افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

مصر والإمارات .. أنشودة حب على أوتار السياسة

تقرير .. عادل محمد

من قال أن السياسة بلا أخلاق .. فما أروع إخلاص النوايا وصدق العمل لكي تحيا شعوبنا في وطن آمن يستحق الخير الوفير .. ونحفظ أهلنا وبلادنا من الأطماع والتآمرات، لعل هذا هو العهد والميثاق الذي يحكم العلاقة الراقية بين الشعبين المصري والإماراتي منذ عشرات السنين .. ولعله مما يفسر استدامة هذه العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين قيامها على هدف أساسي مفاده صالح الأمة العربية انطلاقاً من ثوابت قومية لا تقبل المساومة أو الترهل .

ولأن الشدائد والمواقف الحاسمة هي خير معين على فرز الصديق من العدو .. فكانت حرب العاشر من رمضان هي أقوى محك ظهر فيه المعدن النفيس للدول العربية، وفي القلب منها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يسطر التاريخ بحروف من نور صفحات مشرقة عكست العلاقات المتينة التي جمعت بين مصر ودولة الإمارات التي ساندت مصر في العديد من المناسبات الهامة والفارقة، فلم يكن الدعم الذي قدمته الإمارات لمصر في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 إلا امتداداً لذلك المشوار الطويل من العلاقات الثنائية المميزة، فكان الدعم والمساندة الإماراتية لمصر خلال حرب 6 أكتوبر 1973 أهم البصمات التي تركت أبلغ الأثر في نفس كل مصري تقديراً لدور دولة الإمارات العظيم، وجعلت من اسم المغفور له الشيخ زايد محفوراً بقلب كل مصري وعربي .

فبالرغم من أن الإمارات لم تكن الدولة العربية الوحيدة التي قدمت الدعم لمصر خلال حرب أكتوبر 1973، حيث قدمت معظم الدول العربية الدعم والسند العسكري والمادي والمعنوي في موقف تجلت فيه روح العروبة، إلا أن مواقف مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت متفردة، وظلت كلماته تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، حيث قال ” إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي” ، وهو ذات الموقف الذي عبر عنه الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي بمقولته الشهيرة : ” مسافة السكة” في أقوى رسالة على حرص مصر قيادة وشعباً على أمن وسلامة الشعوب العربية كافة والإمارات على وجه الخصوص .

وتعكس الزيارات الدافئة المتبادلة بين الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، والرئيس عبد الفتاح السيسي تزايد وتعميق الروابط التاريخية والوطنية بين الشعبين المصري والإماراتي ووحدة المواقف والمصير وهي من أهم علامات قوة العلاقات بين البلدين الشقيقين إضافة إلى وقوفها في وجه كافة المحاولات الدنيئة لزعزعة استقرار المنطقة .

حيث تربط مصر ودولة الإمارات علاقات وثيقة مبنية على التكاتف والدعم المشترك في القضايا والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية والعالمية، لاسيما محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، كما يتبنيان مواقف متشابهة تجاه الأزمات الإقليمية في سوريا والعراق وليبيا واليمن، ومواجهة التدخل الخارجي في شئون بعض الدول العربية لفرض أجنداتها .

تاريخ من الدعم

وكانت مصر من أولى الدول التي أيدت الاتحاد الإماراتى فور إعلانه عام 1971، كما ساندت دولة الإمارات مصر في حربها عام 1973 من أجل تحرير أراضيها، ومن أولى الدول التي دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو وساندت مصر في تنفيذ خارطة الطريق .

وامتد الدعم الإماراتى للاقتصاد المصرى، حيث ساندت قرار تعويم الجنيه المصري، واتخذت شركة موانئ دبي قرارا تاريخيا بإلغاء التعامل بالدولار على الخدمات الأرضية والتعامل بالجنيه المصري من فبراير 2016، كما قدمت الإمارات العربية المتحدة وديعة مالية إلى مصر قدرها مليار دولار لدى البنك المركزي المصري لمدة 6 سنوات لدعم سوق الصرف في مصر .

وعلى الجانب الفكرى ساهمت مصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات .

الشراكة الاستراتيجية

تقوم العلاقات المصرية الإماراتية على أساس الشراكة الاستراتيجية لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة التحديات الإقليمية الراهنة التي تشهدها المنطقة، وقد تعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسئوليها على جميع المستويات للتنسيق حيال تلك التحديات، ففى عام 2008 تم التوقيع على مذكرتي تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين، تنص مذكرة المشاورات السياسية على أن يقوم الطرفان بعقد محادثات ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن أجل المزيد من التنسيق المشترك، تم الاتفاق في فبراير 2017 على تشكيل آلية تشاور سياسي ثنائية تجتمع كل ستة أشهر مرة على مستوى وزراء الخارجية والأخرى على مستوى كبار المسئولين .

وقد شهدت العلاقات السياسية بين مصر والإمارات دفعة قوية عقب ثورة 30 يونيو حيث أيدت أبوظبي تولي المستشار عدلي منصور رئاسة مصر، وأكدت دعمها الكامل والمستمر للشعب المصري في تنفيذ خارطة الطريق، التي أعلنتها القوات المسلحة بمشاركة القوى السياسية والدينية، وتبادل الطرفان الزيارات رفيعة المستوى، كما لعبت الدبلوماسية الشعبية المصرية دورًا في دعم العلاقات مع أبوظبي، حيث أعربت عن تقديرها وشكرها لموقف الإمارات الداعم للقاهرة في محاربة الارهاب والفكر المتطرف .

العلاقات الاقتصادية

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات تقاربًا وتعاونًا ودعمًا واستثمارًا بعد ثورة 30 يونيو، فالإمارات كانت على رأس الدول العربية التي أيدت الثورة المصرية وبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار في إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت اثني عشر مليار دولار، ثم واصلت دعمها للاقتصاد المصري بعد توقيع اتفاقية مساعدات خلال شهر أكتوبر 2013 بقيمة أربعة مليارات وتسعمائة مليون دولار شملت منحة بقيمة مليار دولار وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى، إضافة إلى المشاركة في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في قطاعات اقتصادية أساسية في مصر من بينها بناء خمس وعشرين صومعة لتخزين القمح والحبوب بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لمصر وإنشاء أكثر من خمسين ألف وحدة سكنية في ثماني عشر محافظة وبناء مائة مدرسة، إضافة إلى استكمال مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحي والبنية التحتية .

كما ساندت دولة الإمارات الاقتصاد المصري عقب قرار تعويم الجنيه، مما اضطر شركة موانئ دبي السخنة، وهي إحدى كبرى الشركات التي تمتلك موانئ على مستوى العالم، فى اتخاذ قرار تاريخي بالبدء من أول يوم فى شهر فبراير 2016، بإلغاء التعامل بالدولار على الخدمات الأرضية المقدمة لأصحاب ومستلمي البضائع والمقدرة بالدولار الأمريكي، والتعامل بالجنيه المصري، كما قدمت الإمارات العربية المتحدة وديعة مالية إلى مصر قدرها مليار دولار لدى البنك المركزي المصري لمدة 6 سنوات لدعم سوق الصرف في مصر .

وفى 21 أبريل عام 2016 فى إطار التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين ومن منطلق موقف دولة الإمارات الثابت في دعم مصر وشعبها لتعزيز مسيرة التنمية المصرية وتقديرا لدور القاهرة المحوري في المنطقة، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعمًا لمصر، ملياران منها وجهت للاستثمار في عدد من المجالات التنموية في مصر، وملياران وديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي المصرى ، وتحتل الإمارات المركزَ الأول دوليًا وعربيًا من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، متجاوزة الـ 6.2 مليار دولار .

التعاون العسكرى

تؤكد القيادة المصرية دائمًا أن أمن مصر القومي مرتبط بأمن منطقة الخليج العربي عامة وبالإمارات خاصة، وهو ما ظهر جليًا في تصريحات القادة العسكريين في مصر أو مؤسسة الرئاسة، إذ طفت أهمية مناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية في مجال التعاون العسكري، وتطويرها خلال زيارات متبادلة بين وفدي البلدين في العديد من المجالات، و ” إحداث نقلة نوعية في العلاقات العسكرية” بين مصر والإمارات .

وفى 25/7/2018، انطلقت فعاليات التدريب البحرى المشترك ” استجابة النسر 2018″ الذى تجريه وحدات من القوات الخاصة البحرية لكل من مصر وأمريكا والسعودية والإمارات ويستمر لعدة أيام بنطاق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر، وتشارك به كل من المملكة الأردنية الهاشمية وباكستان وكوريا الجنوبية بصفة مراقب .

وفى 11/4/2018، انطلقت فعاليات التدريب البحري المصري الإماراتى المشترك “خليفة 3″، والذى استمر لعدة أيام بقاعدة البحر الأحمر بمشاركة عناصر القوات البحرية وعناصر القوات الجوية لكلٍ من مصر والإمارات بالمياه الإقليمية المصرية .

أما فى 14/3/2017، بدأت فعاليات التدريب المصري الاماراتي المشترك ” زايد 2″، الذي شاركت فيه عناصر من القوات البحرية والجوية والبرية من الجانبين، والذي يأتي ضمن الخطة السنوية للتدريبات المشتركة للقوات المسلحة، وفي إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين .

وتأتي هذه التدريبات العسكرية جاء التدريب تأكيدا على تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك التي تربط البلدين الشقيقين لصقل مهارات العناصر المشاركة وتبادل الخبرات بين الجانبين، بما يسهم في تحقيق أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالى لمجابهة جميع المخاطر والتحديات التي قد تستهدف المساس بالأمن والاستقرار بالمنطقة .

كما ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة بفاعلية كبرى في مؤتمر “إيدكس 2018” الذي نظمته مصر خلال الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر العام الماضي 2018 بهدف دعم وتعزيز الصناعات العسكرية وتم توقيع عدد من الاتفاقيات الواعدة بين البلدين الشقيقين في مجال التسلح وتصنيع الذخيرة ورفع كفاءة وصيانة المعدات العسكرية بأيد مصرية .

الأمن والقوة

كما أن أمْنَ وقوة واستقرار مصر هي عواملُ حيوية لأمنِ وقوةِ واستقرار المنطقة، فضلاً عن العلاقات الأخوية التاريخية الممتدة التي تجمع مصر بدولة الإمارات. ولم تتغير علاقات الإمارات بمصر طوال العقود الماضية، ولكنها فترت في عهد المعزول محمد مرسي، وهي فترة كانت سحابة صيف عابرة، فلم تلبث أن اختفت لتعود العلاقات أقوى مما كانت عليه سابقاً .

والإمارات كانت من أولى الدول التي دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، وتعدد الزيارات بين البلدين، يؤكد تميز العلاقة ودعمها بكل السبل .

وتكتسب الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين أهمية كبيرة، حيث تعمل الدولتان معاً من أجل ترسيخ ونشر الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وكذلك دعم كل الخطوات والتحركات من أجل خدمة الأمة العربية ومصالحها، حيث يقدم البلدان معاً نموذجاً يحتذى به، وواجهة مشرفة للدول التي يربطها المصير المشترك .

وتحرص دولة الإمارات، ومن خلال سياستها مع جمهورية مصر العربية على بناء علاقات أخوية متميزة ترقى إلى حجم الآمال والتطلعات لشعبي البلدين، كما يحرصان على توافق الرؤى السياسية خصوصاً في ما يتعلق ببناء صرح عربي قوي قادر على مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية، والعمل على تحقيق طموحاتهما في عيش آمن ومستقر ومزدهر يمتد إلى كل دول المنطقة بعيداً عن أي تهديدات خارجية .

وتتميز العلاقات الثنائية بين البلدين بالعمق والرسوخ من خلال التعاون في شتى المجالات، وتعزيز العمل في المشروعات التنموية التي تقود قاطرة الاقتصاد المصري إلى النهوض وخلق فرص العمل للمواطن المصري .

أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

* خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ـ حاكم إمارة أبوظبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية .

* سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس الدولة .

* محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي – نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة – رئيس المجلس التنفيذي .

* سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة والقائد العام لشرطة أبوظبي .

* حمدان بن زايد آل نهيان ممـثل الـحاكم في المنطقة الغربية .

* هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني – رئيس مجلس أبوظبي الرياضي – الرئيس الفخري لإتحاد الإمارات لكرة القدم – النائب الأول لرئيس نادي العين الرياض الثفافي – النائب الأول لهيئة شرف نادي العين الرياض الثفافي – رئيس مجلس إدارة نادي العين .

* سعيـد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي .

* نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس مؤسسة أمناء زايد للأعمال الإنسانية و الخيرية .

* عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية .

* طحنون بن زايد آل نهيان عضـو المجلـس التنفيذي – رئيس هيئة الطيران الأميري .

* منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة – رئيس دائرة القضاء بإمارة أبوظبي .

* خالد بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للطيران .

* أحمد بن زايد آل نهيان (توفي في صيف 2010) رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية والخيرية سابقاً .

* حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي العهد رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية رئيس مجلس إدارة طيران الاتحاد .

* ناصر بن زايد آل نهيان – توفي في صيف 2008 في حادث سقوط طائرة مروحية .

* فلاح بن زايد آل نهيان رئيس نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو .

* ذياب بن زايد آل نهيان رئيس دائرة الماء والكهرباء في أبوظبي .

* عمر بن زايد آل نهيان المرافق العسكري لصاحب السمو رئيس الدولة .

* عيسى بن زايد آل نهيان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى