في اليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر.. مصر تكمل مسيرة الأمجاد والإنجازات

افتتاحية بروباجندا
تحيي مصر هذه الأيام الذكرى الـ 50 على نصر أكتوبر المبين وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، حيث تمكنت فيه القوات المسلحة المصرية الباسلة من عبور قناة السويس، التي كانت توصف بأنها أصعب مانع مائي في العالم، وتحطيم خط بارليف، أكبر ساتر ترابي في العالم، الذي كان عبارة عن جبل من الرمال والأتربة، ويمتد بطول قناة السويس في نحو (160) كيلو متر من بورسعيد شمالاً وحتى السويس جنوباً، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابي، الذي كانت تفتخر به القوات الصهيونية لمناعته وشدته، كان من اكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور والانتصار.
ومن روعة الأقدار أن تتزامن احتفالات مصر باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر المجيد مع فتح باب الانتخابات الرئاسية وظهور هذه المشاعر الفياضة لجماهير الشعب المصري العريضة التي احتشدت بكافة الميادين ليصبح العيد عيدين، عيد ذكرى نصر أكتوبر وعيد مبايعة المصريين للرئيس عبد الفتاح السيسي لتطالبه بأن يكمل جميله ويقبل الترشح في جولة انتخابية ثانية لإكمال مسيرة الإنجازات التي تحققت طوال السنوات التسع الماضية منذ تولى الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي مسئولية وأمانة الحكم، فكان خير من يؤتمن على صالح ومصالح الشعب والبلاد.
النصر المبين
كان من روعة هذه الحرب المقدسة أنها كانت في شهر الصوم العظيم وكان مباحاً للجنود الإفطار فهم ليسوا على سفر بل على حرب، إلا أنهم أبوا إلا النصر أو الشهادة وهم صائمين .. فكان تأييد الله ونصره حليفهم.
حيث خاض الجيش المصري البطل تلك المعركة وهو يعلم أنها معركة مصير، لأن هزيمة الجيش المصري فيها لو حدثت فإنه يعني سيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة كلها، خصوصاً أن الجيش تعرض قبلها بستة سنوات لنكسة 5 يونيو (1967م)، التي أتاحت للعدو الصهيوني أن يقدم نفسه للعالم كأقوى جيش في المنطقة، وأن جيشه هو الجيش الذي لا يُقهر، لكنه لم يكن يدري أن عقيدة الجيش المصري تنبني في الأساس على الكرامة وعدم قبول الهزيمة وأن الجندي المصري لا يترك ثأره أبداً، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم، العاشر من رمضان (1393هـ) السادس من أكتوبر (1973م)، مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ويظل وساما على صدر كل مسلم وعربي.
ورغم مرور نحو 50 عاما على هذا الانتصار الكبير، إلا أنه مازال يخضع للتحليل والدراسة في المؤسسات العسكرية في العالم لما شهده من براعة في القتال من الجندى المصرى ومن مفاجآت عجزت إسرائيل عن مواجهتها وانهارت على إثرها أسطورة القوة العسكرية الاسرائيلية التي لا تقهر.
ففى هذا اليوم عبر الأبطال الهزيمة، وعاد العلم المصري الحبيب يرفرف علي الضفة الشرقية للقناة.. واقيمت الجسور لتنقل الدبابات والمعدات.. وتلقى جيش الاحتلال الصهيوني ضربة جوية مباغتة وقاصمة.. وقد أدت سيطرة نسور مصر البواسل على سماء المعركة ونجاح الجنود فى تحطيم خط بارليف الى النصر الذى جعل العالم يتعرف علي المقاتل المصري الحقيقي.. الذي ظُلم في عام 1967.
وكانت إسرائيل قد أمضت السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين مراكزها في الجولان و سيناء، وانفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف.
وتؤرخ هذه الحرب لبطولة الجيش المصري ومن ثم فإنها تلقي عليه بمسئوليات جسيمة، فمنذ ذلك الحين أدركت القوات المسلحة المصرية جيداً أن قدرها أن تكون الذراع العربي الطولى وأنها حصن العرب المنيع.
ومن هنا كان هذا النصر إيذاناً بتعاظم أدوار الجيش المصري مع زيادة التحديات والمسئوليات، لذا كان مفهوم الأمن القومى الشامل وأهمية المحافظة عليه وحمايته فى كل المجالات حاضراً بل ويحتل مكان الصدارة في أي مقال ومقام.
إكمال مسيرة الإنجازات
واستكمالاً للدور الوطني العظيم فقد نجح القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي في استثمار كافة الطاقات المخلصة لبناء الجمهورية الجديدة القائمة على إرساء قواعد العدالة والمشاركة الوطنية وإشراك جميع فئات المجتمع في بناء وطنهم ورفعته.
ومن هنا جاء الدور المهم الذى لعبته وما زالت تلعبه قواتنا المسلحة الباسلة فى عملية التنمية الشاملة للدولة، ففى الوقت الذى تقوم فيه القوات المسلحة المصرية بتنفيذ عملياتها العسكرية فى سيناء لتطهيرها من العناصر الإرهابية تقوم بمساهمة فعالة لإعادة بناء الدولة المصرية من خلال تنفيذ المشروعات القومية الكبرى التى تضع مصر على خريطة الاستثمار العالمية، وفتح مجالات وفرص عمل جديدة للشباب، وكذلك المساهمة فى تخفيف العبء عن كاهل المواطنين.
فمنذ 30 يونيو 2013 أخذت القوات المسلحة المصرية على عاتقها إعادة بناء الدولة مرة أخرى والمساهمة فى التنمية الشاملة، بانحياز جيش مصر الوطنى للشعب والقيام بحمايته، وكما حمى الجيش المصري الإرادة الشعبية ولم يتصادم معها أثناء احداث 25 يناير، فقد احترم ذات الإرادة في 30 يونيو، واجتمع مع القوى السياسية والشبابية وممثلي الأزهر والكنيسة، لإعلان خارطة المستقبل في 3 يوليو، والتي أسست لمرحلة جديدة في الثورة المصرية.
كما أحرزت القوات المسلحة المصرية إنجازات ضخمة على الأرض في حربها على الإرهاب، بل إن العديد من دول العالم لم تقوَ على تلك المواجهة، فى الوقت الذى يتم فيه الاستعداد للتنمية الشاملة في سيناء بعد تطهيرها من دنس الإرهاب.
واستمراراً للدور العظيم لقواتنا المسلحة الباسلة في الحرب والسلام، لا يألو جيشنا المفدى جهداً في مسيرة البناء والتنمية والإنجازات، ومن روعة الأقدار أن تتواكب احتفالات هذا العام مع تصدي الشعب المصري بجميع أطيافه لتآمرات المتربصين بأمن مصر والمتاجرين بأحلام البسطاء لتحقيق أجندات مشبوهة ليضرب الشعب أروع الأمثلة في الالتفاف حول القيادة السياسية المخلصة والجيش الوطني العظيم.
مشروعات قومية تفوق الأحلام
كما توالت الإنجازات القومية بداية من مشروع توسعة المجرى الملاحي لقناة السويس وانشاء العاصمة الإدارية الجديدة التي طالما كانت حلما بعيد المنال، إلى جانب شبكة الطرق والمواصلات الحديدية التي تعد حجر الأساس لأي نهضة صناعية وتجارية بخلاف استصلاح أكثر من مليون فدان واستكمال جميع خطوط مترو الأنفاق، شريان النقل الرئيسي في مصر، وتحديث مرفق هيئة السكك الحديدية وفق أعلى مستويات الجودة والأمان واحترام آدمية المواطنين.
وقبل كل هذا.. كان الإنسان والفرد المصري هو الشغل الشاغل للرئيس عبد الفتاح السيسي، فكان دائما فوق رؤوس جميع المسئولين في مصر بداية من رئيس الحكومة لأصغر مسئول في منصبه، وكانت التوجيهات واضحة وصريحة ومحددة بضرورة الارتقاء بجميع الخدمات المقدمة للمواطنين.. وهنا بدأ العزف على سيمفونية تطوير وتجميل كل شيء حتى تحقق حلم نقل السكان من المناطق غير الآمنة إلى مناطق حضارية تبهر العيون وتليق بصبر وصمود واخلاص وثقة المصريين، وهذا بالمناسبة اعجاز لا يضاهيه إعجاز.. فطوال العقود الماضية كان الحديث عن تطوير هذه العشوائيات ونقل سكانها من قبيل عاشر المستحيلات.
إلى أن جاء الرئيس السيسي وقطع على نفسه عهداً بأن يوفر مساكن لائقة بأبناء مصر، لتتحول حياة سكان هذه المناطق غير الآمنة إلى مواطنين آمنين ينعمون بمنازل آمنة وحدائق لأطفالهم ومدارس تقدم الخدمات التعليمية الراقية، والمستشفيات النظيفة التي تقدم خدمات صحية تليق بهم.
وبتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسي، تحملت الدولة معظم أعباء الأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة التي القت بظلالها القاتمة على الأسعار في مصر.. فقرر منح عدة حوافز مالية ملموسة لزيادة الرواتب والعلاوات لتخفيف غلاء الأسعار عن كاهل المواطنين.
لكل هذا وغيره الكثير والكثير ، فقد ترسخ في ذاكرة التاريخ أن وعي الشعب المصري غير قابل للتضليل أو التزييف وأنه قادر على التمييز بين الحق والباطل، خصوصاً في ظل ما يلمسه على أرض الواقع من إنجازات ملموسة لتأسيس نهضة كبرى تعيد مصر إلى مكانة الريادة بين بلدان العالم.
كلمة أخيرة
دام حفظ الله لمصر .. شعب لا يقبل إلا الانتصار وقائد لا يكف عن الإنجازات