كورونا.. ازمة مالهاش لازمة| بقلم الشيخ خالد الجمل

كتب .. الشيخ خالد الجمل .. خطيب متطوع بوزارة الأوقاف المصرية
ارسلت لي احدهم رسالة مفادها مايلي:
مفيش امل.. العالم مقبل علي كارثة اقتصادية رهيبة.. بسبب فيروس كورونا ده.. والوظايف والشركات هتتقفل ومش عارفه اللي بيحصلنا ده ايه… ؟ وليه.. ؟ وإيه حله.. ؟ انا مكتئبة جدا.. وباخد ادوية علشان احاول اتعايش… مش عارفه يا شيخ اعمل ايه… !؟
فكان ردي مايلي:
ارجو مشاهدة الصور بالأسفل اولا… ثم قراءة مايلي:
سنة ١٩١٨ انتشر وباء اسمه الأنفلونزا الأسبانية في العالم أجمع مشابه لفيروس كورونا الحالي COVID 19 .. أصاب هذا الفيروس الكثير من الناس وأوقع ضحايا بأرقام كبيرة جدا.. كان هذا بعد الحرب العالمية الأولي.. أي ان العالم كله في توتر حربي رهيب .. والعالم منهار اقتصادياً..!! بل واقل تكنولوجياً…!! الأطباء والمستشفيات محدودة ومنشغلة بجرحي الحرب.. الكمامات عادية.. اجهزة التنفس قليلة جدا وبدائية للغاية.. الحياة ضيقة جدا ..!!
ثم ماذا… ؟؟ ثم مر كل شئ.. وانتهت الأزمة.. وعاد كل شئ.. ليس كما كان.. ولكن افضل مما كان عليه.. ولكن، مر كل شيء.
اذن ماهذا الذي يحدث.. ؟ ولماذا… ؟
ببساطة…لدينا مرض اسمه كورونا.. يجب الحذر منه واتباع اجراءات السلامة الموصي بها.. لمنع انتشاره من المرضي، ولكننا نعرف الان.. ان هذا الفيروس كان موجود في العالم منذ زمن طويل.. وهاجم الانسان مرات، ومرات.. ولكن لم يكن عموم الناس علي علم بتفاصيله بهذه الدقة… !!
ذلك فالذي يحدث.. هو امر طبيعي.. يحدث. دوماً.. وحدث قبل ذلك مرات عديدة.. بنفس الخطورة.. وبدون تكنولوجيا من اجهزة تعقيم وعلاج وتنفس الخ.. كالتي نملكها اليوم بفضل الله، ولكن ايضا كما ذكرت انفاً.. بدون تكنولوجيا معلومات تجعلنا نعلم عدد المصابين كل لحظة وفي كل مكان.. فكان نتيجة ذلك.. هذا التوتر والفزع والهلع في كل مكان، فمن الواصح حتي الاطفال علي دراية بعدد المصابين والوفيات اليومي المهول..!!
اما لماذا يحدث هذا؟؟
فهذا مجرد اختبار من الله..!! وفتنته دورية والتي قضي الله ان يجريها في كونه علي عباده، واخبرنا الله عنه من زمن طويل.
قال تعالي: ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ.. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )، ولكن.. لن يلاحظ هذا الامتحان الدوري، جميع الناس.. فقط سيلاحظ هذا الامتحان من الله الي العباد، نوع خاص من الناس، وهم كما قال الله في الآية (الذين صدقوا) من صدقوا في ايمانهم مع الله وصدقوا في توكلهم علي الله، بالاخذ بالاسباب الكونية والعلمية للنجاة وطاعتهم لله ولرسوله.. ومن يكذب بكل بما سبق..!!.
الحياة… كلها كدة.. صعود، وهبوط، ثم صعود، ثم هبوط، وهكذا في كل نواحيها…!!، اللي بيترفد النهاردة، بيشتغل بكرة في مكان تاني، واللي بيخسر فلوس النهاردة، بيكسبها بكرة، وهكذا.. لذلك ان كان هذا هو امتحان الله لنا، اذن فمن الرابح في هذا الامتحان… ؟
كأي امتحان لنا في كل حياتنا.. يربح فيه الصادق مع الله بحسن ظنه في سبحانه وتعالي.. ويخسر فيه الكاذب مع الله بسوء ظنه بربه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ” أن حسن الظن بالله من حسن العبادة “. – رواه احمد.
ظنوا في الله كل الخير.. واعلنوا هذا لكل الناس.. واتقوا الله ما استطعتم.. تكن نجاة لكم من كل سوء، قال تعالي 🙁 وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )، ابشروا…بحفظ الله.. قريباً جداً باذن الله.