مستقبل “آبل” في خطر.. مصاعب تواجه العملاقة الأميركية

تواجه شركة “أبل” الأميركية العملاقة العديد من المشاكل والتحديات التي تهدد مستقبلها في الأسواق، فيما تسلط الضوء مجدداً على أداء الشركة وعلى عملياتها بعد أن تبين أن مبيعاتها انخفضت في الصين التي تشكل أهم الأسواق التي تعمل بها “أبل” وتبيع فيها منتجاتها، خاصة هواتف “آيفون” التي لا تزال تهيمن على سوق الهواتف الذكية في العالم.
واستعرض تقرير نشرته شبكة “CNBC” الأميركية، التحديات التي تواجهها شركة “أبل” الأميركية، وقالت إنها خمسة مشاكل أو تحديات تواجه الشركة وتهدد مستقبلها في الأسواق، وخاصة في السوق الصينية.
وانخفضت مبيعات عملاق التكنولوجيا وصاحب اختراع “آيفون” في منطقة الصين الكبرى خلال الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 13% تقريباً إلى 20.8 مليار دولار.
وكان يُنظر إلى الصين ذات يوم على أنها المحرك الرئيس لنمو شركة “أبل”، ولكن في العام الماضي، شكلت مشاعر المستهلك الحذرة جنباً إلى جنب مع المنافسة الشديدة، لا سيما من شركة “هواوي”، تحدياً للشركة العملاقة التي يقع مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية، فيما لا يوجد توقعات بأن تتحسن الأمور في العام 2024 الحالي.
وقال ويل وونج، مدير الأبحاث الأول في شركة (IDC) المتخصصة بأبحاث السوق: “هناك عاملان رئيسيان أعاقا شركة أبل في الربع الرابع من عام 2023: معنويات الإنفاق الأكثر حذراً وعقلانية وتحدي شركة هواوي والتي أحدثت هواتفها ضجة في السوق أكثر من هواتف آيفون 15 الجديدة”.
وأضاف وونج: “لا نتوقع أن يعود نمو شحنات آيفون إلى المنطقة الإيجابية في عام 2024 في الصين، حيث من المتوقع أن تظل هواوي المنافس الرئيس بينما تجذب التقنيات الأكثر تقدماً مثل الذكاء الاصطناعي والقابلية للطي مزيداً من الاهتمام من المستهلكين”.
ويخلص تقرير “سي إن بي سي” الى أن التحديات الخمسة التي تواجهها شركة “أبل” في السوق الصيني الذي هو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، هي كالتالي:
أولاً: عودة هواوي بقوة، حيث في العام الماضي، أطلقت شركة هواوي هاتفاً ذكياً يسمى (Mate 60) والذي يتمتع باتصال من تقنية الجيل الخامس.وكانت هذه مفاجأة كبرى للعالم، والسبب هو أنه في عامي 2019 و2020، فرضت الحكومة الأميركية على شركة هواوي العديد من العقوبات التي قطعت عنها الرقائق والتكنولوجيا المطلوبة لشبكة الجيل الخامس.
وأدت العقوبات، التي قيدت أيضاً وصول هواوي إلى برامج “جوجل” إلى شل أعمال الهواتف المحمولة لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة.
وكانت شركة هواوي، التي كانت ذات يوم أكبر مشغل للهواتف الذكية في العالم، هي في الواقع المنافس الرئيس الوحيد لشركة أبل في السوق الراقية بالصين. وبمجرد أن فقدت هواتف هواوي قدرتها التنافسية بسبب الافتقار إلى شبكة الجيل الخامس وعدم وجود أشباه الموصلات المتطورة، توافد العملاء على أجهزة آيفون.
ثانياً: المنافسة الراقية، حيث إن شركة هواوي ليست وحدها التي تتحدى شركة “أبل”، بل كانت العلامات التجارية المحلية الأخرى تتجه أيضاً ببطء إلى السوق الراقية ولكن بأسعار أرخص.
ثالثاً: حذر المستهلكين، ففي العام الماضي، واجه الاقتصاد الصيني العديد من التحديات، من الانهيارات في قطاع العقارات إلى ضعف الطلب الاستهلاكي، ويمكن أن تستمر هذه التحديات حتى عام 2024 وتؤثر على ثقة المستهلك. وإذا ظل المستهلك الصيني ضعيفاً، فإن تلك النماذج الفاخرة الأرخص قد تكون جذابة.
وقال جوش كورين، مؤسس شركة (Musketeer Capital Partners): “أعتقد أن ما تراه في الصين هو مستهلك متأثر اقتصادياً يشعر بالقلق من استهلاكه الشخصي ويقول في نفسه: لستُ بحاجة إلى دفع ثمن هذا الهاتف بينما يمكنني الحصول على نسخة أرخص من هذا الهاتف”.
رابعاً: أبل تفقد بريقها، حيث يقول الخبراء في السوق الصيني إنه لفترة طويلة، كان يُنظر إلى شركة أبل على أنها علامة تجارية فاخرة في الصين تتمتع بجاذبية كبيرة بين الجماهير الأصغر سناً، لكن هذا بدأ يتغير.
وقال كورين: “أعتقد أن علامة أبل التجارية لم تعد تتمتع بهذا البريق بعد الآن، فهي لم تعد تتمتع بهذه السمعة بين أبناء الجيل الجديد”.
ويقول بعض المحللين إن العديد من صانعي الهواتف الذكية يتحدثون أيضاً عن ميزات الذكاء الاصطناعي على أجهزتهم، وهو أمر لم تفعله شركة آبل حتى الآن. وقد دفع هذا الكثيرين إلى التشكيك في ابتكارات شركة أبل في مجال الهواتف الذكية، وبحسب المحلل كورين فإن هذا قد يكون أحد أسباب معاناة العلامة التجارية لشركة أبل.
وقال كورين: “أعتقد أنه حتى تتمكن شركة آبل من الابتكار إلى الحد الذي يمكنها من استعادة السمعة القائلة بأن امتلاك آيفون أمر لا بد منه، فسيكون الأمر صعباً”.
خامساً: الجغرافيا السياسية، حيث إن شركة أبل مثل العديد من شركات التكنولوجيا الأجنبية العاملة في الصين أصبح شبح الجغرافيا السياسية يخيم عليها باستمرار.
وذكرت مصادر مطلعة العام الماضي، أن الصين مددت الحظر الذي يأمر الموظفين في الوكالات الحكومية والشركات المدعومة من الدولة بالتوقف عن جلب أجهزة آيفون وغيرها من الأجهزة الأجنبية إلى العمل.