آراءشويّة دردشة

مصل التسامح| بقلم لواء اح اسامه راغب

لا يقوى علي التسامح الا من يمتلك بداخلة الرحمة ولا يمتلك الرحمة الا انسان ذو حكمة .. والحكمة تقوي العزيمة وتمنح قوة العقل والارادة .. سؤلا افتراضيا هل تريد سلام النفس ؟ نعم وأكيد فاذا كنت تريد السلام فليس هناك غير التسامح لانه الطريق الاوحد للسلام.

سؤلا اخر .. هل تريد السعادة ؟ وايضا العقل الهادئ وحسن الغاية والقيمة والجمال الذي يتخطي هذا العالم التسامح افضل اشكال الحب .. فكما يتطلب الامر شخصا قويا لتقديم الاعتذار .. يتطلب شخص اقوي كي يسامح.

تمر مصر بل العالم كله بازمة غير مسبوقة الا وهي الاصابة بفيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19) وهذه ليست بازمة وانما قد تصل الي كارثة لا يعلمها الا الله عز وجل .. هناك دول استنفذت كل اجراءات الوقاية وايضا العلاج واعلنت لا يبقي الا العناية الالهية .. واصبح العالم يعيش الازمة بحالة من التاهب وهناك شعوب في حالة رعب بل حالة زعر وفي النهاية نحن والجميع نرفع ايدينا الي السماء ونقول يا رب .. فالحياة قصيرة جدا .. لا تستحق الحقد والحسد والبغض .. وقطع الارحام .. غدا ستكون ذكري فقط وبدون استاذان ابتسموا وسامحوا من اساء اليكم .. سامح فانت ايضا اخطات في يوم ما فاعفو واصفحوا.. التسامح والعفو خلق اسلامي وانساني .. التسامح اكبر مراتب القوة وحب الانتقام احد مظاهر الضعف .. فالنفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح .. وصغار العقول يرون الاعتذار مهانة .. اما كبار العقول فيرون الاعتذار رقيا وتسامحا .. والتسامح خلق فينا بالفطرة فلماذا لا نحافظ عليه.

ان الاوان في ظل هذة الازمة التي تكاد تجعل البشر في حالة من التوتر والهلع ان نقول .. فاصفح الصفح الجميل والكاظمين الغيظ .. والعافيين عن الناس ان الله يحب المحسنين.

علمتني الازمة ان اجعل قلبي مدينة بيوتها المحبة وطرقها التسامح والعفو وان اعطي ولا انتظر الرد علي العطاء وان اصدق مع نفسي قبل ان اطلب من اخر ان يفهمني وعلمتني الحياة ان لا اندم علي شئ وان اجعل الامل مصباحا يرافقني في كل مكان.

لا استطيع ان اقول شكرا كورونا او برافو كورونا لانه فيروس فتك واصاب الكبير والصغير الغني والفقير الامير والغفير وهذا شئ مؤلم للبشرية جمعاء ولكن هذا الضرر الذي اصبح حديث العالم والذي بسببه اغلقت الكعبة والمساجد وكذا الكنائس وكل دور العبادة.

ولكن اقول استطاع الفيروس صغير الحجم الذي لا يري بالعين المجردة وانما يري بمجهر دقيق الرؤية .. استطاع ان يفيق الجميع وسوف يرتب العالم بشكله الجديد الذي يجب ان يكون هذا العالم، يتناسب مع الانسانية والرحمة وعدم التجبر والتواضع ومصالحة النفوس وفرض الاخلاق والقيم التي بعثت جميع الاديان السماوية من اجل ذلك.

واذا نظرنا الي عنوان المقال الا وهو مصل التسامح .. فالمصل لا يؤخذ الا للوقاية اولا واحيانا للعلاج او لرفع جهاز المناعة للانسان ولكن هنا يؤخذ لكي يحث علي التسامح اي يرفع جهاز التسامح الادمي الا وهو القلب.

فان القلوب التي تسامح كثيرا .. وتصبر طويلا .. وتتنازل دوما، هي القلوب التي قررت ان تكون نقية بيضاء لا تحمل ضغينة لاحد ولا تحمل الا الخير والعفو .. والتسامح دائما نصف السعادة .. لان التسامح هو الزهرة التي تلقي بعطرها علي من يقطفها .. والتسامح ليس مكرمة تقدمها للاخرين بقدر ما هو وصفة لراحة القلب نقدمها لانفسنا لان التسامح اقتصاد القلب يوفر تفقات الغضب وتكاليف الكراهية وازهاق الارواح.

يعد التسامح من الصفات النبيله التي تساعد علي نشر المحبة بين الناس وتقضي علي العداوة والبغضاء والاحقاد والغل وتعزز اواصر الود والمحبة وسلامة النفس بين شعوب العالم وننتهي من مصطلح الحروب شكلا وموضوعا ونوفر نفقات الحروب لاصلاح البشرية، لان نفقات الجيوش لم تحمي الدول من فيروس كورونا الذي انهك موازنات الدول وخاصة الدول التي تصنف نفسها بـ الدول العظمي .. اي عظمي امام جند الله اذا اراد الله عز وجل ان يفيق الخلق ويحقق العدل بين البشرية.

بعد ان اصبح فيروس كورونا ولي امر الكون اصبح المصل الوحيد للتلقيح ضده هو فقط مصل التسامح فهذا العنوان له رؤيه عميقه وعبقريه لان من اقوي اسباب رفع جهاز المناعه للانسان ان يكون نقي القلب متسامحا .. لا يحمل ضغينه لاحد، لا يكره احد، يترفع عن الصغائر .. يسمو في كل تصرفاته .. لاينظر للاخرين الا بعين الحب والود ويعلم ان الله عز وجعل اعطي كل انسان كل مايستحق، ان يكون راضيا دائما حتي ولو في البلاء والابتلاء وهذا لايتم الا بالتلقيح بأقوي مصل ضد فيروس كورونا وهو مصل التسامح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى