فى مؤتمر المانحين.. عاهل الأردن: أزمة لبنان هى محنتنا جميعا
شارك العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، اليوم الأحد، فى مؤتمر دولى لحشد الدعم للبنان فى أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذى وقع يوم الثلاثاء الماضى، وأودى بحياة مئات الضحايا وتسبب بإصابة الآلاف.
وعقد المؤتمر، عبر تقنية الاتصال المرئى، بدعوة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بهدف تقديم المساعدة والدعم لبيروت والشعب اللبنانى، بمشاركة قادة وممثلى دول عربية وأجنبية.
واكدت وكالة الأنباء الأردنية، أن العاهل الأردنى ألقى كلمة، خلال المؤتمر، فيما يلى نصها: بسم الله الرحمن الرحيم أصدقائى، اسمحوا لى أن أبدأ بتوجيه التحية للشعب اللبنانى الشقيق، فمن أجلهم، نلتقى اليوم، ونقدّم تعازينا الحارة للذين فقدوا أحبتهم فى هذا الانفجار المأساوى، داعين الله أن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل.
وبالنسبة لأولئك الذين نجوا بإصاباتٍ طفيفةٍ، فإنّ حجم هذه المأساة لا يوصف، إذ وجد قرابة 300 ألف شخصٍ فى بيروت أنفسهم فجأةً بلا مأوىً، وانقلبت حياتهم رأسًا على عقبٍ خلال بضع دقائق، وهم ما زالوا فى خضم مواجهتهم لوباءٍ عالميٍ وأزمةٍ اقتصاديةٍ.
لقد أدركنا جميعاً أنّ علينا العمل لدعم وإسناد لبنان، وأشكر صديقى العزيزين الرئيس ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة، على تنظيم هذا المؤتمر فى وقتٍ قصير.
أصدقائى، المحنة التى يمر بها لبنان هى محنتنا جميعًا، فهى تؤثر على بلداننا أيضًا، ولا يمكننا أن نقف مكتوفى الأيدى.
لقد بدأ الأردن بإرسال مساعداتٍ طبيةٍ، ومستشفىً ميدانى، ومواد إغاثية أخرى، كما سنقوم قريبًا بإرسال فرق إنقاذٍ إضافيةٍ، وإمداداتٍ غذائيةٍ وطبيةٍ لتقديم المساعدة على المدى القصير، وسيكون وزير الخارجية الأردنى فى بيروت هذا الأسبوع، ليتابع فى الميدان كيفية مساهمة الأردن فى تكامل جهود الإغاثة.
ولكن كما شهدنا فى الجائحة العالمية، فإنّ الأزمة اللبنانية، بكامل أبعادها، تبيّن لنا أنّنا جميعاً معرضون للخطر، إن لم نعمل مع بعضنا لنتخطى المصاعب.
لا بدّ أن يستند طريقنا نحو الأمام إلى إعادة ضبط العولمة التى تتطلب تكاملاً أفضل فى مواردنا، وتفضى إلى تآزرٍ وازدهارٍ عالميين.
إنّ الأردن مستعدٌ للقيام بدوره، عبر توفير نقطة انطلاقٍ ومركزٍ لوجستى لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية والإقليمية إلى لبنان.
وعلى المدى الطويل، وبالعمل مع شركاء دوليين آخرين، فإنّ الأردن مستعدٌ لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز المخزون الغذائى الاستراتيجى فى لبنان، بالإضافة إلى دعم قطاع الطاقة والنظام المالى، فضلاً عن قطاع الأعمال والشركات.
لطالما كان لبنان، على مدى تاريخه، منارةً للثقافة العربية والتعددية والتنوير، وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا للحفاظ على هذا الإرث، ودعم الشعب اللبنانى الشقيق الصامد للتغلب على هذه الفاجعة.