من الاخر .. بقلم : قدرى الحجار
الشباب ونصر اكتوبر
التاريخ لن ينسي الانتصارات المصرية خلال حرب الاستنزاف فهذه الحرب غيرت وجهة النظر الحربية خاصة في القوات البحرية فبعد نجاح القوات البحرية المصرية في تدمير ميناء إيلات استبدلت جيوش العالم كله المدمرات والقطع الكبيرة بالزوارق واللنشات الخفيفة وان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أعطي الأولوية القصوى لإعادة بناء القوات المسلحة بعد نكسة 1967 وإعادة تسليحها وإثبات زيف إدعاء العدو بأن القوات المسلحة المصرية انتهت ولذا كان الرد المصري سريعا جدا علي هذه الإدعاءات فهاجمت 24 طائرة مصرية مواقع العدو في سيناء في أكتوبر 1967 وضربت قواعده وعادت كلها سالمة ، وعندما حاول الإسرائيليون التحرك شمالا للاستيلاء علي بورتوفيق ورصدوا لها قوة مدرعة كبيرة تصدت لها وحدة من قوات الصاعقة المصرية ودمرت أسلحتهم واضطرتهم للانسحاب بعد الهزيمة في رأس العش
كما أن قوات الاستطلاع نجحت في إعطاء القوات المسلحة المصرية صورة كاملة عن العدو الصهيوني ونقاطه الحصينة وأماكن تجمعه ومطاراته وأسلحته وأنواعها وعدد جنوده وأوقات راحتهم حتي إن كل جندي مصري شارك في الحرب كان لديه صورة كاملة عن أهدافه وعد جنود العدو فيها .
إن حرب أكتوبر تجسد عدة مقومات، أهمها أن الثقة بالنفس تعد الركيزة الأساسية لاجتياز أصعب المواقف، وأن النجاح لا يتحقق إلا بالعمل الجاد المستمر وبالدراسة العلمية المتعمقة للأمور والإرادة والتصميم علي تحقيق الهدف، بالإضافة إلى الفخر بتفوق الجيش المصري بقدراته وتحقيق النصر في حين اعتمد الجيش الإسرائيلي بشكل كامل على الدعم الخارجي.
ومصر الان تنتقل لمرحلة جديدة ومهمة في تاريخها، هذه المرحلة تستوجب من الجميع شعباً وقيادة، عدم الالتفات للوراء، كما تستوجب نزع مشاعر الكراهية والانتقام من القلوب، والسعي بجدية نحو البناء والتعمير والإصلاح وتجاوز مخلفات الماضي، وذلك من أجل مصر واستقرارها ومستقبلها، ومن أجل استعادة مكانتها ودورها وأن الشباب هم جوهر البقاء لمصر فهم من يقاتلون في الخطوط الأولى وهم من قدموا مفاهيم جديدة على البشرية كلها، في صناعة التاريخ واستخدم هذا الشباب أدوات عصره ببراعة فائقة، وبشكل حضاري متميز، واستطاع أن ينتزع من الجميع الاحترام الكامل، والاعتراف بقدرة الأجيال الشابة على تحقيق المستحيل وجعلنا نتنفس نسائم الحرية مع احتفالات اكتوبر.
قدرى الحجار