آراءمواطن مصري

مصر في قلب وعيون السيسي| بقلم جورج عياد

من يتتبع المواقف والقرارات والإجراءات التي اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه أمانة ومسئولية حكم مصر سيدرك على الفور أننا أمام قائد وزعيم بحجم مصر .. فمنذ البداية تسلم الرئيس حكم البلاد في فترة من أصعب الفترات التي واجهتها في العصر الحديث، فما بين طيور ظلام أرادوا تحويل مصر إلى مجرد ولاية تابعة لحكم مرشد جماعة الإخوان الإرهابية وما استتبع ذلك من تدني الأداء الاقتصادي على خلفية الكثير من السياسات الخاطئة والتي نجم عنها تفاقم أزمات الحياة اليومية .. إلى جانب سعي الجماعات التكفيرية إلى الاستيلاء على سيناء الغالية وتحويلها إلى عاصمة للإرهاب .. إلا أن الرجل وبصلابة لا تهتز وعزم لا يلين أبى إلا أن يخوض معركة العبور بسفينة الوطن إلى بر السلام.

لذا .. وبجسارة نادرة، أقدم السيسي على اتخاذ بعض الإجراءات الاقتصادية الضرورية لتصحيح الأوضاع المتردية وتوجيه الدعم إلى مستحقيه وتوفير مناخ آمن ومستقر وجاذب للاستثمارات الكبرى، فوجه الحكومات المتعاقبة من أول المهندس إبراهيم محلب والمهندس شريف إسماعيل وصولاً إلى حكومة المهندس مصطفى مدبولي بتذليل جميع العقبات أمام رجال الأعمال وتأمين استثماراتهم على أكمل وجه لتوجيه رسائل طمأنة تكفل جذب كبرى المؤسسات الدولية لممارسة أعمالها وضخ استثماراتها في مصر.

وفي مواجهة كل هذه التحديات لم ينس الرئيس عبد الفتاح السيسي يوماً أو لحظة رجل الشارع المصري البسيط فكان يضع نصب أعينه دوماً محدودي الدخل الذين هم الهدف الرئيسي من أي مشروعات تنمية شاملة، فأولى اهتماماً غير محدود بتطوير المناطق غير الآمنة ونقل سكانها إلى مجتمعات عمرانية جديدة تليق بآدميتهم وتعوضهم عما عانوه طوال سنوات كانوا خلالها من المهمشين.

وفي واقع الحال أن هذه الحالة المبهرة من التوحد بين المصريين وقائدهم لم تكن وليدة العاطفة أو الصدفة، بل أن ورائها مسيرة كفاح ونحت في الصخور بدأها السيسي بمصارحة شعبه أن الطريق صعب وليس معبداً بالورود أو حتى الرمال بل بالصخور والعوائق التي تحتاج ما يمكن تسميته إعادة بناء الدولة على أساس متين.

فبجسارة غير مسبوقة بدأ الرئيس فترة حكمه بقرارات حاسمة، طالما خشي منها سابقوه خوفاً على شعبيتهم وسعياً خلف تصفيق وقتي، فكان السيسي أشبه بجراح القلب الذي أمامه أحد خيارين: فإما أن يجري عملية قلب مفتوح للمريض وإما يضحي بحياة هذا المريض .. وكانت المبادرة بالإجراءات الاقتصادية الحاسمة مثل تحرير سعر صرف الجنيه المصري أمام باقي العملات الأجنبية ليتخذ قيمته الواقعية لجذب الاستثمارات العملاقة ونيل ثقة العالم بجدية الإصلاحات الاقتصادية.

بخلاف تحريك سعر المحروقات ومواد الطاقة على نحو متدرج وذلك في محاولة للسيطرة على عجز الموازنة والتحرر من عبودية الدعم الأعمى الذي لا يصل على أرض الواقع إلى من يستحقه، بل على العكس ربما يستفيد به غير مستحقيه.

وبالموازاة مع هذه الإجراءات .. فقد أقدم الرئيس على خوض مشروعات عملاقة مثل حفر المجرى الملاحي الإضافي لقناة السويس والتي كانت بمثابة ملحمة وطنية اعتمدت بالكامل على رأس المال الوطني وبمشاركة جميع شرائح المجتمع.

ثم توالت الإنجازات بضخ دماء اقتصادية ضخمة في العاصمة الإدارية الجديدة واستصلاح ملايين الأفدنة لتوفير الغذاء وتشجيع المنتج المحلي وتقليل قدر الإمكان الاعتماد على الاستيراد الذي يكبد خزانة الدولة مليارات الدولارات، وكشهادة ثقة من أبناء مصر فقد زاد الاحتياطي النقدي إلى عدة أضعاف .. وانتزعت مصر من جميع المؤسسات المالية الدولية عن جدارة الاعتراف بسلامة وإبداع تلك الإجراءات التي توفر مناخاً خصباً لجذب الاستثمارات العالمية الكبرى.

بالموازاة مع كل هذه الإنجازات .. كانت الثمار الطيبة كلها تصب في صالح جميع أبناء مصر من البسطاء والمحتاجين للرعاية، فكانت كل القرارات من أجلهم وكانت التوجيهات حاسمة وواضحة كوضوح الشمس بتقديم كافة أوجه الرعاية الاجتماعية لدعم ومساعدة غير القادرين بحصولهم على مقررات تموينية مجانية بواقع 50 جنيه لكل فرد، وتحسين جودة وتثبيت سعر رغيف العيش عند 5 قروش فيما تتحمل الدولة فارق السعر بواقع 60 قرش دعماً لكل رغيف.

بالإضافة إلى صرف معاشات استثنائية لأكثر من مليوني أسرة تحت اسم تكافل وكرامة، وإجراء حملات صحية ومسح طبي لجميع المصريين لاكتشاف الأمراض المبكرة وعلاجها على الفور على نفقة الدولة.

وخلال تفشي وباء كورونا .. أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي حنكة وخبرة وإخلاص لا يمكن مقارنتهم، فوجه جميع إمكانيات الدولة للحفاظ على صحة المواطنين ودعم القطاعات المتضررة من الآثار السلبية لحالة الركود الاقتصادي المترتب على الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار الفيروس القاتل، ووجه بتخصيص أعلى ميزانية تقدر بـ 100 مليار جنيه ورافعاً شعار: المصريين أولا وقبل أي شيء.

ولعله من أروع الإنجازات التي حرص عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي استعادة مكانة مصر الرائدة بين سائر الأمم وذلك من خلال اقامة جسور من الثقة والندية بين مصر والدول الكبرى، حتى جاء اليوم الذي شاهدنا فيه بلدنا يرسل مساعدات اغاثة لأمريكا والصين وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا، هذا بطبيعة الحال إلى تحويل شعار “مسافة السكة” إلى منهج حياة بين مصر وأشقائها العرب لتظل هي حصن العروبة الآمن .. كل هذا وغيره الكثير جدا يشكل كافة مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يضع مصر وشعبها في قلبه وعينيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى