتحدث فى أشياء لن تكون على هواك!!
بعد مرور 75 عاما على تأسيسها.. تسطر نقابة الصحفيين سطرا قاتما, تصم به تاريخها المشرف.. نقابة الورقة والقلم هوت بسرعة مذهلة فى هوة لا علاقة لها بالعمل النقابى أو المهنى المرتبط دائما بالصحافة.. طمست – عمدا – تاريخا مشرفا لنقباء بذلوا من الجهد والعرق بشرف من أجل مهنة, دمرها أولئك الذين صاروا نجوما على شاشات الفضائيات أو فى ساحات نضال سياسى مزعوم!!
نقابة طوت صفحة الاهتمام بأعضائها.. وصارت تهرول وراء مجموعة من الصغار.. لا هم أعضاء ولا علاقة لهم بالمهنة.. يعملون فى “بوتيكات” مريبة يقال لها مواقع إلكترونية.. مجهولة الهوية.. مجهولة مصادر التمويل.. دائمة النقل عمدا – فى معظمها – عن وكالات أنباء دولية صارت سمعتها فى المهنة تحت الصفر.. ليس أولها رويترز وليس آخرها بى بى سى.. أيقونة “الموضوعية الكاذبة” التى صدعنا بها مدعو المهنية!!.. ولمن يرغب فى التحقق من نوع الموضوعات التى تنشرها تلك الوكالات.. عليه الدخول على مواقعها الإلكترونية.. ولعله من المفيد التذكير بأحد هذه المواقع الذى نقل عن بى بى سى تقريرا عن انشقاق داخل الجيش المصرى.. نشره ناشط حقوقى “لامؤاخذة”.. يعرف نفسه بأنه صحفى “لامؤاخذة”.. انتفض “بان كى مون” الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا “قلقا” بشأنه.. إسمه حسام بهجت!!
بعد 75 عاما هى عمر نقابة الصحفيين.. صار أمرا عاديا أن يتعرض عضو لنقابة الصحفيين للمرض.. فلا يكون من سبيل أمامه للعلاج إلا أن يهب زملائه للتبرع لجمع نفقات علاجه.. فى العام الماضى فقط, وفى مؤسستى التى كانت عريقة – الأهرام – فقط هاجم السرطان ثلاثة من زملائى.. وكفاكم الله وكفانا جميعا قسوة التكلفة الباهظة للعلاج أو الجراحة.. تكفل بهم زملائهم.. لم تهتم بهم مؤسسة أو نقابة.. ولا حتى بالمجاملة العاجزة.. برقية تهنئة بالشفاء.. أو صحبة ورد على باب غرفة المستشفى.. أو زيارة من فرد واحد من 12 عضو مجلس نقابة.. صدعوا رؤسنا بالحريات!!
بعد 75 عاما فى عمر نقابة الصحفيين.. أغلقت النقابة ملف المهنة.. لا تدريب لأعضائها.. ولا محاسبة على أخطاء.. ولا اهتمام بتردى أوضاع المؤسسات التى يعملون بها.. لا أفكار لتنمية موارد النقابة.. ولا احترام لحقوق 8 آلاف عضو يدفعون اشتراكا سنويا.. ينفق منه دون وجه حق على جولات خلف أولئك من العاملين فى “البوتيكات الإلكترونية” إياها.. فى أقسام الشرطة التى يدخلونها خارقين للقانون.. بحجة الدفاع عن الحريات.. نقابة اختزلت كل أدوارها المهمة للمهنة والعاملين بها.. إلى نقابة الحريات.. الحريات فقط.. إختار مجلس النقابة الحالى من 30 مادة ضمها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان.. مادة واحدة فقط.. هى المادة 19.. حرية الرأى والتعبير.. لتتحول النقابة بإرادتها إلى “نقابة المادة 19”.. وفقط!!
بعد 75 عاما لنقابة الصحفيين.. اختار مجلسها أن يحولها إلى حزب سياسى ومنظمة حقوقية فى الوقت ذاته.. تمارس أدوارها بالحنجرة عبر شاشات الفضائيات.. يديرها – فعليا – وكيل يفخر بأنه من الاشتراكيين الثوريين.. إرجع لأفكارهم التى يمتلىء بها “اليوتيوب”.. يرأس تحرير موقع إلكترونى – مجهول التمويل أيضا – يستقى مادته من الوكالات الدولية التى أوردناها سالفا!!
إنس مشكلات مئات الصحفيين داخل مؤسساتهم.. المكدسة بها شكاوى على مكتب نقيب الصحفيين.. فالمجلس يحتضن النشطاء.. إنس حقوق أعضاء النقابة المهدرة فى مؤسساتهم.. فالمجلس مشغول “بالحريات”.. إنس المهنة فالمجلس “سحقها” بحذائه عمدا.. فللفضائيات بريق.. ولتمويل “البوتيكات الإلكترونية” أولوية.. والمصالح فوق المهنة.. وفوق النقابة.. وفوق الوطن أحيانا!!
إيمان إمبابى
مقال مهم ينم عن رؤية صحفية حقيقية، لا تتعاطي المراهقة السياسية وتخلطها بالمهنة
برأيي من يخلط مراهقته السياسية بالمهنة الصحافية هو أبعد ما يكون عن هذه المهنة
النقابات كيان خدمي يهتم بالمهنة وليست أحزاب سياسية
تحياتي أستاذة إيمان إمبابي
# معا_لإلغاء_نقابة_تحولت إلى حزب سياسي