عاجلمواطن مصري

“محدش يجرب مصر”.. صيحة السيسي لكل من ينسى نفسه| بقلم جورج عياد

خير الكلام ما قل ودل.. عبارة كثيرا ما نسمعها دون أن نستشعر دلالاتها أو تأثيراتها، حتى أطلقها الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي في معرض حديثه عن رفضه للاتفاق المشبوه الذي وقعته “أرض الصومال” مع إثيوبيا، مؤكدا رفض بلاده التدخل في شئون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها.

فبجسارة وحسم المقاتل الشرس الغيور على أمن بلاده المدافع عن كل شبر من أراضيها وأمنها.. تابع السيسي قائلاً: “الصومال دولة عربية ولها حقوق طبقًا لميثاق الجامعة العربية فى الدفاع المشترك لأى تهديد لها، مؤكدًا بأن “مصر لن تسمح لأحد بتهديد الصومال أو يمس أمنها.. “محدش يجرب مصر” ويحاول يهدد أشقاءها خاصة لو أشقاءها طلبوا منها التدخل”.

وفي واقع الحال.. تترجم كلمات الرئيس السيسي استراتيجية “مسافة السكة” التي أكد عليها منذ توليه مسئولية وأمانة حكم مصر وتعهده أن تحتل مصر مكانتها الرائدة بين الأمم باعتبارها الشقيقة الكبرى للدول العربية والتي أثبتت جميع المواقف الحاسمة صدقها وصلابتها التي لا ينافسها فيها أحد.

الحقيقة أن من سمع أو قرأ كلمات الرئيس السيسي يدرك جيداً أنها ليست موجهة لأثيوبيا وحدها وإنما هي رسالة تحذير لكل من تسول له نفسه الاقتراب أو محاولة تهديد أو مجرد المساس بأمن مصر أو المنطقة، فلا أحد يختبر صبر مصر أو يراهن على أنها ستغض الطرف عن أي إجراء تراه القيادة السياسية خطراً لأنها ستتعامل معه على الفور وبكل حسم وقوة.

وليس بعيداً عن هذه الحقيقة الثابتة موقف مصر التاريخي الرافض لمؤامرة التهجير القسري التي حاول الاحتلال الصهيوني الغاشم تنفيذها بحق الأخوة الفلسطينيين وتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة، لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية، وكذلك الرد المصري المزلزل لجيش إسرائيل بأن مصر لن تسمح أبداً بالاقتراب من محور فيلادفيا وستعتبره بمثابة نسف لمعاهدة السلام بكل ما يترتب على هذا الألغاء حسبما تراه مصر من ردود أفعال.

هذا بطبيعة الحال بخلاف الصفعة المدوية التي لقنها الرئيس السيسي لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بنيامين نتانياهو برفض الرد على مكالمته بكل ما يحمله رد الفعل هذا من إهانة لنتانياهو.. ولم لا ونحن معنا رئيس وطني لا يتورع ولا يتردد للحظة في اتخاذ كل ما يلزم للحفاظ على أمن واستقرار وسلامة كرامة مصر والمصريين.

وتشهد جميع مواقف الرئيس السيسي بأنه يضع أمن بلاده بل والدول الشقيقة نصب عينيه.. ويكفي أن نتذكر ما شهدته الدول العربية الشقيقة خلال السنوات العشرة الأخيرة من أحداث غاية في الخطورة، كما هو الحال في سوريا واليمن وليبيا والسودان وبالطبع فلسطين، وكيف كانت مواقف مصر مشرفة فكانت الحضن الدافئ والمعين الحقيقي وصاحبة اليد العليا في مد يد العون سواء بفتح الأبواب على مصراعيها لاستقبال الفارين من جحيم الحرب الباحثين عن الأمن والأمان، هذا إلى جانب البحث عن حلول لتلك المشاكل والعمل ليل نهار لتحقيق مصالح والحفاظ على حقوق أشقائنا العرب.

الخلاصة إذاً أننا فعلاً لا قولاً أمام قائد بحجم مصر.. لا يدخر جهداً لرفعة وطنه.. ولا يضيع وقتاً في اتخاذ كل ما يلزم لأجل مصر وأشقائها في العروبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى